ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:04 م]ـ
مشكلتك يا أبا عبيدة أنك تجعل كلمة (محدث) تساوي كلمة (مخلوق)، ولا ريب أنها تحتملها، ولكنها لا تقتصر عليها، فقد يكون المحدث مخلوقاً، كالبشر وسائر المخلوقات، وقد يكون محدثاً لا مخلوقاً كالقرآن، وهذا ما قرره أئمة أهل السنة والسلف.
واقرأ إن شئت كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، ففيه إيضاح ما أجملتُه.
ـ[بلال بن حسن آل علي]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:29 م]ـ
أخي أبا عبيدة
أرى أن لا هم لك إلا تخطئة (السلفية)، ورفع ذكر (الأشعرية)
............
فياحبذا لو اتجهت إلى الإفادة فيما عندك من المخطوطات التونسية، وأبنت لنا عن هذه الكتب ليستفيد منها الدارسون، وتكون لك ثمرة ظاهرة يشيد بها قراء الملتقى.
ليس همي الدخول في هذاالنقاش! ولا الاعتراض على الاخ ابي عبيدة، ولا الرد، ولكن:
اعجبتني كلمة الشيخ الدكتور مساعد الطيار-حفظه الله- فأحببت التذكير بها
ولا أظن ان المشايخ وطلبة العلم هنا في غنىً عن تراثنا الإسلامي القديم!!!!
فما رأيكم اخي؟؟؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:46 م]ـ
مشكلتك يا أبا عبيدة أنك تجعل كلمة (محدث) تساوي كلمة (مخلوق).
بل هي مشكلة من يفرق بين المترادفين: المحدَث، والمخلوق.
المحدث: الموجود بعد العدم.
المخلوق: الموجود بعد العدم.
وأي فارق بعد ذلك فهو مجرد هوى وتحكم لا يشهد له الشرع ولا العقل ولا اللغة.
واين نذهب بقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284)
هل تراه فرق بين المخلوق والمحدث؟؟؟
لا، ولن يجد اي عاقل فرقا بين المحدَث والمخلوق.
ونقيض المحدَث هو القديم: ولهذا بوب الإمام اللالكائي بإثبات قدم القرآن، واستشهد بهذا اللفظ (قدم القرآن) بحديث شريف، وغيره من الحفاظ كالبيهقي وغيرهم نفوا الحدوث عن القرآن صفة الله تعالى.
فلماذا التلاعب بالمصطلحات وتزييف الحقائق:
الكلام خطير جدا، وهو في قدم القرآن الذي هو صفة الله تعالى.
فلا يسع العاقل التلاعب بالألفاظ وإهمال كلام كبار علماء السلف الصالح الذي ساووا بين المخلوق والمحدث، وإحداث تفريق مبتدع لا يشهد له الشرع ولا العقل ولا اللغة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:51 م]ـ
لو راجعنا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لعلمنا أن للقران أثر على عقيدته فلذلك تجده يستشهد بالآيات. بينما أهل البدع تجد صفحات لهم لا يذكر فيها آية ولا حديث وإنما استشكال وأوهام. واتباع هوا ...
يوجد كتاب جميل اسمه أثر القران على ابن تيمية أو بعنوان نحوه هو كتاب جميل قرأته قبل أكثر من خمس عشرة سنة , والكاتب فيه يبين أثر القران على فكر ابن يمية رحمه الله تعالى.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:31 م]ـ
يا أبا عبيدة، قد أحلتك إلى مليء بارك الله في وفيك، ولا مزيد لي على ما فيه، والكلام فيه غاية في الوضوح.
وهذا المبدأ الذي تتحدث عنه هو ما قدمته لك أولاً، مذاهب الناس في الصفات الاختيارية لله تعالى، وهي صفات الأفعال، فالأشاعرة ينفونها، والسلف يثبتونها، وإنما أنكرها الأشاعرة لأنها يلزم منها -على ما قرره لهم الفلاسفة (هذا الكلام لا أقوله على سبيل التهكم، بل هو محض الحقيقة) - قلت: لأنها يلزم منها على أصولهم التي أصلها الفلاسفة على حدوث الله تعالى، وهذا مرفوض عند جميع المسلمين، وخروجاً من هذا المحذور فقد أولوا جميع صفات الأفعال.
وزيادة للإيضاح فإن هذا الأصل الذي أصَّله الأشاعرة وقد أخذوه من أهل الكلام هو تقسيم العالم إلى قسمين: حادث وقديم، والحادث هو جائز الوجود، والقديم هو واجب الوجود، وكل ما اتصف بصفة فعليَّةٍ ككلام وحركة ورؤية ... إلخ فإنه حادث، ولذا نفوا عن الله تعالى كل الصفات الفعلية التي أثبتها سبحانه لنفسه وأثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم، وظنوا أن الفلاسفة أعلم بالله من الله!!!
وقررتُ هذا الكلام هنا لا لأعلمك إياه، فإني أعلم أنك أعلم به مني، وأظنك قد درستَ -على مذهبك- أن أول واجب على المكلف هو النظر والاستدلال، وعلموك أن دليله ما قصه الله تعالى من قصة إبراهيم عليه السلام وأبيه آزر، وإنما قررت هذا الكلام لأن في باطن كلامك ما لا يجليه إلا تقرير هذه المسألة حين استشكلتَ إطلاق لفظ الحادث، وظننت أنها لا تكون إلا بمعنى (مخلوق).
ولأن هذا الملتقى يرده ويطلع عليه من أهل العلم وغيرهم من أنصاف المتعلمين، ومن عوام الناس، الذين هم على البديهة في فهم الآيات، ولا يحسنون الغوص في مسائل غائصة في الاعتقاد، وإذا سمعوا للوهلة الأولى لفظ (حادث) وأنك أكبرت إطلاقها على القرآن ظنوا ذلك هجراً من القول ومنكراً وزرواً، ولو أنك بينت المراد منها على ما قرره أهل السنة لزال الإشكال الذي استشكلته.
وهذا الأصل المشار إليه قد نقضه أهل الكلام أنفسهم قبل غيرهم، ورد بعضهم على بعض فيه، ثم رد عليهم أهل السنة
وكما تقدم: فقد أحلتك على مليء مليء، وأرجو ألا يطول الكلام حول هذه المسألة، لما قدمه الشيخ د. مساعد الطيار من أن الخلاف في هذه المسألة لن ينتهي، وإذا كنت ترى أنك على صواب فيها = فنحن نرى أننا على صواب، وأظن أننا أسعد باتباع الدليل من أهل الكلام.
واعذرني أخي الكريم في شيء من القسوة التي أبديتها، وما ذاك إلا لأنك قد تلاعبت ببعض الألفاظ الموهمة التي تحمل على أكثر من معنى، وقصرتها على معنى واحد فقط من هذه المعاني، ثم أجلبت بخيلك ورجلك تشنع على أتباع السلف الصالح، وهو ما لا ينبغي من أهل العلم.
والله تعالى أعلم.
¥