5) وجدت مجموعاً لمرويات ابن عباس رضي الله عنه رسالة دكتوراه، من تأليف الدكتور الحميدي (في أكثر من ألف صفحة)، وكان جمعها بإشراف العلامة أبي شهبة؛ لعلها تفيد في تتبع منهج حبر الأمة في التأويل .. وهو موجود على الشبكة.
هذه نقاط قد تفيد في الوصول إلى نتائج أفضل.
مع الشكر للشيخ أبي سعد حفظه الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه دفعني للبحث والتقصي، ولا أدري هل أديت حق هذا الأمر من البحث أم لا، ولكن توصلت للآتي:
الأثر الذي رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه وهو:
عن ابن عباس قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس.
فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمرُ ابنَ عباس عن هذه الآية:
{إذا جاء نصر الله والفتح}.
فقال: أجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه.
قال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تعلم." أهـ
فيه استنباط من ابن عباس رضي الله عنه،
حيث أن الآثار الواردة والتي سيقت فيما سبق دلت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى أنه قد نعيت إليه نفسه في هذه السورة، لكن أين نعيت له نفسه بالضبط لم نجد هذا من خلال ما قاله صلى الله عليه وسلم.
وبسبب ورود الأثر كما ورد في البخاري، أي القصة، والتي وضح من خلالها أن الأمر عبارة عن استنباط من ابن عباس رضي الله عنه، فلو كان الأمر مقتصرا على طلب العلم وحفظ الحديث من دون استنباط لكان هناك حفاظ كثر، لكنه قد وجد أمر زائد، ولذلك في ظني عمد ابن عمر إلى قراءة السورة بكاملها، وانتظر أن يعمل الغلام الصغير عقله أمام الأشياخ، ليجدوا منه ما وجد، وهذه الرواية الأخرى في البخاري تجلي الأمر أكثر:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نَدْرِي أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا فَقَالَ لِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
فَتْحُ مَكَّةَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
قَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ
وأعتقد أنه إذا حقق الأثر أكثر سنجد أنا أمام عقلية فذة، وربما أفرد الأثر بالدراسة حتى أستفيد أكثر وأفيد بإذن الله.
وجزا الله خيرا صاحب الموضوع مرة أخرى.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيمن أدلى بدلوه في هذا الموضوع ..
انتقلت سورة النصر بهذا البعد التفسيري العباسي العمري إلى أفق جديد لم ينكره أحد من الصحب الكرام ..
واتفاق عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - على هذا النظر ووصف عمر أنه يعلم ذلك قبلاً .. يعطي نتيجة مفادها أن التأويل القرآني له أصول ثابتة إذا استجمعت آتت فوائد جمة من مراد الله لا يحسنها عموم الناس، ولكنهم يتفقون على نتائجها النورانية (إن للحق نوراً) ..
تساءل بعض الإخوة:
فلو لم يكن هذا التأويل من ابن عباس رضي الله عنهما لجاز الوقف عند هذه السورة وطرح أكثر من سؤال حولها منها:
ما هو غرض هذه السورة؟
ما هي العلاقة بين مجيء النصر والفتح وبين التسبيح والاستغفار؟
ولماذا خُص النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب في السورة؟
¥