قال البقاعي في نظم الدرر: هم الملائكة الكرام وألو العصمة. والقرب: دنو مكانة، لا مكان. (ج8/ص212)
قال العلامة ابن عاشور: (عند) مستعمل مجازا في رفعة المقدار والحظوة الإلهية. (ج9/ص243)
وقال الثعالبي في الجواهر الحسان: وقوله: (عند) إنما يريد به المنزلة والتشريف والقرب في المكانة، لا في المكان، فهم بذلك عنده. (ج3/ص110)
والقائمة أطول بلا شك، فهم ليسوا "بُعَيْض".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:03 م]ـ
أشكر للمشاركين حرصهم العاطفي.
وأرجو أن يكون حرصهم العلمي على قدر عاطفتهم.
ولذا، فأطلب من الإخوة المشاركين تفضلا أن يفسروا لي مراد الشيخ بقوله: (ظاهره باطل؛ إذ ظاهره أن الله لا يقابله شئ من المخلوقات، ولا تنتهي إليه المحدودات)
فإني لا أفهم منها سوى إثبات مقابلة المخلوقات لذات الله تعالى، وأن المخلوقات المحدودات تنتهي إليه بمعنى تصير قريبة منه مسافة بعد أن كانت بعيدة، فالملائكة تكون عنده قريبة مسافة، ثم تنزل فتصير بعيدة، ثم تعرج فتصير قريبة.
فإذا فهم الإخوة شيئا غير هذا فليشرحوه بلسان عربي مبين.
وليشرحوا لي مدى توافق أو تناقض ما نقلته من كلام بعض المفسرين ـ ومثلهم كثير ـ مع كلام الشيخ، وأن يبينوا لي من تفسير السلف لهذه الآية إن وجد ما يكون حجة لأحدهما.
أولاً: نحن لا نتكلم بالعاطفة، فدع عنك هذه.
ثانياً: كلام الشيخ واضح فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، وقوله تعالى:"عند ربك" هو على ظاهره والقول إن العندية هو قرب الكرامة لا قرب المسافة نوع تأويل بلا دليل.
فالملائكة عند الله وتعرج إليه وإليه يصعد الكلم الطيب كما قال هو تبارك وتعالى ولا يلزم من هذا القول لوازم باطلة كما تظن حتى يفسر بألفاظ تحتمل الحق والباطل وهذا ما قاله شيخ الإسلام بن تيمة:
"وأما قوله لا يقابله حد ولا يزاحمه عند فظاهره باطل إذ ظاهره أن الله لا يقابله شئ من المخلوقات ولا تنتهي إليه المحدودات ولا يكون عنده شئ من المخلوقات وهذا خلاف الكتاب والسنة وإجماع سلف الامة
فإن الله تعالى يقول إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون [سورة الأعراف 206]
وقال وله من في السماوات ومن في الأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون [سورة الأنبياء 19]
وقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [سورة فاطر 10]
وقال تعالى يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [سورة آل عمران 55]
وقال تعرج الملائكة والروح إليه [سورة المعارج 4] "
كتاب الاستقامة، الجزء 1، صفحة 130.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:28 م]ـ
القرآن نزل بلسان عربي مبين [/ color]
هذه مقدمة متفق عليها بين جميع المفسرين، وفيمن ذكرت من هم أعلم الناس بلغة العرب كالثعلبي وأبي حيان وغيرهما.
، وقوله تعالى:"عند ربك" هو على ظاهره [/ color]
هذا محل الإشكال أو التنازع، بين الشيخ وبين من ذكرت من المفسرين.
والقول إن العندية هو قرب الكرامة لا قرب المسافة نوع تأويل بلا دليل. [/ color]
وهذه أيضا دعوى كبيرة، فكيف يتفق ذلك الجمع الكبير من المفسرين وغيرهم على القول في كتاب الله بغير دليل؟؟ مع أن الدليل واضح وهو استعمال العرب كلمة (عند) للدلالة على العندية بالشرف والمكانة، وحتى اليوم بعد اندراس لسان العرب الفصيح يقول أحدنا: فلان عندي من المقربين، وهو بعيد عنه أميالا وأميالا. وتجد أقرب الناس إليه مكانا أبعدهم عنه مكانة وشرفا. وإضافة إلى ذلك فالدليل المانع من حمل العندية على عندية المكان قائم عند أولئك الجم من المفسرين، وهو استحالة أن يكون الله محدودا بحيث تكون ثمة مسافة بينه وبين خلقه، مهما طالت تلك المسافة أميالا. فكيف يقال بعد ذلك بأنهم لا دليل لهم، واللغة معهم، والشرع (ليس كمثله شيء) معهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:11 م]ـ
فلان عندي من المقربين، وهو بعيد عنه أميالا وأميالا. وتجد أقرب الناس إليه مكانا أبعدهم عنه مكانة وشرفا. .
ألا تلاحظ أنك قيدت الكلمة؟
وإضافة إلى ذلك فالدليل المانع من حمل العندية على عندية المكان قائم عند أولئك الجم من المفسرين، وهو استحالة أن يكون الله محدودا بحيث تكون ثمة مسافة بينه وبين خلقه، مهما طالت تلك المسافة أميالا. فكيف يقال بعد ذلك بأنهم لا دليل لهم، واللغة معهم، والشرع (ليس كمثله شيء) معهم.
قلتُ لا يلزم من إطلاق ما أطلقه القرآن اللوازم الباطلة التي ذكرتَ إلا في ذهن الممثل أو المعطل.
ثم ألا تلاحظ أن عبارتك متناقضة؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:20 م]ـ
قلتُ لا يلزم من إطلاق ما أطلقه القرآن اللوازم الباطلة
نعم لا يلزم من إطلاق القرآن اللوازم الباطلة.
لكن المشكلة ما هي تلك اللوازم الباطلة؟
المفسرون الذين نقلت قولَهم يرون القول بالقرب بالمكان معنى غير مراد من الآية، ويرون حمل العندية على القرب بالمكان تحكما، وهم منزهون عن التمثيل والتعطيل كما لا يخفى على من عرف سيرهم.
¥