ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:20 م]ـ
هذا سؤال ملحّ.
كيف لكم أن تشتغلوا بالتفسير (وتفسير الآيات الخاصة بالكون خصوصا) ولم تفكروا بدرس هذه الآية التي تتحدث عن بدء الخلق؟
هذه الآية هي الأساس في عقيدة الخلق في القرآن.
أسألكم: كيف كان بدء الخلق بحسب القرآن الكريم؟
ماذا هو المخلوق الأول بحسب ما يعلمنا القرآن؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ أعتقد أن هذه النقطة هي ما أخفقت فيه مدرسة التفسير العلمي تماما.
وهل يمكن للمفسر العلمي الحديث عن وجود ماء قبل خلق الكون بحسب ما يعلمه من حقائق ونطريات علمية حديثة؟
هل تُبقي هذه الآية الكريمة أملا للمفسر العلمي ليستمرّ في صناعته؟ أنا لا أعتقد.
لا زلتُ أتحدى مؤيدي التفسير العلمي بأن يفسروا هذه الآية بحسب التفسير العلمي الذي يعتمد على الأفكار العلمية الحديثة.
هاتوا ما عندكم، وأنا سآتي بما عندي. وسيكون حديثنا من أهمّ ما يدور حول التفسير من أحاديث وأكثرهها جدة وجدية.
يبدوا من خلال أسئلتك أعلاه وطرحك بصورة عامة أنك وبكل تأكيد تجهل حقيقة القول:
"إن في القرآن إعجازا علمياً"
ولهذا أقول لك يا جمال:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه،،،،، وجاوزه إلى ما تستطيع
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:34 م]ـ
((يغشاه موج))
هذا النظر الذي طلبت بيانه يدفع إلى تبين أمرين:
1) تفسير (الموج) في القرآن.
2) تفسير هذا النوع من (الغشي).
1) الموج:
ذكر لفظ (الموج) ست مرار في خمسة مواضع:
(وجاءهم الموج من كل مكان) يونس.
(موج كالجبال) هود.
(وحال بينهما الموج) هود.
(موج من فوقه موج) النور.
(وإذا غشيهم موج كالظلل) لقمان.
تكرار ذكر لفظ (الموج) في سورة النور مرتين، فيه دلالة على معنى زائد عما ورد في بقية المواضع الأخرى التي ذكر فيها (الموج) مرة واحدة ..
وذلك يغري بتتبع معنى تلك الزيادة.
لا شك أن المواضع الأربعة التي ذكرت الموج مرة واحدة، إنما كانت تعني الموج المنظور سواء كان عالياً كالجبال وحائلاً بين نوح وابنه، أو غير منقطع من كل مكان، أو يعلوهم كالظلل. هو موج واحد في كل تلك المشاهد القرأنية .. وهي تصور الخوف الهائل من تلك العظمة الإلهية التي تكون بالموج في البحر.
2) الغشي:
الغشي فيه قدر زائد عن التغطية، من احتواء ودخول وإحكام.
ومنه غشيان النعاس، وغشيان الإغماء، وغاشية الجوف: داء يصيب الجوف، وفلان يغشانا أي يأتي إلينا في رحالنا أو بيوتنا ...
والتغشية تزيد عن التغطية بأنها أكثر إحكاماً وإطباقاً .. فقوله تعالى (فغشيهم من اليم ما غشيهم) تعني أنه ابتلعهم واحتواهم في جوفه .. (وهل أتاك حديث الغاشية)؟؟
قد يكون الموج (التيارات البحرية في المحيطات) الذي اكتشف في باطن البحر شيئاً آخر غير الوارد في سورة النور ..
ولكن من أعظم المكابرة أن ترى الآية المنظورة تتطابق مع الآية المنزلة .. ولا تقول: هذا هو هذا!.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:43 م]ـ
ولا يمكن إطلاق مفردة (الماء) كمفردة عربية قرآنية على شيء آخر غير السائل الشفاف (حين يكون نقيا) الذي يتكون من الهايدروجين والأوكسيجين ...
أخي جمال كلامك هذا بعيد عن الصحّة حيث يطلق الماء على غير السائل الشفاف، يقول الله سبحانه وتعالى:
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (السجدة:8)
(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (المرسلات:20)
(خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) (الطارق:6)
(مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ) (ابراهيم:16)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:52 م]ـ
يبدو من خلال أسئلتك أعلاه وطرحك بصورة عامة أنك وبكل تأكيد تجهل حقيقة القول:
"إن في القرآن إعجازا علمياً"
يا أخي الكريم
أنا سألت هذه الأسئلة وطرحتها على نفسي وعلى آخرين، قبل سنوات عدة. ولا تقل لي إن السؤال وطرح السؤال ليس مهما، بل إن السؤال الجديد الذي لم يُطرَح أهم بكثير من الإجابات المكررة. ولا بدّ أن تلاحظ في أسئلتي بدايات ونهايات تفكير طويل، فأسئلتي ليست تقليدية.
ولا تستعجلني، فأنا أطرح الأسئلة لأنني أريد أن أثير الموضوع وأمهد لما أفصل القول فيه قريبا.
وأما (الإعجاز العلمي)، فهو فرع عن (التفسير العلمي)، ونحن نتحدث عن (التفسير العلمي). ومشكلة مؤيدي التفسير العلمي هي أنهم يدعون اكتشاف الوجه الإعجازي حتى قبل أن يلمّوا بتفسير الآية ومعاني مفرداتها، بل وأحيانا قبل أن يدققوا في تعبير الآية، كما حدث للزنداني حينما فسر قوله تعالى (يغشاه موج) بأنه حديث عن الأمواج الداخلية في أعماق البحار، مع أنه لو دقق في نص الآية لأدرك أن الآية تتحدث عن الموج الذي يغشى البحر وليس الموج الذي في عمق البحر!
ليس لأحد أن يتحدث عن (الإعجاز العلمي) إلا بعد أن يثبت تفسيره العلمي ويثبت أن تفسيره يصمد أمام كل انتقاد ويثبت أن تفسيره هو التفسير الصحيح المحتمل الوحيد، فالإعجاز لا يقوم على الاحتمالات.
وتتحدث عن معرفتي بـ (الإعجاز العلمي) كأنني لم أفكر بالموضوع!
أنتم معاشر المفسرين العلميين، تستغلون العاطفة الدينية للمسلمين لفرض تفسيراتكم الخاطئة على القرآن باسم الإعجاز! وأنا من الذين لا يمكن استغلالهم!
ولهذا أقول لك يا جمال:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه، وجاوزه إلى ما تستطيع
إذا كنت لا أستطيع شيئا؛ أسكت، وأسكت إلى أن أستطيع تحقيقه ولو بعد سنوات. ولكن إذا طرحتُ الموضوعَ وأثرتُه فهذا يعني أن لدي ما ليس لدى غيري!
¥