ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 05:53 م]ـ
ما الجديد الذي أضفته هنا .. وعنوان الموضوع يقرر هذه الحقيقة ويبني عليها سؤالاً تعجيزياً يعيي الزمان واهله؟.
الأخ الكريم مجدي أضاف جديدا إلى الموضوع، إذ قام بعرض السياق العام للنصوص الإسلامية في موضوع بدء الخلق، فمن مجمل النصوص يتبين أن وجود الماء سبق خلق السموات والأرض. والحقيقة أن هذا واضح من الآية أيضا، ولكن مشكلة البعض هي أنهم ينكرون ما هو واضح ما داموا يناقشون مَن لاحظ الأمر الواضح فيجب أن يخالفوه كأنهم يحسدونه على ملاحظته! ووجه دلالة الآية على سبق وجود الماء لخلق السموات والأرض، هو أن الآية تحدثت عن خلق السموات والأرض ثم تحدثت عن كون العرش على الماء فأفادت بهذا أن الماء كان موجودا قبلا.
وأما سؤالي فليس تعجيزيا إلا لكتاب التفسير العلمي الذين فرضوا تصورات العلم الحديث عن النظام الكوني على نصوص القرآن الكريم. وأما بالنسبة للمفسر بحسب المأثور فتفسير الآية سهل جدا ولا يقتضي من المفسر إلا مطالعة الآثار الواردة في الباب، ومطالعة روايات الطبري في تفسير الآية تكفي في هذا المضمار.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 06:34 م]ـ
هل فعلا الماء كان قبل خلق الكون؟
الكون، بمعنى النظام الكوني المعقد، الذي يكتشفه العلم الحديث، والمنقسم إلى نوعين غير متكافئين من المادة: (المادة السوداء) أو (المادة المظلمة) المجهولة تقريبا التي تؤلف أكثرية مادة الكون، و (المادة المضيئة) التي هي الجزء المرئي من الكون وتتألف من المجرات والنجوم والكواكب .. هذا النظام الكوني هو أكثر تعقيدا من أن يخاطب القرآن الكريم بوصفه الناس أجمعين وهو كتاب هداية للناس في جميع العصور من جميع الطبقات والأصناف.
ومن البديهي أن الماء لم يكن موجودا في بداية خلق هذا النظام الكوني بأي معنى من المعاني.
ماذا يعني بالتفسير العلمي المتكامل؟
أعني بـ (مدرسة تفسير متكاملة) أن تهتم بتفسير جميع الآيات ومقاصدها وتفسر القرآن بالقرآن (أي تلاحظ السياق العام للآيات في القرآن) ولا تهمل تفسير آية واحدة. أعني أن يكون من يتكلم في التفسير قد درس التفسير كعلم له أصوله وضوابطه، وأن يكون قد درس القرآن الكريم كوحدة متكاملة ولا يتعامل مع النص كمن يبحث عن شيء معين. أعني أن يكون مفسرا بمعنى الكلمة، لا أن يكون متخصصا في حقل علمي تجريبي ثم يقدم على تفسير آيات معينة من وجهة نظر العلم التجريبي الذي درسه هو.
وبالنسبة لموضوع الكون والخليقة وبدء الخلق، يجب على المفسر أن يعرّف قراءه بقصة الخلق في القرآن بصورة مترابطة، بأن يجمع بين الآيات والنصوص المتعلقة بالموضوع، ويفسر مجموعة الآيات والنصوص تفسيرا موضوعيا، ويهتم بالسياق ولا يهمل التفسير المأثور من أحاديث وروايات. وهكذا يؤلف من الآيات قصة الخلق القرآنية المتكاملة المترابطة. وهذا ما لم أجده في كتابات المفسرين العلميين.
ولكننا نرى المفسرين العلميين يفسرون آيات معينة، وهي الآيات التي أمكن لهم مقارنتها باكتشافات علمية حديثة مدوّية. فلا يهتمون بالسياق العام للنصوص وتكسل همتهم عن رسم ملامح الخليقة التي وصف القرآن الكريم خلقها ونظامها. فلم يبينوا لنا: كيف كان بدء الخلق بحسب القرآن؟ ثم كيف خلقت السموات والأرض؟
وهم ـ أعني المفسرين العلميين ـ يفسرون (السموات والأرض) بالكون (النظام الكوني) عادة (ومن الدلائل الكثيرة على هذا أنهم فسروا فتق السموات والأرض بالانفجار العظيم الذي خُلِق به النظام الكوني)، ولكنهم ـ مثلا ـ لم يبينوا لنا ما هو الشيء الذي بينهما؟ فقد قال تعالى ( ... السموات والأرض وما بينهما ... ) .. فما هو هذا الذي بينهما إذا كانت (السموات والأرض) عبارة عن النظام الكوني بأكمله؟
من قال إن الإنفجار العظيم حقيقة علمية؟
نظرية الانفجار العظيم حازت اليوم على تأييد أكثرية العلماء الكونيين. وقد اكتشفوا الغبار الكوني الذي تخلف من الانفجار. حتى أنهم التقطوا ترددات وموجات تبين لهم أنها صوت الانفجار وقد وصلنا الآن! أي أننا على الأرض ابتعدنا عن مركز الكون بسرعة تفوق سرعة صوت الانفجار بشكل خيالي!
وتوجد نظريات أخرى، ولكنها تدور كلها حول نظرية الانفجار العظيم.
ولذا فنظرية الانفجار العظيم هي ـ الآن ـ أنجح نظرية لتفسير كيفية خلق الكون.
وأما بالنسبة لموضوعنا، فعدم وجود الماء في بداية خلق الكون (النظام الكوني) هو من الحقائق العلمية البسيطة الواضحة وليس الثابتة فحسب.
ومن هنا فمن المحتم أن نبحث عن تعريف (السموات والأرض) في القرآن ولا نفرض تعريف النظام الكوني بحسب العلم الحديث على المفهوم القرآني.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 07:01 م]ـ
ولكن الذي أعجب منه ما علاقة معرفة هذا الماء بالإعجاز العلمي وجودا أو عدما!!!!
فالسؤال خطأ من الأساس والغريب متابعتكم للسؤال كأن الإجابة عليه تعني وجود الإعجاز من عدمه.
أخي الكريم
المفسرون العلميون يفسرون الآيات التي تحدثنا عن (السموات والأرض) بنظريات العلم وحقائقه عن الكون (النظام الكوني). وما دمنا نعلم من مجمل النصوص أن وجود الماء المذكور في آية سورة هود سبق خلق (السموات والأرض)؛ فإن هذا يلزم منه أن وجود الماء سبق وجود الكون بمعنى النظام الكوني! وهذه نتيجة خاطئة.
ومن هنا فأنا أرى أننا إذا ألزمنا كتاب التفسير العلمي بترك فرض التصور العلمي عن النظام الكوني على (السموات والأرض) المذكورتين في الآية؛ أعتقد أننا جعلناهم على الدرب الصحيح الذي يؤدي إلى التفسير الصحيح للآيات الطبيعية من القرآن الكريم، لأن هذا يجبرهم على ترك تعريف المصطلحات القرآنية في وصف الخليقة بالتصورات العلمية الحديثة عن الظام الكوني.
¥