تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لعل الله يجعل هذا اليوم فاتحة خير ونجاة من الهموم التي أخذت تزدحم في صدري , فقد زرت اليوم الدكتور عبد الصبور شاهين صباحاً مع بعض الزملاء الذين يدرسون معي لمراجعة بعض المواضيع معه , إن الدكتور عبد الصبور قد جمع بين العلم والدين، فكان مثال العالم المتواضع فقد أفسح لنا في بيته وأعطى لنا من وقته مع الطلاقة والبشر , وكان من الأمور التي شرحت نفسي أنه حدد المادة بعد أن كانت واسعة، إذ كان مطلوباً منا أن ندرس القسم التطبيقي في كتاب القراءات، أما اليوم فقد حدد فيه المادة بالدراسة النظرية، فكان لهذا التحديد وقع حسن في نفسي إذ خَفَّفَ الهمومَ التي تثيرها كثرة المادة. وحضرت صلاة الجمعة في جامع قريب من بيت الدكتور عبد الصبور في بداية شارع الهرم تقريباً من جهة ميدان الجيزة، وألقى خطبة الجمعة الدكتور عبد الصبور نفسه، فأخذ بالأسماع والقلوب وشدها إليه بقوة، بعد الظهر أي عصر هذا اليوم ذهبت إلى السيد فتحي محمد جمعة المعيد في الكلية ذهبت إلى بيتهم في شارع الزبيدي بمنشية البكري بمصر الجديدة , كان قد استعار مني بحث الكتابة العربية ليقرأه، وظهرت الحاجة إليه في امتحان اللغة العبرية والساميات، وهو يبدو قد انقطع عن الكلية فذهبت إلى البيت ووجدته , لكنه كان عليلاً يشكو من معدته ومن المحتمل أن يُجْرِيَ عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، على كل حال لقيني بكل رحابة ولم أطل المكوث عنده، وأخذت البحث وكان لديه مع البحث كتاب فقه اللغة المقارن للدكتور إبراهيم السامرائي، فأهديته له لِمَا أبدى من حاجة إليه، وعدت أدراجي على أن ابدأ مرحلة جديدة من العمل.

منهج المراجعة الأسبوعي

السبت 29 حزيران 1974م = 9 جمادى الآخرة 1394هـ

منذ يوم 20 من الشهر الجاري حاولت أن أضع منهجاً أسير عليه في الدراسة، وهذا المنهج يتيح لي إعادة قراءة المواد قراءة جدية كل أسبوع مرة أي أن المنهج أسبوعي: السبت والأحد لدراسة مادة القراءات القرآنية وجدول الرموز الصوتية , الحقيقة أن موقفي من هذه المادة جيد تقريباً من الرموز الصوتية خاصة , ويوم الاثنين لدراسة اللغة الانجليزية، وهو وقت كثير على هذه المادة، ولكني أحاول فهمها فهماً جيداً حتى لا تكون معوقاً جانبياً , ويوما الثلاثاء والأربعاء لمادة مناهج البحث، وهي مادة معقدة وزاد في تعقيدها أستاذها حين فرض علينا دراسة ثمانية بحوث مع المذكرة المطبوعة، وهذان اليومان غير كافيين لدراسة المذكرة دارسة جيدة مع ثمانية بحوث، وعليه فإني أحاول أن أسترق بعض الوقت من الدروس الأخرى لأغطي ما تحتاج إليه دراسة هذه البحوث من وقت , وهذه المادة تشغل حيزاً واسعاً من تفكيري وتستأثر بالقسط الأكبر من اهتمامي , ويوم الخميس مخصص لدراسة مادة اللغة العبرية والساميات وكل ما لدينا في هذه المادة مقالتان: الأولى لأستاذ المادة د. الجرح، وهي دراسة مقارنة عن الضمائر في العبرية والعربية، والثانية دراسة لصيغ الزوائد في اللغات السامية (للدكتور إبراهيم أنيس)، ويمكن في هذا الموضوع الأخير أن نستفيد من محاضرات الدكتور الجرح للفرقة الثالثة بكلية دار العلوم عن الفعل في اللغتين العربية والعبرية، إضافة إلى هاتين المقالتين فإن كل طالب منا مطالب بالبحث الذي كتبه، وكنت قد كتبت بحثي في أصل الكتابة العربية، هذا من حيث التقسيم الأسبوعي للمواد، وأما من حيث الوقت الذي أقضيه في دراسة كل مادة خلال اليوم الكامل فأحاول ألاّ يقل عملي عن ثماني ساعات، وهي موزعة بصورة تقريبية أربع ساعات في الصباح واثنتان عصراً حتى الغروب واثنتان في الليل، وإن كانتا أضعف ساعات الدراسة صفاء، لأن النعاس يداهمني مبكراً دائماً، ومن الله العون.

الساعة

الأحد 30 حزيران 1974م = 10 جمادى الآخرة 1394هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير