تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذ إن المصلح قال إنها تحتاج إلى تنظيف، وقضيت ساعة أو ساعتين في تفكيكها وغسلها، ولكنه غسل غير جيد، وبعد ذلك ركبتها وتحركت عقاربها، واستبشرت خيراً، لكنها هذه المرة أخذت تسرع أكثر مما يلزم، فأخذت تقدم في الوقت ساعة كل أربع ساعات أو خمس، فأقلقني الأمر مرة أخرى , وقلت أسلمها لمصلح آخر، وبدأت تراودني فكرة أخرى، وهي أن أشتري ساعة رخيصة لحين رجوعي بعون الله إلى العراق فأسلمها لمصلح أمين، و نزلت إلى السوق عصر هذا اليوم والفكرتان تدوران برأسي، وبعد طول تفتيش عثرت على مصلح، فقال إنه لا يمكنه تصليحها، وآخر يطلب أن تبقى عدة أيام، ولكني تذكرت ما يقال، وأخيراً ذهبت إلى شركة عمر أفندي الحكومية، واشتريت ساعة جديدة بـ (11,25) جنيهاً من نوع انتيكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الطوابير

الثلاثاء 2 تموز 1974م = 12 جمادى الآخرة 1394هـ

منذ أن نزلت مصر وأنا أشاهد الصفوف الطويلة واقفة أمام محلات المواد الاستهلاكية الحكومية التي تسمى جمعيات، وهذه الصفوف يسميها المصريون " الطوابير " وكل شيء بالطَّبُور، ولعل أبرز أسباب هذه الطوابير الاختناقات في توزيع السلع وانقطاع عرضها في السوق بكميات مناسبة فترة طويلة، فإذا ما نزلت تدافع الناس رجالاً ونساء على أبواب الجمعيات حتى الاختناق للحصول على أكبر قسط منها، السكر والشاي والدهن والرز والصابون والكبريت (الشخاط) ومواد أخرى غيرها، كل هذه المواد تتعرض لتلك الظاهرة، والحكومة تعلن كل يوم عن توفير المواد الاستهلاكية الضرورية للطبقات (المسحوقة) ولكن ذلك مجرد كلام " جرائد " مضى أكثر من أسبوع ونحن نبحث في القاهرة عن علبة كبريت، ولكن بدون جدوى فقد أوشكت علبة الكبريت التي اشتريناها منذ زمن أوشكت على النفاد، وإذا نفدت فمعنى ذلك أننا سنظل من غير أكل ولا طعام, والصابون: صابون الملابس نفد من الأسواق هو الآخر، ونفذ بالنتيجة من البيوت، ويكاد الوسخ يقتلنا، وعندما نطلب من الشغالة أن تغسل الملابس الوسخة تتعذر بعدم وجود الصابون، وليس هذه الظاهرة على ما يبدو وقفاً على مصر وحدها، فقد شاهدنا في العراق في السنوات الأخيرة هذه الظاهرة، نعم بصورة غير منتظمة , فإذا كان الناس هنا يقفون بالطوابير فإنهم في العراق يتدافعون من غير نظام، ولا تزال مناظر التدافع أمام محلات بيع البيض مطبوعة في ذاكرتي، ولا أدري أين يتجه العالم خلال هذه الأزمات الاقتصادية والغلاء المتلاحق.

ارتفاع إيجار الشقق

الأربعاء 3 تموز 1974م = 13 جمادى الآخرة 1394هـ

لا أزال أذكر الأسبوع الأول من نزولي القاهرة , فقد قضيت ذلك الأسبوع مع الأخ خليل في جري دائم طوال اليوم نبحث عن سكن، كان ذلك في بداية الشتاء ومعنى ذلك أن الشقق ربما تكون متوفرة وبأسعار متهاودة , قبل موسم الاصطياف، ومع ذلك ظللنا ندور حتى يوم 4/ 12 حين أجرنا الشقة التي ننزل فيها الآن، وهي جيدة لا شك وتبين أن إيجارها رخيص بالنسبة إلى غيرها، رغم أنه (37) جنيها وهي ذات حسنات، مع عدم خلوها من المساوئ، المهم أن الله يسر لنا وسكنا خلال أسبوع، كان ذلك في فصل الشتاء , أما اليوم فالإنسان لا يجد مسكنا إلا بشق الأنفس بكل معنى الكلمة , كان الأخ المهندس أحمد كاظم الراوي قد قدم قبل نهاية الشهر الخامس في دورة تدريبية هنا في المكتب العربي للتصاميم الاستشارية لمدة ستة أشهر، نزل في بادئ الأمر عندنا وظل منذ نزوله يبحث عن شقة حتى يأجرها انتظاراً لوصول زوجته وأطفاله، وظل يبحث حوالي عشرين يوماً وأَجَّرَ شقة في مدينة مصر الجديدة بخمسة وخمسين جنيهاً، وكان الاتفاق لمدة ثلاثة أشهر، ولكن ظهر له أنها غير ملائمة لهم، وبدأ يبحث من جديد، ووجد شقة خلف نادي الصيد، وأوشك أن يتعاقد مع صاحبها، ولكنها هي الأخرى غير ملائمة، ولا يزال يدور وأهله مع أولاده قد وصلوا، ومشكلة السكن اليوم مشكلة كل وافد إلى مصر، وسبب كل هذا البلاء هم المصطافون وخاصة من الكويت والسعودية ودول الخليج العربي، فهؤلاء بالإضافة إلى إشغالهم الشقق الكثيرة يرفعون الأسعار، إذ إن الواحد منهم لا يهمه أن يؤجر الشقة بمئة أو أكثر لمدة شهر يمتع نفسه المتع الحلال والحرام خلالها.

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b7e76301676f.jpg

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير