ـ[نورة العنزي]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:54 م]ـ
يرحم الله شيخنا الفاضل.
جعل الله سبحانه في هذا الموضوع الذي أثير، إظهاراً لحسنات الشيخ،ورفعاً لذكره هاهنا، وهذا من فضل الله على الشيخ رحمه الله-وإن كان قد يُزعم أن المقصد من ذلك حسن وهو النقد المثمر، إلا أن الله تعالى أراد له خيرا ليبين طلابُه ومَن استفاد منه الإجاباتِ على المزاعم التي تذكر وتُبين الحقيقة منها.
وقد كان من منهج الشيخ- رحمه الله -وحرصه أنه يحذر من الخوض في باب الصفات ويكرر ذلك كثيرا ليس في التفسير فحسب؛ بل متى ما كان الوقت مناسبا لذلك في الحديث وغيره، ناصحا للأمة ومشفقا على أن يقع الناس فيما وقع فيه بعض المبتدعة فجزاه الله عنا خير الجزاء.
وكان فعله ذاك مثيرا لغيض وحنق بعض هؤلاء!
إذ كيف يركز الشيخ على جانب الصفات خاصة-رحمةً بالأمة أن تزل في ذلك-؟ وكيف يقيس القاعدة من الكلمة التي قالها الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول .. " على جميع الصفات؟
ما هذا الذي يفعله الشيخ من تعليم الناس بالالتزام بالإثبات للصفات وعدم التمثيل وفقا لهذه الآية: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"؟؟
وكيف هذا الشيخ –يرحمه الله-ينقل من الشيخ قبله ويكثر النقل عنه؟؟
ذلك الشيخ الذي رد وأقنع وسهل الطريق على من بعده من العلماء في الرد على من خالف الكتاب والسنة ومن جعل العقل هو الحاكم-ذلك العقل المسكين-، وقعَّد رحمه الله القواعد التي يقبلها كل طالب حق ..
ذلك الشيخ ملقم المبتدعة الحجر!!!
وقد اشتهر في كل زمان ومكان، حتى وصل لهذا المنتدى المبارك فصار يُطرق اسمه في غالب الصفحات، في مواضيع الصفات لأنه لا يُنكَر فضلُه في هذا الجانب، وما ذلك إلا لحسن عمله ونشهد نحن على ذلك ..
وهذا من فضل الله على ذلك الشيخ الفاضل-رحمه الله- وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
وسيبقى علم الشيخ منتفعا به بإذن الله، ولن يندثر، فسنة الله في عباده باقية أن من كان عمله خالصا قبله الله منه وأظهر للناس حسن عمله، وهذا ما نراه ونشاهده من صنيع الشيخ ولا نزكي على الله أحداً، فقد قام بنصر الدين بعلمه واستقى العلماء من نهر علمه، وقمع البدع ورد حجج أصحابها بردودٍ فتح اللهُ عيه بها، حتى أراد أعداءُ أنفسِهم من المبتدعة حرقَ كتبه لقوتها عليهم، وليسوا هم حزبا واحدا من المبتدعة إنما هم أصناف وأحزاب، وكل منهم قد ذاق من الشيخ الويلات في حياته وبعد مماته، وأغاظ الله به قلوبَهم، ولكل فرقةٍ ما يناسبها من ردود الشيخ، فلا عجب أن يطالبوا بإقصائه، وجعله وأقوالَه في عالم النسيان والتهميش.
ويأبى الله تعالى إلا أن تبقى تلك النفائسُ من الكتب التي ألفها، ينهل العلماءُ منها، وتلك القواعد والكلمات التي قالها تذكر في كل مجال من مجالات العلم؛ من تفسير وفقه وعقائد، فيرددها محبوه والمستفيدون منه -وما أكثرهم- ..
فجهود الشيخ لا تنكر، وبذلُه للعلم والعلماء أحق أن تذكر، وشُهُبه على المبتدعة تُذلُّ وتقهر، فلله درُّه من شيخ مظفَّر. (إنه الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء).
.................................................. ..............
وممن نهل من معينه الطيب الذي أبان فيه فقه الكتاب والسنة، شيوخُنا -رحمهم الله تعالى، وحفظ الأحياء منهم-.
ومن أكثرهم شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- وذلك واضحٌ بين.
فهل في ذلك ما يغيظ؟؟
أن يأخذ العالم من كلام من سبقه من العلماء، والذين بينوا الحق وبذلوا أعمارهم في نصر هذا الدين، ويحفظ له حقهم ويبين فضلهم للناس، هل في هذا ما يغيظ؟؟
آن كانا مشفقَين على المسلمين أن يقعوا في الزلل كما وقع أهل البدع-نسأل الله السلامة-، فجعلا يكثران من الحديث عن موضوع الصفات ويحذران الناسَ من المهلكة, هل كانا مخطئَين؟!
شكر الله لهما سعيهما، فوالله لقد أحسنا، وجعل اللهُ مسكنَهما وعلماءَنا جميعا جناتِ النعيم.
ثم إنه ما كان منَّا بعد هذه المواضيع التي أثيرت هنا؛ إلا رجوعاً متكررا إلى كتب الشيخين لنتعلم منهما كيفية الرد على مؤولي الصفات.
والشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- يردد كثيراً القواعد في هذا الجانب كلَّ ما سنحت له الفرصة حتى يكاد الطلاب أن يحفظوها حفظاً.
¥