تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سيادته! لم يكن أحد من الزملاء قد حضر , فاستغل الفرصة حتى يناقش بحثي، كان قد قرأه وسَلَّمَنِيه , وقال إنه بحث جيد لولا أن أكثر النصوص منقولة من غير تصرف , وقال إنه أحسن بحث قُدِّم إليه من الطلاب هذه السنة، فحمدت الله كثيراً , ولكنه قال لا يستحق أكثر من سبعة من عشرة , وبدأ يبدي ملاحظاته , وقلت: لو أعطيتني تلك الملاحظات قبل الكتابة , قال: هذه هي الطريقة أن ندع الطالب يخطئ ويصلح خطأه، فقلت له: إن هذه مسألة مهمة من حيث الدرجة، فقال أنا أقدر الدرجة على البحث والحضور والمناقشة , والإجابة التحريرية , المهم أني الآن أوشكت على إنهاء أعمال البحوث ومناقشتها، بل أنهيتها فعلاً، ولم يبق إلا بحث الأبجدية أستنسخه أو أصلح به بعض الشيء قبل ذلك.

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b75559a4b48f.jpg

صورة مع الدكتور محمد سالم الجرح أمام مبنى رئاسة جامعة القاهرة

مايس 1974

السلام عليكم فقط

الثلاثاء 14 مايس 1974 = 22 ربيع الثاني 1394هـ

لا تزال السحب القاتمة نسبياً تغلف سماء البيت رغم بعض الفجوات الصاحية التي أخذت تظهر، ولكن حتى تلك فإنها مشوبة بغبار , بعد الفطور انصرفت للقراءة على طاولة الطعام التي اعتدنا أن ندرس عليها والأخ خليل أوشك أن يخرج من البيت , وأثناء ذلك طُرِقَ الباب , بعد التاسعة والنصف صباحاً كان الحاج جاسم الذي يدرس في الأزهر في قسم التاريخ الإسلامي في الدبلوم الثاني للماجستير , كان أثر الإرهاق عليه بادياً , وعرفنا بعض ما عنده , فقد كانت زوجته حاملاً وكان يتوقع أن يجيئه مولود قريباً , وفعلاً فقد قضوا الليلة في المستشفى ورزقهم الله بمولود، هو أول ولد يرزقانه هو وعقيلته , هم من ديبكة من محافظة أربيل من الأكراد , وهو رجل سمح صريح كان كثيراً ما يدعونا لتناول الغداء عنده ويأخذنا بسيارته، لم يكن قد تناول الفطور فعملنا له فطوراً، ودعوناه للغداء وحضر وتغدينا سوية، المهم من كل هذه الأمور أن الجو المتلبد قد انكشفت بعض جوانبه بوجود الأخ جاسم، ولكنه عاد من جديد على أول عهده , ليس هناك من حديث إلا السلام عليكم , البارحة خاصة , لا أعتقد أننا تكلمنا في البيت أكثر من السلام عليكم ثلاث مرات: في الصباح وعند عودتي الظهر وعند عودة خليل في المساء، مشاكل جانبية أدعو الله أن يخلصنا من همها.

عملية جراحية

الأربعاء 15 مايس 1974 = 23 ربيع الثاني 1394هـ

ربما أصبحنا هذا اليوم ونحن أحسن حالاً من الأمس وما قبله، وربما كنت مبالغاً في بعض ما كتبته، ولكن لاشك في أن تلك الأيام ستترك في النفس بعض مرارة أتجرع ذكرياتها بين الحين والآخر، مكثت هذا الصباح في البيت أحاول مراجعة بعض الموضوعات في اللغات السامية , وبعد الثانية عشرة خرجت إلى مستشفى الطلبة حيث كنت قد أخذت موعداً للفحص عند دكتور اسمه محمود خيري كان الموعد يوم الأربعاء الماضي، ولكنه لم يحضر إلى المستشفى، كنت أراجع في مستشفى الطلبة منذ أكثر من شهر وبعد أن وصلت إلى طبيب مختص (د. شريف) أحالني إلى الأشعة، وبعد رواح ومجيء خرجت الأشعة وعرضتها عليه، فاقترح أن يفحصني دكتور محمود خيري، يبدو أنه أكبر أطباء المستشفى لا بل يقال إنه مدير مستشفى جامعة القاهرة، بعد الظهر حضر د. محمود ودخلت عليه وشاهد الأشعة (وافتح فمك) وبعد ذلك كتب ورقة بالإحالة إلى العمليات , راجعت قسم العمليات ولكن (الدوام) كان قد انتهى، فقلت أرجع غداً إن شاء الله , عند الغروب فكرت بالذهاب إلى الطبيب الذي ذهبت إليه قبل شهر حيث أخذت بعض الأدوية لتنظيف جهاز الهضم , ووعدني بالعودة إليه بعد أخذ الدواء , د. شوقي متري، ولم أمكث عنده إلا دقائق , وكنت أشكو من زمان من مفصل الفك الأيمن (1)، وعرضت نفسي على طبيب في العراق، وقال لي أنه يحتاج إلى عمل قالب معدني يستعمل عند النوم، ذهبت اليوم مساء من أجل هذا الموضوع إلى طبيب اسمه نصر الله ناشد رئيس قسم طب الأسنان في عين شمس وأعطاني دواء وطلب أن أراجعه بعد أسبوع.

تحديد موعد العملية

الخميس 16 مايس 1974 = 25 ربيع الثاني 1394هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير