تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - بالنسبة للمسألة الأولى: فلا أدري ما الذي استغربه الأخ الكريم , فإنه لم يذكر دليله ولا نقل عن أحد من العلماء , وقد استدللت على ما ذكرت بآيتين من كتاب الله وبحديث صحيح , فاكتفى الأخ الكريم بالاستنكار والتعجب اللذين لا أدري ما سببهما.

ولعلك يا شيخ طارق تبلغ الدكتور الكريم أن الذي استغربته هو أنه استدل بالآية والحديث المذكورين على نفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه في حين أن أئمة الإسلام المعتبرين كابن تيمية وابن القيم وابن كثير والشنقيطي قد استدلوا بنفس الآية على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع الوحي بأذنه ورآه بعينه , فالدكتور أيمن قد خالف أئمة السلف في القول والاستدلال فهذا الذي أستغربه من كلامه وأنكره , ولذلك كتبت كلامه أولا دون رد حتى يتضح للقارئ ما فيه ولكن كما قيل: حبك الشيء يعمي ويصم , وهذا ما لم يتفطن له من تسرع بالرد , وليس هذا هو كل ما أستغربه وأستنكره من كلام الدكتور ولكن هناك الكثير وسأرد عليه فقرة فقرة كما بينت من قبل , والعجب أني بعد نقلي عن ابن تيمية وابن كثير والشنقيطي يقول: ولم ينقل شيئا , فالله المستعان.

- بالنسبة للمسألة الثانية: فالكلام فيها على موضوع القياس في القراءة بعيدا عن التلقي المنطوق الذي وصلنا من أفواه المشايخ أصحاب الأسانيد المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد استدللت على عدم صحة ذلك بقول الإمام الشاطبي:

وما لقياس في القراءة مدخل وقول الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. النشر 1/ 18

فلوَّن الأخ المعترض عبارة: (كأخذ بعض الأغبياء) بالأحمر , وعبارة: (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين) بالأزرق , ولا أدري ماذا يقصد بهذا؟ أيقصد - والعياذ بالله - أني أعني أن شيخي من الأغبياء؟!

حاشا ثم حاشا أن أقول أو أعتقد ذلك فيمن علمني القرآن وجعلني موصولا بسلسلة أعلاها رب العالمين سبحانه.

ثم هل كان شيخنا يقول (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين)؟! أبدا , بل كان يقول بإبقاء فرجة بين الشفتين حالة إخفاء الميم المقلوبة من النون.

ثم إن هذا النص هو قول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وليس بكلامي.

هذا ما أحببت أن أوضحه لكم , وجزاكم الله خيرا , والحمد لله رب العالمين

إذا كان هذا اعتذارا مقبولا عندكم من الدكتور فهل يقبل من مثلي أن يقول:

- ومن ذلك ما فعله أحد الشيوخ المعاصرين من قياسه إخفاء الميم عند الباء على إخفاء الحركة, فبدا له أنه يجب إطباق الشفتين عند نطق الميم المخفاة قياسا على أننا نعمل الشفتين عند إخفاء االحركة في نحو (تأمنا) وهي شبهة قوية سببها القياس بعيدا عن التلقي المنطوق وليس هذا مجال تفنيدها.قال إمامنا الشاطبي رحمه الله تعالى:

((وما لقياس في القراءة مدخل)

وقال الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. (النشر 1/ 18) اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير