ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Jan 2010, 01:03 ص]ـ
الغريب أن تنسب تلك الشجرة (البكاء) إلى مكة، والآية تقول إن وادي مكة غير ذي زرع.
وفي تاج العروس: البلسان شجيرة مصرية تنبت بالمطرية، ثم انقطعت من هناك مع القرن الثامن، ثم استنبتت في وادي القرى بالحجاز بعد القرن الثامن ولم تكن فيه قبلاً، والزبور يتكلم عن شجرة معروفة للمخاطبين به.
واليهود إنما سكنوا في وادي القرى بدأً من مشارف الشام وانتهاء بيثرب وخيبر .. لا في مكة.
والمعروف أن مكة من تهامة لا من الحجاز .. كما في وصف جزيرة العرب للهمداني. كيف يأخذ القريشيون سكان أم القرى اسم مكة مدينتهم ومدينة الأشياخ من اليهود.
ولعل أخذ اليهود القادمين (اللاجئين) من العرب الفصحاء (أي أنهم تعربوا) أقرب إلى القبول والتصديق من أن العرب أخذوا اسم أقدس مكان عندهم (مكة) أو (بكة) من ملة أخرى وافدة ليس لهم بها شأن ..
سؤال آخر: أيهما أقدم .. لسان إسماعيل المتصل السند المدون في المعجمات، أم لسان الزبور المحرّف والمترجم؟.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:45 ص]ـ
الأخ الكريم عصام
بداية أسكرك على تفاعلك مع الموضوع ومناقشتك لى ولو بالنقد والتفنيد، فهذا على كل حال أفضل من السكوت التام
ثم أجيبك عن اسئلتك المطروحة فأقول:
نعم الأية تقول ان وادى مكة غير ذى زرع، ولكن ألم تلاحظ أن هذا ما قاله نص الفقرة التى ترجمناها من الزبور، بل ان هذا هو ما قالته بأسلوب صريح احدى الترجمات التى ذكرتها حيث وصفته بأنه:
The dry valley of Baca
أى: وادى بكة الجاف، هكذا بشكل صريح
ثانيا: تقول: " لسان الزبور المحرف "، بينما تنسى يا أخى أن هذا الذى تصفه بالمحرف قد أثنى عليه ربنا جل وعلا، بل وأحال اليه بعض الآيات القرآنية، وهى آيات لا زالت موجودة فى الزبور الى يومنا هذا، فمن ذلك مثلا قوله تعالى فى سورة الأنبياء:
((ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون)) - الأنبياء - 105
فهل تعلم أخى الكريم أن هذه الآية بنصها القرآنى لا تزال موجودة فى الزبور الذى تصفه بأنه محرف:
حين تفتش فى سفر المزامير بحثا عن مصداق هذه الآية القرآنية تجد أن القرآن الكريم كان صادقا تماما فى اشارته لذلك، وفى احالته الى الزبور
افتح الزبورعلى المزمور (السابع والثلاثون) تجد فيه ما يلى:
" كف عن الغضب واترك السخط ولا تغر لفعل الشر. لأن عاملى الشر يقطعون، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض. بعد قليل لا يكون الشرير تطلع فى مكانه فلا يكون. أما الودعاء فيرثون الأرض ويتلذذون فى كثرة السلامة " 8 - 11
وتجد فيه أيضا:
" الشرير يستقرض ولا يفى أما الصديق فيترأف ويعطى. لأن المباركين منه يرثون الأرض والملعونين منه يقطعون " 21 - 22
وتجد فيه أيضا:
" الصديقون يرثون الرض ويسكنونها الى الأبد " 29
وتجد فيه أيضا:
" انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الأرض. الى انقراض الأشرار تنظر " 34
وهكذا تتأكد بنفسك أن القرآن كان صادقا فى احالته الى الزبور، فلا يصح أن نصفه بأكمله بكونه محرف، لأن هذا فيه تكذيب للقرآن نفسه والعياذ بالله، والصواب أن نقول أنه قد شابه التحريف فى بعض المواضع، أما اطلاق الحكم على هذا النحو فقد تبين لك أنه لا يصح
ولن أحدثك عما هو أهم من هذا، عن النبؤات التى استخرجها علماء مقارنة الأديان المسلمين من الزبور عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن البراهين العديدة التى استخرجوها منه والتى تنفى صلب المسيح عليه السلام وتؤكد نجاته من القتل والصلب
لن أحدثك عن هذا كله وغيره لأن المقام لا يتسع لذلك وحتى لا نخرج عن الموضوع
ولكن يكفى أن أقول لك: ان رمى الزبور كله بالتحريف يعد خطأ كبيرا
أما قولك أن اليهود لم يسكنوا مكة فهذا لا ينفى أنهم كانوا على صلة بقريش، أو أنهم كانوا يسافرون اليها، وكان لهم اختلاط بأهلها ولو على سبيل التجارة، أليس كذلك يا أخى الفاضل؟ فلم يكونوا فى عزلة تامة عما حولهم والشواهد على هذا كثيرة فى كتب التاريخ
وأخيرا: أنا لم أقل أن العرب قد اخذوا اسم بلدهم (مكة) من اليهود، وانما كان حديثى عن (بكة) تحديدا لا عن مكة، فأرجو الانتباه أخى الكريم
¥