تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقول: إذا كان هؤلاء الأئمة الأشاعرة الكبار – أمثال الجويني والغزالي والشهرستاني حيث ذكروا هذه الحجة في كلامهم - لم يعرفُوا مذهب المعتزلة ولم يحيطُوا بمقالَتِهم عِلمَاً، فأنى لأمثالك من المقلدة المتعصبة، أن يفهم مذهب المعتزلة؟!.

بل الفخر نفسه عند تحريره لمحل الخلاف مع المعتزلة الذي ذكره في محصوله وغيره وقع في أغلاط عليهم، وقد نبه عليها المقبلي في العلم الشامخ!.

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 08:26 م]ـ

هب أن الزمخشري يقول إن الحجة التامة قائمة قبل إرسال الرسل - وهو لا يقول بذلك -، وأن الناس إذا لم ينظروا بعقولهم استحقوا العذاب، فكان ماذا؟.

محل البحث ليس هنا، وإنما هو هل العذاب واقع؟.

والمعتزلة إذا قالوا: العفو جائز على الله تعالى، جاز عندهم أن يعفو الله تعالى عن هؤلاء المستحقين للعذاب

لا حول ولا قوة إلا بالله

سيرد عليك الزمخشري نفسه هذه المرة:

قال الزمخشري في كتابه المنهاج في أصول الدين: "باب الوعد والوعيد: إن أطاع المكلف أو عصى استحق المدح والثواب، أو الذم والعقاب، إن لم يحبط أحد المستحقَّين بالآخر أو بالندم، ويَسقُطُ العقابُ عقلا بالعفو أو الشفاعة، إلا أنّ السمع مانِعٌ، فالكبيرة تحبط الطاعات، ومن مات من أهل الصلاة مُصِرًّا عليها خُلِّدَ في النار." اهـ

فتبين أن العفو وإن كان جائزا عقلا عند الزمخشري وكل عاقل إلا أنه ممنوع عنده شرعا بدليل السمع كما نص عليه هنا، وهذا هو مذهبه، ولا يعني كون العفو جائزا عقلا أنه غير واقع إن مات الإنسان غير عارف بالله قبل بعثة الرسول، بل الجائز لابد أن يترجح، وقد ترجح عند الزمخشري وقوع العذاب بالإنسان ـ الذي مات ولم يوحد الله ولم يعرف صفاته ـ قبل بعثة الرسول بناء على أن الله تعالى نصب الأدلة لكل من له عقل على وجوده تعالى وصفاته، وهذا ما يصرح به الزمخشري بقوله إن الحجة لازمة للإنسان قبل بعثة الأنبياء، وهذا تفسير ابن عاشور لكلام الزمخشري بأن أصل المؤاخذة حاصل قبل بعثة الرسول.

وإذا كان صاحب الكبيرة عند الزمخشري الذي مات عليها بلا توبة مخلدا في النار أبدا سرمدا وإن كان مؤمنا، فكيف بمن لم يعرف الله بعقله وقد لزمته الحجة بالدلائل العقلية قبل مجيء الرسل؟؟ فهو عنده مخلد في النار أبدا سرمدا من باب أحرى، ولا يجوز العفو عنه سمعا؛ إذ لم يجز عند الزمخشري العفو عن المؤمن الذي مات على الكبيرة، فكيف بمن مات ولم يعرف الله بعقله ولو قبل مجيء الرسول؟؟ كيف والزمخشري ما زال يكرر بأن الحجة لازمة للإنسان بعقله قبل مجيء الرسول، وأن أصل المؤاخذة حاصل ولو لم يبعث رسول؟؟؟

فحاصل مذهب الزمخشري أن الدلائل العقلية تقوم مقام الرسول قبل بعثة الرسول، فلو مات الإنسان ولم يوحد الله رغم وجود الدلائل العقلية فهو مخلد في النار، غير أن الرسول يأتي مذكرا فقط في أصل معرفة الله، ويأتي تفاصيل الشريعة التي لا يدركها العقل، ويكون تعذيب الإنسان على عدم الامتثال لتفاصيل الشريعة أمر آخر، ولهذا قال الزمخشري بخلود من مات على كبيرة، أي من خالف تفاصيل الشريعة التي أتى بها الرسول.

لماذا تصر على الخطأ؟؟ إن الرجوع إلى الحق فضيلة، لماذا تحرم نفسك منها؟؟

وهل تظن اتهامك لي بالكذب سيغطي الحقيقة الواضحة لكل من له حظ من الفهم، فضلا عن كوننا في ملتقى أكثره أساتذة ودكاترة يفهمون ويفهّمون؟؟

لقد وصف الدكتور الجكني كلامي معك بأنه (كلام واضح وضوح الشمس لمن يريد المنفعة والبحث دون مشاغبة ومجادلة) أفتراه قال ذلك مجاملة وزورا؟؟ هو لا يعرفني أصلا، ولعله يخالفني في كثير مما كتبت في الملتقى، لكنه منصف، ولو علق كل منصف في هذا الملتقى لقال نفس كلام الدكتور الجكني.

فالكلام في غاية الوضوح، ومذهب الزمخشري معروف، لكن لا أدري أي مرض يلم بالشخص فيجعله ينكر الواضحات ويشكك في المسلمات التي يعرفها أهل كل المذاهب.

وتذكيرا بأصل الموضوع وسبب تدخلي فيه، هو اتهامك للعلامة ابن المنير بالبغي والتحامل على الزمخشري، وأحسب أني بحمد الله تعالى قد بينت غلط دعواك عليه، فالله أسأل أن يتقبل مني ذلك، وأن يغفر لك ويتوب عليه.

ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:35 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير