تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:20 م]ـ

الأخ جمال: بارك الله في جهودك.

وأرى أنه يجب تسجيل نقاط الاتفاق التي توصلت لها بعد جهد جهيد حتى لا تضيع في خضم النقاش.

وبحسب قراءتي لهذا الموضوع يظهر لي والله تعالى أعلم أنكم إلى الآن متفقون على ما يلي:

1 - أن كان في قوله تعالى: "وكان عرشه على الماء" على طبيعتها.

2 - أن الماء في الاية كان قبل خلق السماوات والأرض.

وهذه الأخيرة كانت بجهد الأخ محدي بارك الله فيه؛ وأدلته فيها مقنعة ولا إشكال فيها.

3 - أنه بحسب نظرية الإنفجار العظيم فالكون يعني الموجود المادي مطلقا، وليس فيها ذكر لهذا التدرج الخلقي الذي بينته الأحاديث التي ذكرها الأخ مجدي.

من هنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل ما ثبت الآن من أدلة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقضي على نظرية الإنفجار العظيم، أو على الأقل على أجزاء منها؟

وبالتالي يغير نظرتنا للكون من الناحية العلمية.

هذا ما أرجو منك إفادتي فيه ولك الأجر والشكر.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:29 م]ـ

أخي الكريم

المفسرون العلميون يفسرون الآيات التي تحدثنا عن (السموات والأرض) بنظريات العلم وحقائقه عن الكون (النظام الكوني). وما دمنا نعلم من مجمل النصوص أن وجود الماء المذكور في آية سورة هود سبق خلق (السموات والأرض)؛ فإن هذا يلزم منه أن وجود الماء سبق وجود الكون بمعنى النظام الكوني! وهذه نتيجة خاطئة.

ومن هنا فأنا أرى أننا إذا ألزمنا كتاب التفسير العلمي بترك فرض التصور العلمي عن النظام الكوني على (السموات والأرض) المذكورتين في الآية؛ أعتقد أننا جعلناهم على الدرب الصحيح الذي يؤدي إلى التفسير الصحيح للآيات الطبيعية من القرآن الكريم، لأن هذا يجبرهم على ترك تعريف المصطلحات القرآنية في وصف الخليقة بالتصورات العلمية الحديثة عن الظام الكوني.

أخي الكريم. لا يلزم شيء مما ذكرت. لأن العلم لا ينفي أن يكون اصل الموجودات من الماء أو من شيء أخر.

وبصورة أوضح فارق كبير بين كون الشيء من الممكنات او كونه من الموجودات.

فكونه من الممكنات يعني أن العقل لا يحيل إمكانية وجوده بوجود أسبابه. وقد يكون من الممكنات ولكن حقيقة غير موجود لعدم وجود أسبابه.

أما كونه من الموجودات فهذا يعني أنه من الممكنات التي تحققت.

فإذا كانت النظريات العلمية تقول أن السموات والارض كانتا شيئا واحدا فأصبحت ما نراه.فهذا يعني إمكانية تحول كل شيء أي موجود.

وقد بين القران هذا الشيء بجلاء في قوله تعالى: "وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا " [الإسراء/49] وذلك أنهم قالوا إذا بليت الأجسام ورمت العظام ايعقل أن نبعث بهذه الاجسام كما كانت قبل ان تبلى؟

فبين لهم عز وجل ذلك بقوله:

"قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا " [الإسراء/50 - 52]

ومدار إتفاق أصحاب الإعجاز العلمي على موضوع واحد وهو أن أصل السموات والأرض كانتا شيء واحدا ثم كانت السماءوالارض بعد ذلك.

وتفاصيل ذلك لا يتفق أحد من أهل القبلة مع أصحاب نظرية" الانفجار العظيم " وأهم تلك النقاط هي:

بينما يؤمن أهل القبلة أن الله خلق السماء والأرض بقدرته وعلمه يقول أصحاب تلك النظرية أن شيء حدث في اللاشيء فأحدث كل شيء!!!! وهذا الأمر لا يقبله عاقل بكون شيء يحدث في اللاشيء من غير شيء. بل عندنا أن الله عز وجل خلق السموات والأرض من مادة أخرى هي مخلوقة أيضا. فقد كانتا رتقا. والله جعل الفتق في ذلك الرتق.

أما كون القران فيه من الآيات الواضحات التي يكشف العلم صحتها. فهذا حق لا يجادل به أحد علم القران. ومن اللطائف في ذلك اصرار المفسرين على أن ماء النهر والنبع من ماء السماء. في وقت كان الفلاسفة والطبيعيون يقولون إنها من البحر.

والأمر لم يعرف إلا حديثا. فانظر كيف سبق المفسرون أهل الطبيعة في هذه المعرفة قبل أن يعلم العلم تلك الينابيع التي سلكها الماء.

وكذلك فإن من التعسف البحث عن الصاق اي نظرية بالقران. ولا حتى الحقائق العلمية لأن الله أنزل القران كتاب هداية للناس ينهل منه الجميع كل على قدره وطاقته وما علمه الله.

وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن المُبلغ قد يعي من الكلام أكثر مما وعاه السامع فقال في حجة الوداع:

" فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 118)

وقد بين الله عز وجل ذلك أيضا ذلك بقوله جل وعلا:

" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [فصلت/52، 53]

فانظر كيف أن تلك الأيات ستبين أن القران هو من عند الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير