تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وظللت كذلك أواجه كل نجاح , ولكن مسألة الاستعداد للامتحان أخذت تزداد قسوة وخاصة في بعض الحالات حين تنضم إلى الحال صعوبة الدراسة والتواء المادة كالذي أعانيه اليوم، فمع خطورة الامتحان وخطورة نتيجته فهو يقرر نتيجة أتعابي وسفري إلى مصر، وإلى جانب ذلك صعوبة المادة، فإني بدأت أضجر من هذا الأسلوب من الدراسة، أجلس ساعات طويلة أمام الكتاب أو الأوراق ثم لا أخرج بشيء يذكر وموعد الامتحان بدأت أحس باقترابه، وليتني اهتممت بأمر امتحان الدنيا هذا الطويل طول العمر ونتيجته أخطر النتائج، اللهم يسر لي وارحمني.

المذاكرة الجماعية

الثلاثاء 18 حزيران 1974م = 27 جمادى الأولى 1394هـ

زارني بعد الظهر في البيت الطالب س , وهو أحد الطلاب الذين يدرسون معي في السنة التمهيدية في قسم علم اللغة، وهو فلسطيني يعمل في إذاعة الكويت , كان قد حضر في أول السنة وأخذ بعض المنهج وغادر منذ الشهر الثاني عشر من سنة 1973، وكان قد حضر منذ الخميس الماضي , هو إلى الآن لم يكتب أي بحث ولم يدرس في المحاضرات , جاء يريد أن يؤدي امتحاناً وينجح، وهو الآن يحاول أن يكمل كتابة البحوث، بحث في لسان العرب وهو وحده يحتاج إلى عمل شهر , وبحث في كتاب المعرب للجواليقي، وأما بحث اللغة العبرية فيقول إنه أكمله , هو يريد إكمال هذه البحوث الآن ويسلمها للأساتذة ثم يحضر الامتحان , حضر إلى البيت ليستفسر مني عن المطلوب وما أخذناه، وعجب من مكوثي في القاهرة كل هذه الفترة , هو يتحدث علناً عما سيدرس بعد إنهاء السنة التمهيدية وأنا غارق في التفكير في الامتحان وكيف سنؤدي الامتحان، غارق في التفكير في هذه المادة المستعصية على الفهم أو الحفظ أحياناً، وهو يعتبر أمر اجتيازه للامتحان مضموناً، وهو يقول إنه سيكتب بحث الماجستير في اللغة العبرية , حضر ليعرض عليَّ أن ندرس سوية، يقول إنه أجَّرَ شقة قريبة من الكلية بمئة جنيه , وحاول إغرائي بأمور مادية وشقة ومكتب وغرفتي نوم، ويقول أنا وحدي فهلا ندرس سوية , طبعاً هذه خطوة يجب ألا أخطوها الآن ولا في غير ذلك من الأزمان، لأني أعرف ما نتيجة مثل هذه المذاكرات المشتركة، هذه عادة اعتدتها منذ زمان لا أومن بالدراسة المشتركة أكثر من استذكار رؤوس الموضوعات وما حولها.

ألم الدمامل

الأربعاء 19 حزيران 1974م = 28 جمادى الأولى 1394هـ

مضى يومان وأنا ضائق بكل شيء، ضَجِرٌ من كل شيء , ولم أستفد خلال اليومين الماضيين من مراجعة الدروس شيئاً، وذلك أن (دُمَّلَة) قد ظهرت تحت ظفر الإصبع الوسطى ليدي اليسرى , وهي صغيرة إلا أنها كانت تؤلمني حتى تكاد أوصالي وأطرافي تتقطع، أشعر بألم في الأطراف وحرارة في الوجه وميلاً إلى النوم من غير نوم , والآن الحمد لله آمل أن يكون هذا اليوم خاتمة أيام الألم لتحل محلها أيام الأمل، ولو أن أيامي كلها أمل بتأييد الله سبحانه وتوفيقه , هذه الدملة الصغيرة آذنتي أشد الأذى وشلت حركاتي، وكنت أبدو كئيباً أشعر بذلك أنا وإن كنت أحاول أن أبدو للناس سويَّ المظهر غير ذي علة , ولكن هذه الدملة الصغيرة قد آذتني، وأحمد الله على العافية ونعمتها , ماذا لو أن مثل هذه الدملة قد ظهرت في أيام الامتحان؟ إذن لكان الفشل قاب قوسين أو أدنى، وماذا لو كانت أشد وما أكثر الدمامل وأنواعها الشديدة التي لا أزال أذكر بعضاً منها أصابت بعض أفراد أسرتنا , وأحمد الله على رحمته وأدعوه أن يسترني بستره الجميل وأن يوفقني في هذا المسعى حتى أجتاز هذه المرحلة التي هي أشد عقبات هذا الطريق فلو فشلت فإني ربما رجعت إلى الأهل غير آمل في العودة، ولو نجحت ولو أن النجاح ليس كل شيء ولكن لو نجحت ويسر الله وسجلت موضوعاً سأكون أشد ارتباطاً بالخطوات التالية، هذه مجرد أمور وتوقعات رهينة بما ييسره الله لأني لا أدري ماذا أكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت! وأي زمان كذلك، والحمد لله.

مقررات الامتحان

الخميس 20 حزيران 1974م = 29 جمادى الأولى 1394هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير