تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فجاء به هذا الشاعر في سَمائِيَا على غير المتسعمل والآخر أَنه قال سَمائي وكان القياس الذي غلب عليه الإِستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لما اضطَّر على القياس المتروك فقال سَمائي على وزن سَحائبَ فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسروٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إِذا قُلِبَت فيما ليس فيه حرفِ اعتِلالِ في هذا الجمع وذلك قولهم مداري وحروف الاعتلالِ في سَمائي أَكثر منها في مَداري فإِذا قُلِبت في مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا (وقعت) الهمزة بين أَلفين وهي قريبة من الأَلف فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا وهذا الإِبدال إِنما يكون في الهمزة إِذا كانت معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ فكان جمع سَماءٍ إِذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا لكنم هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قالجوارٍ فهذا وجهٌ آخرُ من الإِخراج عن الأَصل المستعمَل والردِّ إِلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ ثم حرَّك الياءَ بالفتح في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ؛ وقوله

أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ

فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإِخراج عن الأَصل المستعمل وإِنما لم يأْتِ بالجمع في وجهه أَعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إِلى الضرب الثالث من الطويل وإِنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو مَفاعِلن لا على الثالث الذي هو فعولن

وقوله عزّ وجلّ {ثم استَوى إِلى السَّماءُ؛ قال أَبو إِسحق لفظُه الواحد ومعناهِ معنى الجمع قال والدليل على ذلك قوله {فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ فيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ سَماوَة وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدِي الناس

السماء السَّحابُ

السماءُ المطرُ مذكَّر

يقال ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتى أَتَيْناكُم أَي المطر ومنهم من يؤَنِّثُه وإِن كان بمَعنى المطر كما تذكَّر السماءُ وإِن كانت مؤنَّثة كقوله تعالى السماءُ {مُنفَطِرٌ به}؛ قال مِعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍإِذا سَقَطَ السماءُ بأَرضِ قوْمٍ

رَعَيْناه وإِن كانتوا غِضابا

وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة

أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي

إِذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا

ويجمع على أَسمِيَة سُمِيَ على فُعُولٍ؛ قال رؤبة

تَلُفُّه الأَرواحُ والسُّمِيُّ

في دِفْءِ أَرْطاةٍ لها حَنيُّ

وهذا الرجل أَورده الجوهري

تلُفّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ

والصواب ما أَوردناه وأَنشد ابن بري للطرمَّاح

ومحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ

كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماءِ الذي هو المطر كما سَمَّوا النبات ندًى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر ويسمَّى الشحمُ ندًى لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر

فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم

أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها

أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إِبلَه فيه

وفي الحديث صلّى بنا إِثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إِثْر مطرٍ سمِّي المطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء

وقالوا هاجَتْ بهم سَماء جَوْد فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماءِ التي تُظِلُّ الأَرض

السماءُ أَيضاً المطَرة الجديدة

يقال أَصابتهم سَماءٌ سُمِيٌّ كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيَ وقال الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ

السماءُ ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَيْل الغَنَوي

وأَحْمَر كالدِّيباجِ أَما سَماؤُه

فرَيَّا وأَما أَرْضُه فمُحُولُ

سَماءُ النَّعْلِ أَعلاها التي تقع عليها القدم

سَماوةُ البيتَ سَقْفُه؛ وقال علقمة

سَماوَتُه من أَتْحَمِيَ مُعَصَّبِ

قال ابن بري صواب إِنشاده بكماله

سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ

وصَهوَتُه من أَتْحَمِيَ مُعَصَّبِ

قال والبيت لطفيل

سَماءُ البيت رُواقُه وهي الشُّقة التي دونَ العُليا، أُنثى وقد تذكَّر

سَماوَتُه كسمائِه

سَماوةُ كلِّ شيءٍ شخْصُه وطلْعتُه والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ سَماوٌ وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير