تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 10:57 ص]ـ

هل علمتم موصوفًا بالتدبير سوى صانعكم، إلا مماسًّا لكم أو مباينًا؟

فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك، كُلِّفوا تبيينه، ولا سبيل إلى ذلك ..

سأخاطب الباحثين الطالبين، لا الأغبياء المتلاعبين بكلام العلاماء، البراء من كل حياء.

الإمام الطبري يخاطب المعتزلة نفاة الرؤية، وهو سيلزمهم بشيء متفق عليه بينه وبينهم، فلا يصح أن يلزمهم بشيء باطل على أصوله لأن هذا من الهذيان.

فقال الإمام الطبري للمعتزلة:

هل علمتم موصوفا بالتدبير سوى صانعكم إلا مماسا لكم أو مباينا؟؟

وهذا الكلام يعني بكل وضوح وسهولة: ليس هنالك سوى الله لا يكون مماسا ولا مباينا، فإذا ادعيتم موجودا سوى الله لا مماسا ولا مباينا فهاتوا برهانكم.

ومنطوق هذا الكلام ومفهومه يدل على أن الإمام الطبري ينطلق من قاعدة صحيحة عنده وعند خصمه وهي أن الله تعالى عن قول الجاهلين ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، ليلزمهم بناء على هذه القاعدة الصحيحة عنده وعندهم أمورا لا يعتقدون صحتها وهي الرؤية.

فقولك السخيف:

هذا الجواب الذي أجاب به الإمام الجهمية، هو جواب إلزامي، ووصفُ الله تعالى بأنه لا مماس للعالم ولا مباين له، لم يقله الإمام الطبري مبتدئاً، وإنما حكاه ناقلاً عن هؤلاء الجهمية الذين يناقشهم.

هذا كلام يفضحك علنا، فإن الإمام الطبري لم ينقله عن الجهمية، بل حكاه معتقدا صحته لأنه سيرتب عليه إلزاما للمعتزلة، واقل درجات الناس عقلا لا يلزم غيره بأمر باطل عنده لأن الإلزام يصير مقلوبا عليه، ولا يسلم له الخصم الإلزام.

زد مع ذلك أيها المتعالم الذي افتضح جهله، فإن جميع القرائن الذي يعرفها الباحثون العلماء عن الطبري من استدلاله على حدوث العالم بدليل الجواهر والأعراض، ومن تنزيهه لله تعالى عن الحركة والسكون، وعن حلول الصفات الحادثة بذاته، وغيرها كلها قرائن تدل على أن الإمام الطبري يعتقد ـ محقا ـ أن الله تعالى لا مماسا للعالم ولا مباينا.

فهذا الإلزام الذي وجهه الإمام الطبري للمعتزلة صحيح، وهو مبني على قاعدة صحيحة عنده.

وأنا الآن أطلب ممن هو أعلم منك وأفقه أن يبين لك هذا، فإن العناد أعمى قلبك وأصم أذنك عن الحق.

أما المسمى مجدي ابو عيشية، فالأجدر به أن يصرف النظر عن هذا الكلام رأسا فإنه بعيد جدا عن الحاور العلمي والأدب أصلا.

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:01 ص]ـ

وللباحثين عن الحق، فإن كلام الإمام الطبري موجود في تفسير قوله تعالى:

لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103]

فأين أهل العلم حتى يبينوا للمتطفلين أمثال محمد براء وغيره ممن أخذتهم العصبية فأعمتهم عن الحق.

بينوا له مقصود الإمام الطبري، إن كنتم تخشون الله وتخشون يوم السؤال.

لا تتركوا هؤلاء ضحايا للجهل وقلب الحقائق.

ما يضركم لو أقررتم أن الإمام الطبري يخالفكم في العقيدة، ويرى أن الله تعالى ليس مماسا للعالم ولا مباينا.

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:24 ص]ـ

وفر خطاباتك لنفسك.

فلو وجهت الخطاب لنفسك لكان خيرا لك.

لماذا لم تعلق على قول الإمام الإمام الطبري في التبصير في كلامه عن صفات الله تعالى: لا يجوز تحوُّلها أو تبديلها أو تغيرها عما لم يزل الله ـ تعالى ذكره ـ بها موصوفا. (ص 150)

القيام على مكانه تعالى: القيام على حاله.

لكن الذي في قلبه مرض يفهم منها المكان الذي يناسب الأجرام.

وإذا علمنا أن كل مستقر بمكان فهو ساكن، وعلمنا أن الإمام الطبري ينقل اجتماع الموحدين على استحالة وصف الله بالحركة والسكون، علما قطعا أن القيام على المكان لا يقصد به المكان الذي تعنيه أنت لأن الإمام الطبري لا ينقل قولا اجتمع أهل التوحيد على فساده ثم يقره.

أين عقلك؟؟

أين قلبك؟؟

أفق من غفلتك، فإنك في ملتقى يعج بالنقاد، ولست في ملتقى الرضع.

للرفع لبراء لعله يبرأ من داء العناد والجهل.

الإمام الطبري ينزه الله عن حلول الصفات الحادثة به تعالى وعن تغير صفاته.

الإمام الطبري يرد على الذين قالوا بأن الله يحدث القرآن في ذاته.

الإمام الطبري ينقل اجتماع الموحدين على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون والألوان والأرايح.

الإمام الطبري يستدل في أول تاريخه على حدوث العالم بحدوث الأعراض.

الإمام الطبري ليس غبيا حتى يلزم خصمه بكلام يعتقد فساده، فإن الإلزام لا يكون إلا بحق.

الإمام الطبري يطالب خصومه ببيان البرهان على وجود موجود سوى الله تعالى لا مماسا للعالم ولا مبيانا.

الإمام الطبري يوجه للمعتزلة سؤالا صحيحا عنده بدليل قواعد المناظرة وأيضا بدليل قواعده الذي ذكرت بعضها وهي تقتضي أن الله تعالى منزه عنده ـ كما عند جمهور أهل السنة ـ عن المماسة للعالم والمبيانة.

فهل من عاقل يرشد هؤلاء الأغبياء أمثال "براء" ويكفهم عن التطفل على كلام العلماء.

وهذا المسكين يريد تصنيف رسالة يحرف فيها عقيدة الإمام الطبري، فهل أصبح العلم مشرعا لكل وارد، يقص بعض النصوص من البرامج الإلكترونية ويزخرفها بالكذب الممجوج ثم يقول: إني أدافع عن العقيدة؟؟؟

أين تذهبون؟؟؟؟؟

على السلفية أن يراجعوا حساباتهم، وأن يروا ثمرة مناهجهم، وإحدى تلك الثمرات هذا المسمى محمد براء، فلا دواء ينفع فيه المسكين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير