ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:15 م]ـ
قال الطبري رحمه الله بعد أن الزم منكري الرؤيا بما يرد عليهم وبعد أن بين لهم أن كل شيء يهربوا منه يلزموا بمثله:
"ولأهل هذه المقالة مسائل فيها تلبيس كرهنا ذكرها وإطالة الكتاب بها وبالجواب عنها , إذ لم يكن قصدنا في كتابنا هذا قصد الكشف عن تمويهاتهم , بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان. ولكنا ذكرنا القدر الذي ذكرنا , ليعلم الناظر في كتابنا هذا أنهم لا يرجعون من قولهم إلا إلى ما لبس عليهم الشيطان مما يسهل على أهل الحق البيان عن فساده , وأنهم لا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل محكمة ولا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ولا سقيمة , فهم في الظلمات يخبطون , وفي العمياء يترددون , نعوذ بالله من الحيرة والضلالة! "
على أي حال بعض الأغبياء عندما ينقلوا ردود العلماء لا يفرقوا بين قولهم وما يلزموا الخصم في مقالتهم ونقول نعوذ بالله من الجهل والضلال.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:29 م]ـ
هذه الزامات الطبري رحمه الله لمن أنكر الرؤيا:
"فأما ما اعتل به منكرو رؤية الله يوم القيامة بالأبصار , لما كانت لا ترى إلا ما باينها , وكان بينها وبينه فضاء وفرجة , وكان ذلك عندهم غير جائز أن تكون رؤية الله بالأبصار كذلك ; لأن في ذلك إثبات حد له ونهاية , فبطل عندهم لذلك جواز الرؤية عليه , وأنه يقال لهم: هل علمتم موصوفا بالتدبير سوى صانعكم إلا مماسا لكم أو مباينا؟ فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك كلفوا تبيينه , ولا سبيل إلى ذلك. وإن قالوا: لا نعلم ذلك , قيل لهم: أوليس قد علمتموه لا مماسا لكم ولا مباينا , وهو موصوف بالتدبير والفعل , ولم يجب عندكم إذ كنتم لم تعلموا موصوفا بالتدبير والفعل غيره إلا مماسا لكم أو مباينا أن يكون مستحيلا العلم به وهو موصوف بالتدبير والفعل , لا مماس ولا مباين؟ فإن قالوا: ذلك كذلك , قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك لا ترى إلا ما باينها , وكانت بينه وبينها فرجة قد تراه وهو غير مباين لها , ولا فرجة بينها وبينه ولا فضاء , كما لا تعلم القلوب موصوفا بالتدبير إلا مماسا لها أو مباينا وقد علمته عندكم لا كذلك؟ وهل بينكم وبين من أنكر أن يكون موصوفا بالتدبير والفعل معلوما لا مماسا للعالم به أو مباينا وأجاز أن يكون موصوفا برؤية الأبصار لا مماسا لها ولا مباينا فرق؟ ثم يسألون. الفرق بين ذلك , فلن يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله. وكذلك يسألون فيما اعتلوا به في ذلك , إن من شأن الأبصار إدراك الألوان , كما أن من شأن الأسماع إدراك الأصوات , ومن شأن المتنسم درك الأعراف , فمن الوجه الذي فسد أن يقتضى السمع لغير درك الأصوات فسد أن تقتضى الأبصار لغير درك الألوان. فيقال لهم: ألستم لم تعلموا فيما شاهدتم وعاينتم موصوفا بالتدبير والفعل إلا ذا لون , وقد علمتموه موصوفا بالتدبير لا ذا لون؟ فإن قالوا نعم , لا يجدوا من الإقرار بذلك بدا إلا أن يكذبوا , فيزعموا أنهم قد رأوا وعاينوا موصوفا بالتدبير والفعل غير ذي لون , فيكلفوا بيان ذلك , ولا سبيل إليه , فيقال لهم: فإذ كان ذلك كذلك فما أنكرتم أن تكون الأبصار فيما شاهدتم وعاينتم لم تجدوها تدرك إلا الألوان , كما لم تجدوا أنفسكم تعلم موصوفا بالتدبير إلا ذا لون وقد وجدتموها علمته موصوفا بالتدبير غير ذي لون؟ ثم يسألون الفرق بين ذلك , فلن يقولوا في أحدهما شيئا إلا ألزموا في الآخر مثله. ولأهل هذه المقالة مسائل فيها تلبيس كرهنا ذكرها وإطالة الكتاب بها وبالجواب عنها , إذ لم يكن قصدنا في كتابنا هذا قصد الكشف عن تمويهاتهم , بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان. ولكنا ذكرنا القدر الذي ذكرنا , ليعلم الناظر في كتابنا هذا أنهم لا يرجعون من قولهم إلا إلى ما لبس عليهم الشيطان مما يسهل على أهل الحق البيان عن فساده , وأنهم لا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل محكمة ولا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ولا سقيمة , فهم في الظلمات يخبطون , وفي العمياء يترددون , نعوذ بالله من الحيرة والضلالة! "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:46 م]ـ
كي تفهم يا ابا عبيدة:
"فأما ما اعتل به منكرو رؤية الله يوم القيامة بالأبصار , لما كانت لا ترى إلا ما باينها , وكان بينها وبينه فضاء وفرجة , وكان ذلك عندهم غير جائز أن تكون رؤية الله بالأبصار كذلك ; لأن في ذلك إثبات حد له ونهاية , فبطل عندهم لذلك جواز الرؤية عليه"لاحظ قال كان عندهم غير جائز.
أنظر كيف يلزمهم:
يقال لهم: هل علمتم موصوفا بالتدبير سوى صانعكم إلا مماسا لكم أو مباينا؟ فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك كلفوا تبيينه , ولا سبيل إلى ذلك. وإن قالوا: لا نعلم ذلك ,
قيل لهم: أوليس قد علمتموه لا مماسا لكم ولا مباينا , وهو موصوف بالتدبير والفعل , ولم يجب عندكم إذ كنتم لم تعلموا موصوفا بالتدبير والفعل غيره إلا مماسا لكم أو مباينا أن يكون مستحيلا العلم به وهو موصوف بالتدبير والفعل , لا مماس ولا مباين؟
فإن قالوا: ذلك كذلك
, قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك لا ترى إلا ما باينها , وكانت بينه وبينها فرجة قد تراه وهو غير مباين لها , ولا فرجة بينها وبينه ولا فضاء
, كما لا تعلم القلوب موصوفا بالتدبير إلا مماسا لها أو مباينا وقد علمته عندكم لا كذلك
؟ وهل بينكم وبين من أنكر أن يكون موصوفا بالتدبير والفعل معلوما لا مماسا للعالم به أو مباينا وأجاز أن يكون موصوفا برؤية الأبصار لا مماسا لها ولا مباينا فرق؟
ثم يسألون. الفرق بين ذلك ,
فلن يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله.
اقرأ وكرر يا ابو عبيدة فالتكرار يعلم الشطار.
فاذا لم تفهم كيف الزمهم , سأحاول قدر الإمكان أن أساعدك في الفهم.
واذا تعذر ذلك فاني أدعو الله " يا رب فهمه , وافتح قلبه , وازل الغشاوة عنه" وايانا يا رب العالمين.
¥