تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اليوم لم أكتب شيئاً وإنما حاولت أن أقرأ كل الأوراق المجموعة التي تزيد عن (300) ورقة على ما أقدر، ودونت ملاحظات لمحاولة التبويب , كنت قد وضعت خطة البحث وحاولت تقسيم الأوراق على الخطة بعد إعطاء رقم لكل فصل.

حادثة سرقة

الاثنين 6 مايس 1974 = 14 ربيع الثاني 1394هـ

بعد أن نمت قليلاً وقت الظهر جلست إلى الأوراق أحاول أن أكتب شيئاً في البحث , قبل صلاة العصر طُرِقَ الباب فإذا بالحاج توفيق رشيد التكريتي واقفٌ بالباب: تفضل أبو سعد , كان يبدو عليه الإرهاق والتعب , قلت: (إشلونكم) فأجاب ببرود، كررت عليه السؤال فإذا هو يتحدث عن حادثة قد وقعت له، خرج في الصباح من الشقة، وفي الشارع قريباً من شقتهم في شارع كامل محمد مرسي (13) في حي المهندسين حدث أن تعرض له بعض المحترفين بالنشل ونصبوا له كميناً أو حيلة استطاعوا بها أن يسلمهم مئة وخمسة جنيهات ثم هربوا , وذهب هو على أثر ذلك إلى مركز الأمن في الدقي والأمن العامة، وتَعَرَّفَ على أشكال الجناة ووعدوه بالسعي في القبض عليهم، المهم عاد إلى البيت وهو يسكن مع أخيه مجيد (أو عبد المجيد) الذي يحضر رسالة ماجستير في الاقتصاد، أما هو فعنده دورة تدريبية في أعمال الفنون , عاد إلى البيت وحين أخبره بالأمر ثار عليه مجيد وهو الأخ الأصغر الذي تربى في بيت أخيه واتهمه بتهم وقحة، وبعد أن استيقظ الأخ خليل عرض على أبي سعد أن نذهب إلى مجيد حتى يرضيه، لأنه جاء قد ربط أمتعته، وطلب منا أن نسكنه معنا وإلا ذهب إلى الفندق، ذهب الأخ خليل فلم يجد مجيد، وذهبت أنا أبحث عن مجيد ووجدته وجئت معه بسيارة (أبو هادي) ولم يكن لجلب مجيد أي معنى سوى اللغو الفارغ، المهم ذهب مجيد وذهب الحاج توفيق، بعد أن تعشينا سوية، إلى البيت راضياً، ولكن القلوب مملوءة.

كتابة بحث

الثلاثاء 7 مايس 1974 = 15 ربيع الثاني 1394هـ

لا أزال منكباً على أكوام الأوراق المتناثرة أحاول أن أخرج منها بشيء , ولا أزال أكتب في بحث الكتابة العربية ولَمَّا أتجاوز أول الشوط , بعد أن نظمت الأوراق حسب الفصول وعزلتها أخذت كل مجموعة على حدة , أقرأ كل أوراق الفصل ثم أحاول أن أصنف الأفكار , وهنا تظهر أهمية طريقة الكتابة بالبطاقات، المهم يبدو أني جمعت مادة كثيرة إن لم تكن كل ما كُتِبَ عن الموضوع بالعربية فهي تضم أغلب ما كُتِبَ , وظهرت مشكلة غزارة المادة ولكني حاولت أن أعزل بعضها وأختصر البعض الآخر , وبدأ العمل رغم إرهاق الكتابة يسيراً , وخاصة بعد توزيع الأوراق على الفصول , ومع أني قضيت فترة طويلة في جمع المادة ومراجعتها والآن وأنا أكتب البحث فإني لا أتوقع أن يكون بحثا رفيعاً، لأنني من الآن أعرف كثيراً من مواطن الضعف فيه، وأنا الآن حريص على إكمال بحث مناسب كي أقدمه إلى الأستاذ محمد سالم الجرح حتى يمكن أن يضع على ضوئه الدرجة التي أستحقها، ومع هذا فإنه سيبدو أكثر تناسقاً من بحث الأصوات العربية , الذي سلمته للدكتور بشر منذ زمن , لا شك أن في كتابة مثل هذه البحوث فائدة جيدة حيث ستضعنا في بداية المرحلة إلى بحث الماجستير إن يسر الله وكَتَبَ لي النجاح في السنة التمهيدية , بالنسبة لهذا البحث أرجو بعون الله أن أنتهي منه يوم الخميس مسودة فقط، حتى أعرضه على الدكتور الجرح كي يوافق على كتابة المبيضة.

الانتهاء من كتابة البحوث

الخميس 9 مايس 1974 = 17 ربيع الثاني 1394هـ

كأني كنت أحمل ثُقْلاً على ظهري منذ زمن طويل حتى أتعبني وارتحت اليوم برميه عن كاهلي , إنه البحث الخاص بالأبجدية العربية , لقد أنهيت اليوم كتابة مسودته , وقد بلغ أكثر من سبعين صفحة , ولم يبق إلا أن ينظر فيه الأستاذ وأستنسخ نسخة مبيضة له حتى يتم على ضوئها تقدير الدرجة , وفعلا التقيت اليوم بالدكتور محمد سالم الجرح في الكلية كانت لدينا محاضرة كالعادة , لكنه ومنذ ثلاثة أسابيع يعتذر كل مرة , لا أدري ما يشغله , وقد وعدني أن نلتقي في مكتبة المركز البريطاني القريبة من سكننا حتى أقرأ عليه البحث , الحق أني شعرت براحة بدنية وراحة نفسية إلى حد ما بعد أن خط القلم آخر كلمات البحث , لقد تعبت من هذا البحث وكنت أصرف له كل جهدي حتى أن المحاضرات والدروس كنت أهملها أحياناً , كي أتمه لأتفرغ بعد ذلك إلى دراسة المحاضرات , وقد قاربتُ والحمد لله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير