ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:58 م]ـ
طيب، سأسلم لك تنزلاً أنني صادرت على المطلوب - وهذا لم يحصل -، لكنها ليست بتلك النقطة الهامة بالنسبة للمسألة الأصلية.
لذلك سأغير عبارتي من:
" لكنك تنتقد عقيدة أهل السنة في المسألة وتقرر عقيدة الكلابية الأشعرية فيها فمن حق كل سني أن يرد عليك ".
إلى:
" لكنك تنتقد عقيدة (س) في المسألة وتقرر عقيدة (ص) فيها فمن حق كل من يعتقد العقيدة (س) أن يرد عليك ".
فهل تنتقد هذه العبارة؟.
إن لم يكن عندك نقد فأجب عن سؤالي.
وقد سألتك هذا السؤال لأنك قلت: " فهذه عقيدة الإمام القيرواني في صفة الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله تعالى: ليس بمحدَث، ولا مخلوق. وهي عقيدة جمهور علماء الأمة أتباع المذاهب الأربعة إلا من شذّ ".
فأوردت على هذه العقيدة سؤالاً: هذا القرآن القديم غير المخلوق القائم بالله تعالى ما الفرق بينه وبين التوراة والإنجيل والزبور؟!
- لنرى أولاً إن كانت هذه العقيدة صحيحة أم فاسدة.
- وبعد ذلك نرى هل نسبتها للإمام ابن أبي زيد صادقة أم كاذبة.
فهما قضيتان أرجو أن تدور المناظرة حولهما.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 11:23 م]ـ
- لنرى أولاً إن كانت هذه العقيدة صحيحة أم فاسدة.
- وبعد ذلك نرى هل نسبتها للإمام ابن أبي زيد صادقة أم كاذبة.
أولا هي ليست مناظرة.
ثانيا أمامك كلام الإمام القيرواني.
وأمامك كتبه المأخوذ منها كلامه.
وأمامك كلام الإمام الطبري من قبله، وغيره من الأئمة.
فصحح وأبطل وصدق وكذب كما شئت.
ودعني أسبقك هذه المرة وأقول: إنك أفحمتني وأسكتني.
ولعل المشرف الفاضل يحذف كل هذه المداخلات الزائدة على أصل المداخلة الأولى، وإن رأى أن الموضوع قد وصل للدكتور فهد الرومي فلا باس أن يحذف الموضوع أصلا.
ولا فائدة ترجى في حوارك بالنسبة لي، حيث أرى كما قلت لك مرارا أنك في حاجة للتواضع للتعلم، لا للمناظرة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 11:58 م]ـ
وإن رأى أن الموضوع قد وصل للدكتور فهد الرومي فلا باس أن يحذف الموضوع أصلا.
ما دام قصدك أن يصل نقدك للدكتور فقط، فلماذا لم تستخدم الرسائل الخاصة؟ أم هو الخوف من إظهار العقائد المناقضة للحقائق؟.
وقد ذكرتني بنكوصك عن إظهار عقيدة الأشعرية في القرآن بعد أن أوردت عليك ذاك السؤال، بكلمة قالها الإمام الفقيه أبي محمد ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في المناظرة في القرآن- أي في مسألتنا هذه عينها -: " ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية".
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:01 ص]ـ
عودا إلى إبداء بعض الملاحظات المنهجية على كتاب الدكتور فهد، أقول:
إن ثمرة تحرير محل النزاع ـ وهي الحلقة الأساسية المفقودة من الرسالة ـ تظهر عندما قال الدكتور في (ص37): بل صرح بعض المعاصرين منهم ـ يقصد الأشاعرة ـ صراحة بخلق القرآن. اهـ
ثم ذكر الدكتور وهبي الغاوجي والدكتور البوطي كمثالين على من صرح من الأشاعرة بخلق القرآن.
وأحسب أن المذكورَين قد صعقا عندما قرءا هذا الكلام المنسوب إليهما، ويحق لهما ذلك لأن الكلام غير محرر.
والسؤال المطروح هنا: هل المقصود بالقرآن الذي صرحوا بكونه مخلوقا هو القرآن الذي هو الصفة القائمة بذات الله سبحانه وتعالى؟ أم هو الحروف الدالة عليه الكائنة بين دفتي المصحف المكونة من الحبر المكتوبة على الورق في المطابع؟
إن العبارة التي استعملها الدكتور الفاضل فهد الوهبي مجملة غامضة ليس فيه تعيين للعبارة التي هي محل النزاع، وهذا يخالف المنهج العلمي الذي يقتضي تعيين محل النزاع بحيث لا يبقى ريب في المراد ويتحقق النفي أو الإثبات على موضوع واحد.
ومما أريد أن أوجه إليه عناية الدكتور الفاضل فهد الرومي هو أن كلام الإمام ابن أبي زيد القيرواني في دفاعه عن أبي الحسن الأشعري ورأيه في صفة الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله سبحانه على نحو قيام علمه وقدرته وإرادته وغيرها من صفاته به، كان مسبوقا باطلاعه ونظره، وقد سبق الإمام القيرواني في رأيه بقدم القرآن القائم بذات الله سبحانه وتعالى أئمة عظام أخص بالذكر منهم الإمام ابن جرير الطبري الذي حرر دليل قويا متينا دالا على استحالة حدوث الكلام الإلهي ومنه القرآن العظيم القائم بذاته سبحانه وتعالى، وهذا الدليل الذي صاغه الإمام الطبري اعتمده ابو الحسن الأشعري بعينه ورضيه بعد التأمل والنظر وإثبات صحته، وهذا هو الدليل:
قال الأشعري في اللمع:
«ودليل آخر على أن الله تعالى لم يزل متكلما: إن الكلام لا يخلو أن يكون قديما أو مُحدَثًا، فإن كان محدثا لم يخل أن يحدثه الله في نفسه، أو قائما بنفسه، أو في غيره، ويستحيل أن يحدثه في نفسه لأنه ليس بمحل للحوادث، ويستحيل أن يحدثه قائما بنفسه لأنه صفة، والصفة لا تقوم بنفسها. ويستحيل أن يحدثه في غيره لأنه لو أحدثه في غيره لوجب أن يشتق ذلك الجسم الذي فيه الكلام من أخص أوصاف الكلام اللازمة له لنفسه اسما، وللجملة التي المحل منها اسما، فإن كان أخص أوصاف الكلام أنه كلام وجب أن يكون ذلك الجسم متكلما، وإن كان أخص أوصافه أنه أمر وجب أن يكون ذلك الجسم آمرا، وكذلك إن كان أخص أوصافه أنه نهي وجب أن يكون ذلك الجسم ناهيا، فلمّا استحال أن يتكلم بكلام الله غيره ويأمر بأمره غيره وينهى بنهيه غيره استحال أن يحدث كلاما في غيره فيكون متكلما به، وإذا فسدت الوجوه التي لا يخلو الكلام منها لو كان محدثا صحّ أنه قديم، وأن الله تعالى لم يزل متكلما. اهـ.
فخلاصة القول أن الإمام ابن ابي زيد القيرواني كان ملما بقواعد العقائد الثابتة عن أئمة كانوا أعرف الناس في زمانهم بأقوال السلف الصالح كالإمام الطبري، بل قد ثبت امتداح القيرواني لتفسير الطبري مما يدل على اطلاعه عليه، وهو من منطلق مقامه الديني لا يزكي الأشعري وابن كلاب بغير علم بحالهما.
¥