المسألة التي تطرحها لا تتوقف على الوجه الذي تلقى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم من ربّه سبحانه وتعالى بل تتعلق بأمر جليل وعظيم ألا وهو كلام الله جل جلاله وهذا أمر عقدي ولا أحب أن أثيره هاهنا لأنني أمقت الجدل ورجوتك أن نتحدث على الماسنجر لكنك لم تكلّف نفسك عناء المحاولة.
وقد طلبت منك سابقا مراجعة الأحاديث النبوية الشريفة وموضوع الوحي في كتب السنن وعلوم القرآن الكريم.
وحينما قلت لك هذا كلام ابن تيمية رحمه الله فأين ... كنت أستحثك لتكتب ما كتبت من إجابة لأناقشك فيها - علما بأن كلام ابن تيمية الذي قمت بنقله سابقا موجود في موضع آخر يتضح فيه المعنى أكثر من الموضع الذي نقلته مبتورا- وكتبت عدّة صفحات وقبل أن أدرجها في الملتقى تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم بترك الجدال وكلام بعض العلماء في ذلك كنت قد نقلته في هذا الملتقى في موضوع الإعجاز العلمي ويمكنك الرجوع إليه هناك، وما كان مني بعد أن استغرقتني الكتابة والتوثيق ساعات إلا أن حذفتها امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما تعليقي على الدعاء الذي جعلته توقيعا لك فإن هذا الدعاء يفرّق بين المسلمين ويبغضك في قلب كل من لا يتفق معك في المنهج، فمن هم أهل السنّة والجماعة هل تمثلهم أنت وحدك وكل المسلمين ليسوا كذلك؛ إتق الله أخي محمد واجعل لاسمك أثرا في سلوكك لتكون محمودا ...
أخي الكريم
للدخول في نقاش مسألتك التي طرحت هناك كلمات لابد من معرفة دلالاتها والتفريق بينها وهي
الصوت، واللفظ، والكلام، واللغة
فالكلام العربي هو اللفظ الدال المفيد، فإذا كان اللفظ غير دال سمي صوتا
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ................ اسم وفعل ثم حرف الكلم
واحده كلمة والقول عم ............... وكلمة بها كلام قد يؤم
والصوت والكلام لا يحمل المعاني إلى خلد السامع، بل الصوت مجرد اهتزازات وذبذبات خالية بذاتها من المعاني.
واللغة؛ هي حصيلة الصور الصوتية الدالة المخزونة في خلد مجتمع من المجتمعات.
وهذا مجال رحب للنقاش أظنك خاوي الوفاض منه.
وكلام الله سبحانه وتعالى صفة أزلية قائمة بذاته منزه عن أي تكييف أو تمثيل، وهو غير مخلوق.
والقرآن الكريم كلام الله أزلي غير مخلوق أنزله الله ونزّله على مراحل، وتنوعت صور الوحي على النحو المذكور في القرآن الكريم والسنّة المشرّفة. والقرآن محجوب عن غير أهله ولا أقصدك أنت يقول الله سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً) (الاسراء:46)
وقد أوحى الله سبحانه وتعالى إلى حشرات وحيوانات ... وقد رأى بعض الصحابة رضوان الله عليهم جبريل عليه السلام بأمّ أعينهم وسمعوه يتحدث.
وتنزّلت الملائكة على بعض الصحابة (بغير وحي) أيضا ...
وفي هذا الموضوع الأولى أن نقول: كل ما خطر ببالك فالله سبحانه وتعالى أكمل وأنزه من ذلك.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذنا د / حسن عبد الجليل
أريد أن أستوضح أمرا مهما لدي .. قلتم: (الصوت، واللفظ، والكلام، واللغة).
يمكن أن نقول هذا بخصوص ما يتعلق بالقرآن.
أما عند نَْقل جبريل عليه السلام للقرآن .. نقله بصوت وبأحرف عربية عن طريق الأذن (أي سمعه النبي صلي الله عليه وسلم)؟ أم نقل بصورة أخري من صور الوحي؟؟
فالشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ ينكر النقل السماعي كما هو ظاهر من القول (بصرف النظر عن كونه بصوت أو لفظ أو .. ) مستدلا بقول تعالي (نزل به الروح الأمين علي قلبك) ـ أي دون المرور علي الأذن ـ .. كيف نوجه كلامه؟؟ والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Feb 2010, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على محمد صلاة تغفر بها ذنوبنا وتستر بها عيوبنا وتفرّج بها همومنا وتشفي بها مرضانا وتستر بها أعراضنا إنك أنت التواب الرحيم
أخي الحبيب عبد الحكيم عبد الرزاق حفظكم الله ورعاكم
¥