ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:33 م]ـ
والأسوء ما يفعله بعض الناس بتفسير القران تبعا للنظريات العلمية , وهذا الأمر من الخطورة بدرجة جعلت البعض يفسر بعيدا عن لسان العرب وكلامهم ,والبعض يبحث عن معنى قريب ليؤيد تلك النظرية , وقد ناقشت أحد المدرسين في الجامعة يوما في ذلك وكان من مؤيدي هذا الاسلوب. فقلت له لو ثبت فيما بعد خطأ النظرية , ماذا ستفعل بعده؟ فأجاب بلا تردد ووثوق نغير التفسير. فهو غفر الله لي وله ,وإن كان قصده الخير فإنه جعل تفسير القران تبعا لتلك النظريات ليرغب الناس في الاسلام. وهذا الأمر قد يكون له ردة فعل عكسية لو ثبت خطأ هذه النظرية.
لذلك يجب تقيد الذي يبحث في التفسير العلمي بالحقائق العلمية لا بالنظريات. وأن يذكر فقط النقطة التي تتفق أو تختلف مع القران قيقبلها أو يرد عليها.
بارك الله فيك على هذا الطرح المتزن المعتدل الجميل ..
وهذا الاتجاه في التفسير العلمي هو الذي خفنا منه؛ وحذرنا من أن يجعل كتاب الله تعالى ألعوبة لنظريات ربما سيقت على أنها حقائق وصدق بها من لا يفرق بين النظرية والحقيقة، ومن ليست عنده آلية علمية للتثبت من الحقيقة العلمية؛ فيصبح كتاب الله تعالى - والحالة هذه - قابلا للتكذيب والتصديق ..
أما الحقيقة العلمية؛ فقد قلت مرات عديدة إنه يشترط لها في نظري والله تعالى أعلم ما يلي:
1 - أن تثبت عن طريق علماء مسلمين عدول مؤهلين علميا وشرعيا.
2 - أن توافق نص القرآن الكريم الظاهر في مدلوله اللغوي.
3 - أن يمكن الجمع بين تفسير الآية بها وتفاسير السلف، وإلا اضطررنا إلى أمرين كل منهما في غابة الخطورة شرعا:
الأول: أن في القرآن الكريم ما لم يعرف السلف معناه؛ وبالتالي أن الله تعالى تعبدهم بما لا تصله أفهامهم ولو تعقلا.
الثاني: أن نلغي تفسير السلف جملة وتفصيلا؛ ومن أسس مذهب أهل السنة التزام فهم سلف الأمة للكتاب والسنة.والله تعالى أعلم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:36 م]ـ
أنا من مؤيدي الإعجاز العلمي المنضبط. وأرجو من الأخوة أن لا يغلظوا الكلام للأخ جمال، لأنه لم يشط في نقاشاته.
لا أدري لماذا تجاهل العليمي والغامدي الحديث الذي أشار إليه بعض المداخلين. وهذا الحديث يبين أن السموات صغيرة جداً بالنسبة للكرسي، وأن الكرسي صغير جداً بالنسبة للعرش مما يعنى أن الكون أوسع من السموات بكثير. والحديث هو: (ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة).
أما قول الأخ العليمي إن كان تأتي بعنى صار فصحيح، ولكن ذلك يكون واضحاً في السياق. والاصل أنها ليست بمعنى صار. والأخ جمال فهم ما فهمه أهل التفسير من أن السماوات خلقت بعد أن كان العرش على الماء وهذا هو ظاهر النص، لأنه لا يوجد ما يصرف كان إلى معنى صار. ثم لو نظرنا إلى نص الآية الكريمة: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ... )، لوجدنا أن النص غير مفهوم بالمعنى العلمي المنوه إليه من قبل الأخ العليمي، لأن ما خلق في ستة أيام هو السماوات والأرض بما فيها أقواتها ونظامها القائم.
أما مسألة الموج الذي يغشاه موج، فظاهر في الآية الكريمة أن البحر مياهه ضخمة وأن هناك موجاً فوقه موج. وفهم القدماء أن الموج الثاني يتبع الأول فلأنهم لا يملكون معرفة الواقع فخالفوا المتبادر من النص، وهو أن هناك موج يغشى مياه البحر العظيمة وأن فوق هذا الموج موج آخر. أما لفظة البحر فتطلق على المكان الواسع الذي فيه ماء، ولو قصد الماء فقط لقيل يم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:03 م]ـ
اخي هذه الأية ورد فيها حديث صحيح:
"عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ:
كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ
وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا"صحيح البخاري - (ج 10 / ص 464)
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ"صحيح البخاري - (ج 14 / ص 263)
أخي بارك الله فيك ..
ما وجه إيراد هذه الآثار على الآية وعلى النظرية ..
الموضوع نقاش وليس نقولاً ..
¥