تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:06 م]ـ

تفسيرك اللغوي للغشية في قوله تعالى: (يغشاه موج) بأنها غطاء مجرد لسطح البحر= فيه نظر.

ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:23 م]ـ

علم الفلك أكثره فرضيات ونظريات. ومن هنا لا يسهل الجزم عند أهل العلم في مسألة خلق الكون، وأنت تصر على أنهم لا بد أن يعلموا.

صحيح أن بعضه فرضيات ونظريات، ولكن منه ما هو حقيقة ثابتة، ومن هذه الحقائق الثابتة أن الماء والعناصر الكيميائية الحالية لم يكن لها وجود في بداية الكون، وظهر الماء في الكواكب التي هي توابع الشموس (النجوم)، في مرحلة متأخرة من تاريخ الكون. وعلماء الكونيات يبحثون في موضوع خلق الكون ومراحل تطوره بشكل دقيق لا نتخيله. تصور أن بعضهم وضع معادلة لحساب تقريبي لجميع ذرات الكون! وهم الآن فتحوا نفقا في وسط أوربا، يجرون فيه التجارب ويقولون إنهم يحاولون محاكاة الانفجار العظيم في مختبرهم العملاق الذي صمموه وصنعوه في النفق!

3. واضح أن الماء مكون من مكونات عالم المادة. ونفهم من الآية أن الماء سبق وجود السماوات والأرض.

طبعا، (وجود الماء قبل وجود السموات والأرض) هو أوضح ما يمكن فهمه من الآية. وهذه بداية جيدة. فبعضهم يعاند هذا ويرفض التعرض لتفسير الآية بدليل أن الآية من المتشابهات.

ما أريده قوله ـ وسأبسط القول فيه ـ هو التساؤل التالي: هل (الكون) الذي يتحدث عنه العلم الحديث، و (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) اللتان يتحدث عنهما القرآن الكريم، هما شيء واحد؟ هل يقصد القرآن الكريم من (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) النظامَ الكوني بأكمله؟ أنا أريد أن أثير هذه النقطة، وأعتقد أنه مدخل ضروري لفهم الآيات الكونية من القرآن.

4. إذا صحت نظرية الانفجار فهي مرحلة سبقت وجود الذرات وقبل وجود الماء. والآية تتحدث عن وجود الماء قبل تكوين السماوات والأرض.

هنا نقترب بعضنا من بعض، أنا أيضا أريد أن أقول إن نظريات العلم عن أصل الكون شيء، ووصف القرآن الكريم لـ (السموات والأرض) والماء الذي كان موجودا قبلهما شيء آخر، وإن حديث القرآن الكريم عن خلق (السموات والأرض ووجود الماء قبلهما) ليس حديثا عن خلق النظام الكوني بأكمله. وأريد القول إن القرآن الكريم لم يحدث الإنسان عن (الكون) بمعناه العلمي (النظام الكوني) أبدا. وسأفصل القول في ذلك فيما بعد.

وما أريد قوله في النهاية، هو أن مدرسة التفسير العلمي تخطئ خطأ فادحا حينما تقارن بين القرآن والعلم، وحينما تفرض تصورات العلم عن (الكون) على آيات القرآن الكريم عن (السموات والأرض).

ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:43 م]ـ

تفسيرك اللغوي للغشية في قوله تعالى: (يغشاه موج) بأنها غطاء مجرد لسطح البحر= فيه نظر.

مرحبا بك أخي العزيز. ومع أن مشاركتك هذه ليست في موضوعها، بل هي ضمن النقاش الدائر في موضوع (الإعجاز العلمي في القرآن .. تصويب الاتجاه للكاتب غازي التوبة). ولكن أردّ عليها بما يلي:

أولا؛ أرجو منك أن تطرح نظرك المشار إليه، فعبارة (فيه نظر) تفيد أن هناك المزيد من الكلام الذي لم تكتبه.

وثانيا؛ أنا لم أقل بأن عبارة (يغشاه موج) تعني أن الموج "غطاء مجرد لسطح البحر"، بل قلت إن معنى الغشيان معلوم، فانظر ـ مثلا ـ العبارة المشابهة في قوله تعالى (فغشيهم من اليم ما غشيهم)، ولاحظ المعنى في مفردة (غشيان) بمعنى الوطء. مختصر الكلام أن (الغشيان) تعني أن يكون شيء ما فوق شيء متمكنا منه بحيث يكون مثل غطاء عليه. والمهم في فهم عبارة (يغشاه موج) أن الموج (وهو الموج الأول = الأسفل) هو فوق البحر، وليس في أعماقه ـ كما فسرها بذلك الزنداني سامحه الله.

ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:12 م]ـ

مرّ العالم الإسلامي بمرحلة تخلف علمي، وهو الآن ينهض ويتصاعد وعيه العلمي. من هنا لا يتوقع أن يتنبّه المسلمون إلى المعاني العلمية في القرآن الكريم في مرحلة التخلف العلمي. والحديث في الإعجاز العلمي يتصاعد بتصاعد وعي المسلمين. من هنا يُتوقّع أن يحمل المستقبل مفاجآت إعجازية.

كيف تطلب من المسلمين أن يُلِمّوا بالمعاني العلمية دفعة واحدة وأنت تعلم أن الإنسان يتدرج في سلم المعرفة ويتكامل علمه طالما أنه في مرحلة الصعود، (على خلاف مرحلة الهبوط).

ولكن: كيف يمكن أن تتوقف دلالة النصوص القرآنية على عقول المتلقين وعلومهم؟ كيف أصدق أن القرآن لا يؤدي معانيه إلا بعد أن يعرف الإنسان الأمور التي يُفترَض أن القرآن أراد أن يبلغها للإنسان؟ هل يعجز القرآن الكريم ـ معاذ الله ـ عن الدلالة على معانيه الحقيقية؟ أليس هو الكتاب المبين؟

أنت عزيزي جمال تتحدى بشيء نعرفه ونحن أطفال

أنت تقول هذا ـ أخي العزيز ـ، وأنا أقول: إنه قد خلت الكتب والكتابات الإسلامية الحديثة ـ إطلاقا ـ من تفسير هذه الآية، إلا ما يكون نقلا عاديا لأقوال المفسرين أو الآثار الواردة في الباب. ولا أجد باحثا ولا مفكرا إسلاميا تعرض لتفسير هذه الآية. مع الأسف، لا أجد مساهمة لهذا النص في بناء الفكر الإسلامي الحديث. أليس هذا غريبا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير