تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Feb 2010, 02:41 م]ـ

فضيلة المشرف: عندما أرى أن الشيخ ابن تيمية يوجه قول الله سبحانه وتعالى {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] ليقول بالحرف الواحد أن الأصح أن يقال بأن الله تعالى أحدث القرآن في ذاته كما في مجموع الفتاوى، ثم أراجع أقوال السلف أئمة أهل السنة، وأجد نقيض ذلك كقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284) وأراجع أقوال مفسري أهل السنة ومن هم أعلم الناس بأقوال السلف كقول الإمام البغوي: الذكر المحدث: ما قاله النبي ? وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب تعالى لأنه قاله بأمر الرب. (معالم التنزيل، ج5/ص306) وقوله الإمام القرطبي: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ}: يريد: في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة وآية بعد آية، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت، لا أن القرآن مخلوق. (الجامع، ج14/ص172)

فكيف بعد كل ذلك يمكنني أن أعتقد أن الشيخ ابن تيمية يوجه الآيات على وفق معتقد السلف الصالح؟؟؟

أرجو منكم التأمل والكلام بالدليل، لا سيما في هذه المسألة الأساسية التي تبين لي من خلال سنوات بحث أن السلف الصالح عندما قالوا بأن القرآن غير مخلوق كانوا يقصدون أن القرآن ـ صفة الله تعالى ـ غير محدث، فلا فرق بين المخلوق والمحدث لا لغة ولا عرفا، وتبين لكل باحث أن الشيخ ابن تيمية يرى حدوث القرآن ـ صفة الله أو فعله ـ في ذات الله تعالى، وهذا معروف مسطور. فكيف الجمع مع هذا التصادم؟

أخي الكريم: نعم ما بين الأخ المشرف؛ وهو أن استعجال الأحكام ليس من أساليب البحث العلمي.

وأزيد على ذلك أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة يتميز عن غيره من أهل العلم بسعة الباع؛ فمن استعجل كلامه فقد يحكم عليه بما لم يقل؛ ذلك أنه يستطرد أحيانا في ذكر أدلة المخالف؛ فيظن الذي لم ينه كلامه أنه ينتصر لذلك القول؛ وليس الأمر كذلك؛ بل لأنه رحمه الله تعالى يريد أن يستقصي أدلة المخالف ثم يفندها واحدا تلو الآخر .. ولعل هذا ما وقع لك أخي الكريم: فإن نص قول شيخ الإسلام في هذه المسألة بينه بعد بحثه المطول للفرق بين المحدث والمخلوق فقال: والإطلاقات قد توهم خلاف المقصود فيقال: إن أردت بقولك محدث أنه مخلوق منفصل عن الله كما يقول الجهمية والمعتزلة والنجارية فهذا باطل لا نقوله؛ وإن أردت بقولك: إنه كلام تكلم الله به بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه - وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك مع أنه لم يزل متكلما إذا شاء فإنا نقول بذلك. وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو قول السلف وأهل الحديث؛ وإنما ابتدع القول الآخر الكلابية والأشعرية مجموع الفتاوى (الباز المعدلة) - (6/ 161)

ولا شك أن هذا هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة ..

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 03:28 م]ـ

أخي أبا عبيدة، كان الأولى أن تعنون لهذا الموضوع بعنوان "الصفات الاختيارية لله تعالى بين التأويل والإثبات".

ومذهب السلف -أعني الصحابة والتابعين، دون من احتفلتَ بذكر أقوالهم من المتأخرين (وغالبهم من الأشاعرة) - أقول: ومذهب السلف في ذلك بين واضح.

والذي فوجئتُ به حقاً النقول الكثيرة التي أغلبها عمن رفع لواء الأشعرية (بغض النظر عن كون التمشعُر صواباً أو خطأً) وقليل من هذه النقول هي عن أهل السنة والجماعة، ولكنها عن أشخاص دخلت إلى تفاسيرهم مقولات من مقولات أهل البدع كالشوكاني (مثالاً وإن لم تذكره).

وكان الأولى بك أن تعود إلى تفاسير السلف (أعني الصحابة والتابعين)، لا أن تنقل عن المتأخرين.

وكم وددت لو لم يُفتح هذا الموضوع (أعني موضوع القول في صفات الله تعالى) الذي لن ينتهي الخلاف فيه، والذي كان وما زال يجر على أتباع السلف محناً وبلايا كثيرة، ابتداء من إمام أهل السنة في زمنه "أحمد بن حنبل" ثم بناصر مذهب السلف في زمنه "ابن تيمية" وانتهاء بعصرنا الحالي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير