تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويبدو أن الإخوة فهموا أنني فعلا أبحث عن معالجة جذرية لموضوع العلاقة بين القرآن الكريم والعلم الحديث. فالمسلمون اليوم منقسمون ـ على الأغلب ـ إلى فئتين: فئة تفسر النصوص بمضامين الاكتشافات العلمية الحديثة ومن أجل ذلك ترفض التفاسير الأصيلة وقسرت النصوص على تقبل المعاني والدلالات الجديدة، وهذا من أجل خلق جوّ من التناغم بين النصوص وبين العلم الحديث ومن أجل إثبات إعجاز القرآن في هذا المجال الحديث أعني مجال اكتشاف الظواهر الطبيعية. وهذه الفئة ـ مع احترامي لحسن نواياها ودوافعها ـ هي في الحقيقة تقوم ـ في أغلب تفسيراتها المقترحة ـ بتحريف معنوي للنصوص وتقوم برفض التفسير الذي عرفته الأمة منذ الجيل الأول إلى يومنا هذا وترتكب أنواعا من الأخطاء العلمية في تفسيراتها المفترحة وفي الوقت نفسه تطرح وتقترح تفسيراتها على أساس أنها تفسيرات قطعية يجب على المسلم أن يؤمن بها وإلا فهو لا يؤمن بإعجاز القرآن!! والفئة الثانية تفسر النصوص بالمأثور ولكنها تتخذ من معاني النصوص الظاهرية ذرائع لرفض حقائق العلم الحديث الثابتة، وهذا الفئة ـ مع احترامي وتبجيلي لرموزها وأقلامها ـ تكرّر ـ من دون وعي ـ ما ارتكبته الكنيسة يومها من معارضة العلم.

وبين هذين الاتجاهين، هل من اتجاه آخر وَسَط يحرص على التفسير المنضبط الملتزم باللغة والمأثور و ـ في الوقت نفسه ـ لا يضع النصوص على خط معارضة حقائق العلم الثابتة؟ أنا أبحث عن أسس هذا الاتجاه، لأنني أعتقد بضرورة تأسيس هذا الاتجاه وتثبيته. ولا أقول إن هذا الاتجاه مفقود ولم يؤسَّس له، بل هو ما عليه أغلب (إن لم أقل: كل) المفسرين المحترفين المعاصرين والعلماء الفقهاء والمفكرين المسلمين العظام. ولكنه اتجاه لم يستطع أن يجلب الأنظار ويقنع الغالبية المسلمة ويقرر المسائل بوضوح ويبدي موقفه الحازم تجاه الاتجاهين الآخرين المتطرفين المتناقضين.

وقبل أن أمضي في موضوع قوله تعالى (وكان عرشه على الماء)؛ فأنا أطلب من السادة المشرفين، وفي مقدمتهم المشرف العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري، وكذلك السادة المشرفين الآخرين، وأخص بالذكر منهم: أحمد البريدي، مساعد الطيار، الجكني .. أطلب منهم إبداء تقييمهم ورأيهم فيما وقع الاختلاف فيه بيننا نحن نقاد التفسير العلمي والإخوة المؤيدين للتفسير العلمي .. خصوصا ما يتعلق بتفسير قوله تعالى (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض .. ). فهل التفسير الحديث الذي جاء به عبد المجيد الزنداني الذي يقتضي أن الموج الأول (الأسفل) الوارد ذكره في قوله (يغشاه موج) عبارة عن الموج أو التيار الداخلي الذي اكتشف وجوده في عمق البحر، وأن الظلمات المذكورة في أول الآية هي عبارة طبقات من مياه البحر العلوية التي ينفذ ضوء الشمس إليها لكن كل طبقة تمتص لونا أو لونين أو ألوانا من الضوء إلى أن يصل الأمر إلى الظلام التام ... هل هذا التفسير هو الصحيح، أم التفسير الذي أنقله من التفاسير جميعها وشرحته (وبيّنتُ توافقه مع العلم الحديث أيضا) أكثر من مرة ومرتين، الذي يقتضي أن الظلمات المذكورة هي (الموج ـ الموج التابع ـ السحاب) أو (البحر ـ الموج ـ الموج التابع ـ السحاب) وأن الموج الأول (الأسفل) المذكور في قوله (يغشاه موج) هو الموج العادي المرئي على وجه البحر ... هو الصحيح؟

أفتونا مأجورين مشكورين .. فما أحوجنا إلى إرشاداتكم في هذه المسائل العويصة. وسنتخذ توجيهكم حَكَما بيننا.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:17 م]ـ

الإخوة الكرام: لماذا تهملون ما كتب الأخ مجدي مع أنه يصب في صلب الموضوع، وقد بين فيه ضعف قول بعضكم إن كان هنا بمعنى صار ..

واستدل على ذلك بأدلة واضحة صريحة وصحيحة، ومنها حديث البخاري وهو صريح في تفسير الآية ..

أما استشهاد البعض بكلام الشنقيطي رحمه الله تعالى على أن كان قد تكون بمعنى صار؛ فهو عجيب حقا؛ لأن كان عند أهل اللغة تعني اتصاف المبتدأ بالخبر في الماضي، هذا هو الأصل ..

نعم قد تدل على اتصافه به على الدوام، ولكن بقرينة؛ فأين القرينة هنا؟

ينبغي أن يتفق الجميع على الأقل على معنى كان في هذه الآية وخاصة بعد حديث البخاري الصحيح الصريح ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير