تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:04 ص]ـ

لك ما تريد يا أخى الكريم

قد عفوت عنك

بل وسوف أستغفر لك ربى، انه سميع قريب

هذه قطرة من بحر جودك، وأنت أهل لهذا وأكثر ...

ـ[ Amara] ــــــــ[13 Feb 2010, 03:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سسلم تسليما

أخي الحبيب جمال

جاء في كلامك

أنا أعرف أن مدرسة التفسير العلمي ليست مدرسة متكاملة لتفسير القرآن. إنه تفسير انتقائي لا يتناول إلا ما سهل تناوله وأمكن ـ بوجه من الوجوه ـ التوفيق بينه وبين فكرة علمية حديثة. ولذا لم تستطع هذه المدرسة التفسيرية أن تفسر القرآن بمنهج متكامل فتتناولَ تفسير جميع القرآن أو ـ على الأقل ـ تتناولَ جميع الآيات التي تتحدث عن السموات والأرض.

.

و أنا أقول لك مادام الأمر سهل التناول فأتحفنا مما سهل و غاب عن الباحثين أمره فبينه لنا .. أم أنه سهل عليهم و حزن عليك ..

لا علينا .. فأنا علمت من كلامك أنك تعرف، و ما شاء الله ..

غير أنك استطردت لتقول أنك تعرف أن مدرسة التفسير العلمي ليست مدرسة متكاملة لتفسير القرآن، لذلك سأسحب طلبي أن تتحفنا مما سهل، لأن ذلك بعيد عليك فمعرفتك لا تتعدى كون التفسير العلمي ليس مدرسة متكاملة .. و الحمد لله تعالى أنك لم تقارنه بمدارس التفسير الأخرى و إلا كنا أمام سؤال كبير و عميق هو: هل توجد مدرسة تفسيرية متكاملة لتفسير القرآن الكريم؟ فإن قلت نعم فقد أثبت جهلك و إن قلت لا فقد دفعت عن التفسير العلمي النقص الذي رميته به ..

ثم تعود لتوضح معنى التكامل عندك، و تصفه بتناول القرآن كله .. و لك أن تسال نفسك: كيف تناولت مدارس التفسير التي تعنيها موضوع تفسير القرآن؟

و لو نظرنا في القرآن لوجدنا تحدي الله بينا واضحا، و كان ان تحدانا بالقرآن جملة، ثم بعشر سور و بسورة .. كما يتبين لكل قارئ للقرآن و لكنك أيها المسكين، بل أيها العبقري و لأنك تعرف كما قلت تحديتنا بكلمة واحدة .. لا بسورة و لا كتاب .. بكلمة .. ما شاء الله ..

وأنا لا أريد هنا تفسير العرش، وإنما أريد من كتاب التفسير العلمي ومؤيديه والمروجين له، أن يقدموا شيئا عن تفسير هذا الماء، الماء مجردا وليس موضوع كون العرش عليه (فهذا لا أطالبهم به لأن ذلك لا قِبَل لهم به). ما هو هذا الماء بحسب التفسير العلمي؟ ماذا يفعل الماء قبل خلق الكون ـ بحسب العلم الحديث ـ برأيكم يا سادة التفسير العلمي؟ هل للماء موقع في بدء الكون بحسب نظرية الانفجار العظيم التي تفسرون بها قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما)؟

إنني أتحدى كتاب مدرسة التفسير العلمي ومؤيديها أن يفسّروا هذا الماء بحسب منهجهم العلمي

.

و لأنه لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا و رجل آتاه الله علما كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد حسدتك على هذا العلم، أعني غبطك عليه .. و أنا لن أقول لك مثلما قال الاخ الفاضل إبراهيم الحسني

الأسئلة التي تصب في صلب الموضوع لن تجد لها جوابا عند دعاة ما يسمى بالإعجاز بفروعه.

فلا تتعب نفسك في مناظرة من لا يريد المناظرة على الطريقة العلمية، وإنما ينتقي من الأسئلة كما ينتقي من كتاب الله تعالى ما يسهل تحميله ما لا يحمل، وتصح الفلسفة فيه بدون علم، هذا هو الذي ستجد له جوابا سريعا، وثرثرة خالية من الأدلة الشرعية ..

.

و لكن باعتباري مازلت طالبا للعلم و سابقى بإذن الله تعالى، أقول لك زدنا من هذه اللمع يا ألمعي عل الله يفتح علينا على يديك ..

ثم تعود لتقول

وأنا عارف بتفسير الآية والمقصود من الماء وكون العرش عليه، وأستند في ذلك إلى التفسير المأثور والسياق العام للنصوص، ولكن هذا دعوة مني لمؤيدي التفسير العلمي لمناقشة تفسير آية أهمل تفسيرَها كتاب مدرسة التفسير العلمي أجمعون

.

فما دمت عارفا اذهب فعلم الناس .. فإن الباحثين في إعجاز القرآن العلمي لا يعلمون من يعرف، و لكنهم يعلمون من لا يعرف، و هم أحوج أن يتعلموا ممن يعرف ..

ثم ما دمت مصرا أن تسمع إجابة من مؤيدي التفسير العلمين فإني كمؤيد و باحث في هذا الباب أقول لك: إن الله تعالى أمرنا أن ننظر في أشياء و غيب عنا أشياء فلا يصح أن ننظر فيها ..

لذلك لا يصح أن نفسر كل آية من القرآن بمقياس العلم .. بل نستند إلى كل آية في القرآن لتحصيل العلم من خلالها .. فكل ما يخص الله تعالى لا يجوز أن نبحث فيه أصله ما هو لأنه سيكون تفكير في ذات الله تعالى، و هذا ليس فقط بعيد المنال بل مستحيل و كل من رام أن يفكر في الله لم يقدره قدره، و قد جاء النهي على ذلك، و أظنك تعرف هذا ..

و لكن أن ننظر في ترتيب هذه الصفات مثلا و ترابطها كقوله تعالى: سميع عليم، حكيم عليم ... ما الرابط بين العلم و السمع و لماذا ورد أولا .... الخ، أو أن نثور من الآية أسئلة نجيب عنها بالعقل .. كأن نسال في المطلق كيف يكون العرش على الماء؟ فإن كان القصد بالعرش عرش الرحمن وقفنا عند هذا الحد، و التزمنا قول المفسرين أن العرش هو السلطان و هذا أمر مخصوص به الله عز و جل، و مع ذلك يمكننا أن نسأل:

هل يمكن للهيأة ان تكون على الماء .. ذلك أن عالمنا هو عالم الهيأة و فكرنا مقرون بالنظر في الهيأة لا في الغيب، فإن الغيب نؤمن به و نسلم كما أخبرنا عنه الله تعالى في كتابه .. يجيبنا القرآن أن سفينة نوح كانت تجري على الماء .. و هنا نسأل مالذي أجراها فوقه .. هل خفة وزنها أم شكلها، أم طبيعة الماء الذي صب لأجلها .. و من هذه الآية يمكنك أن تتعلم عن الديناميكا و عن علم صناعة السفن إن كنت حقا تعرف .. أما أن تمر باللفظ لتفسره بلفظ واحد فتقول ذهب يعني مشى .. فإنه مهما اقترب اللفظان في المعنى فإن دلالة أحدهما لا بالضبط تفيد معنى الثاني ..

ثم إني أسألك ما دامت اللغة قد جمعت القرآن، أن تشرح لي معنى عين حمئة المذكورة في سورة الكهف، و أن تعربها، فإن ذلك أسهل للعاقل من السؤال عن معنى الماء الذي كان عليه عرش الله ..

يغفر الله لي و لكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير