تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مع المهندس أحمد كاظم الراوي – أعلى برج الجزيرة في القاهرة

15/ 6/1974م

(رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا حالياً)

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b7e7630081af.jpg

الدكتور أحمد الراوي - صورة حديثة من الإنترت

أقراص مهدئة

الخميس 4 تموز 1974م = 14 جمادى الآخرة 1394هـ

بدأت علامات الضجر من الدراسة تظهر عليَّ , ولاشك أن ذلك من أسوأ البلايا الآن، إذ معنى ذلك إضاعة أوقات بدون فائدة , ولكن لا تزال أخطر مشكلة أعانيها وأظن أني لن أفارقها قبل انتهاء الامتحان وهي مشكلة عدم إمكانية النوم عند الظهيرة، فلا أزال أقضي ثلاث ساعات كل ظهيرة متمدداً من غير نوم ولا عمل، ثم إني حين أواصل العمل آخر النهار أجد نفسي ضعيفاً، فلا أستطيع أن أقضي في الليل إلا ساعات قليلة، والنعاس يغلبني وأنام مبكراً، لأستيقظ في الصباح التالي متعباً، ولأبدأ متعباً وأنتهي متعباً، وتتراكم الأتعاب، ومن أسباب فقدان نوم الظهيرة ولا شك قرب الامتحان، والتفكير في مشاكله ونتائجه هو بعض أسباب هذه الظاهرة، ثم إني نتيجة لذلك بدأت أتذكر الأهل بصورة مستمرة، وأنا أقرأ تطفر بين السطور ذكرى تنقلي إلى ساحة الدار أو قريباً من مدينتنا , وأخيراً قلت لأستعين بالأقراص المهدئة لعلي أنام في الظهيرة أو أجد تخفيفاً من بعض هذا العناء الذي هو في ازدياد، واشتريت علبة من تلك الأقراص وتناولتها اليوم، تناولت حبة واحدة ولكني لم أنم , ولعل الله ييسر وأستمر أحبو في العمل حبواً حتى أصل الامتحان وتتقرر النتيجة، أنا الآن أخشى أن يتحول هذا الضجر إلى سأم وقنوط، ثم إلى إهمال للعمل بتلك الحجج، ولكني لم أزل أحسب لنتيجة الإهمال حسابها وللفشل حسابه، وكل هذه تدفعني إلى العمل وتلك تجذبني، وهكذا أنا بين شد وجذب، والله المستعان.

مسجد الجمعية الشرعية

الجمعة 5 تموز 1974م = 15 جمادى الآخرة 1394هـ

مضيت صباح هذا اليوم إلى بيت الدكتور عبد الصبور شاهين فقد وعدنا أن نلتقي به أنا وزملائي الذين يدرسون معي في قسم علم اللغة في دار العلوم , أمضينا ساعتين عند الدكتور عبد الصبور، كنا خمسة، وهناك آخرون لم يحضروا , كنا نناقش بعض الموضوعات في المادة المطلوبة من كتاب الدكتور عبد الصبور (القراءات القرآنية) نقاشاً غير جاد، بعد ذلك مضينا لسبيلنا، ولو أننا قبل أن نفترق ناقشنا موضوع البحوث المطلوبة في امتحان الدكتور بشر، كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهراً، واليوم الجمعة، كنت في ميدان الجيزة وبالقرب من مسجد الجمعية الشرعية لأنصار السنة المحمدية , فقلت فرصة طيبة لكي أصلي الجمعة في هذا الجامع الذي صليت فيه جمعة من قبل، هم فعلا يحاولون أن يقتدوا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم, يحاولون أن يصلوا الجمعة كما كانت تصلى في زمانه صلى الله عليه وسلم، الجامع بسيط لا تظهر عليه آثار الترف والحضارة والنقوش، فراشه بسيط، عندما يدخل المصلي لانتظار الصلاة يمكن أن يشغل نفسه بالتسبيح والذكر أو بقراءة القرآن منفرداً من غير أن يرفع صوته، فليس في الجامع قارئ يقرأ على الناس يوم الجمعة كما نجد في كثير من الجوامع، وإذا حان وقت الصلاة كان هناك أذان واحد يرتقي بعده الخطيب المنبر من غير أن يصلي الناس سنة قبل الصلاة، وبعد أن يكمل الخطيب خطبته ينزل وتقام الصلاة، فإذا كانت السُّنَّة كذلك فلماذا لا تكون سنة المسلمين في كل مساجدهم وكل بلدانهم؟

بين التفاؤل واليأس

السبت 6 تموز 1974م = 16 جمادى الآخرة 1394 هـ

بدأت أعجب من نفسي ومما أجدها فيه من أحوال لا تكاد تستقر على شيء منها، فهي في عراك دائم مع أفكار شتى كثيرة، ولا أجانب الواقع حين أقول إن الامتحان وهمومه مبعث كل تلك الأفكار المتضاربة , لا شك في أن الإنسان لا ينقطع على التفكير لحظة في حال يقظته، ولكنه في أحواله الاعتيادية يفكر بهدوء ومن دون اضطراب، أما أنا هذه الأيام فكل شيء مختل وغاب عنه رشده، أقف لحظات فتظلم الدنيا بعيني وأيأس من نتيجة الامتحان، وأتذكر لحظة وأقول ألا تتقي الله وترضى بقضائه، إذ إن هذا الامتحان ونتيجته لا تساوي شيئا إلى جانب رحمة الله ورضاه , ولا تدري لعلك حيث الآن أو قريب [؟] فما هذا القلق على المستقبل، وأهدأ بفضل الله، ولكن ذلك الهدوء لا يكاد يمضي طويلاً، ثم أجد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير