تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:37 ص]ـ

والآن اذا أضفنا ما انتهينا اليه فيما سبق الى التفسير الذى سبق لك أن وافقتنى عليه وهو قولى:

لقد أثبت علماء الجيلوجيا أن الأرض قديما كانت تغمرها المياه بشكل كامل، وذلك قبل أن يخلق الله عليها أى صنف من صنوف الأحياء، فكان سلطانه تعالى حينذاك على الماء، اذ لم تكن توجد حياة بعد

أقول اذا أضفنا هذا التفسير - الذى أقررت أنت بصحته - الى ما ذكرته فى مداخلتى السابقة لما وجدنا أى اشكال فى فهم الآية على الاطلاق

فلماذا نضطر الى تأويلك الغريب بأن القرآن حين تحدث عن السموات والأرض لم يكن يعنى الكون كله؟ والذى ينتج عنه أن القرآن لم يحدثنا اطلاقا عن الكون بأسره وانما عن جانب منه، وما يترتب على هذا القول من نتائج خطيرة أشرت الى بعضها من قبل

والله أعلى وأعلم

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:30 ص]ـ

تابع ما سبق

(كان) بمعنى: (صار)

فى تفسير أضواء البيان للعلامة الشنقيطى وعند تفسيره لقوله تعالى فى سورة الواقعة ((وكنتم أزواجا ثلاثة)) قال يرحمه الله:

((قوله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـ?ثَةً}. أي صرتم أزواجاً ثلاثة، والعرب تطلق كان بمعنى صار

، ومنه {وَلاَ تَقْرَبَا هَـ?ذِهِ ?لشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ?لْظَّـ?لِمِينَ} أي فتصيرا من الظالمين.

ومنه قول الشاعر: بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخاً بيوضها))

وأضيف الى الشاهدين المذكورين بكلام العلامة الشنقيطى شاهدين آخرين على مجىء كان بمعنى صار:

الأول: هو قوله تعالى يصف ما ستكون عليه الجبال يوم القيامة: ((وبست الجبال بثا، فكانت هباءا منبثا))

الثانى: قوله تعالى حكايةً عن إبليس اللعين: ((أبى واستكبر وكان من الكافرين)) أي صار من الكافرين

تلك أربعة شواهد من القرآن على مجىء (كان) بمعنى (صار)

وعلى هذا النسق يمكن أن نفهم (كان) فى قوله تعالى ((وكان عرشه على الماء)) بمعنى صار عرشه تعالى - بعد أن خلق السموات والأرض - على الماء، دون الحاجة الى أن نتأول السموات والأرض بأنهما يعنيان شيئا محدودا من الكون لأن هذا يعد تأويلا غريبا جدا ولا يقول به أحد!!

وعلينا أن نقول دائما: والله أحكم وأعلم

اخي هذه الأية ورد فيها حديث صحيح:

"عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ

دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ:

كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ

وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ

وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ

فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا"صحيح البخاري - (ج 10 / ص 464)

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ"صحيح البخاري - (ج 14 / ص 263)

أما موضوع السماء. فقد قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى:

"قال أبو جعفر: وإنما سميت السماء سماءً لعلوّها على الأرض وعلى سكانها من خلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماءٌ. ولذلك قيل لسقف البيت سماؤه، لأنه فوقه مرتفع عليه، ولذلك قيل: سما فلان لفلان: إذا أشرف له وقصد نحوه عاليا عليه، كما قال الفرزدق:

سَمَوْنَا لِنَجْرَانَ اليَمانِي وأهْلِهِ

وَنَجْرَانُ أَرْضٌ لَمْ تُدَيَّثْ مَقاوِلُه

وكما قال نابغة بني ذبيان:

سَمَتْ لي نَظْرَةٌ فَرأيْتُ مِنْهَا

تُحَيْتَ الخِدْرِ وَاضِعَةَ القِرَامِ

يريد بذلك: أشرفت لي نظرة وبدت، فكذلك السماء: سُميت للأرض سماءً، لعلوّها وإشرافها عليها. كما:

حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: وَالسَّماءَ بِناءً، فبناء السماء على الأرض كهيئة القبة، وهي سقف على الأرض.

وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة في قول الله وَالسَّمَاءَ بِنَاءً قال: جعل السماء سقفا لك."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير