تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2010, 08:34 م]ـ

وفقكم الله جميعاً لكل خير.

أشكر أخي محمد براء وأشكر جميع المعلقين على الموضوع.

الفائدةُ العلميَّةُ حصلَت، وقد ذكر الأخ أبو المنذر ما يفيد باستدراك الشيخ على نفسه، والمسألة فيها سعة من هذا الجانب.

وما تمت الإشارة إليه من الزميل أبي سعد الغامدي والبقية من ضرورة مراعاة العبارات واختيار أحسنها، وأدلِّها على المقصود أدبٌ أدعو إليه منذ بدأ هذا الملتقى وسأظل أذكر به دوماً، فنقرن بين العلم والأدب، ونتعلم هذا وهذا معاً. وهذا موضع يتعلم فيه كل واحد منا الأمرين معاً، وقد سبق لي أن تذاكرت مع أخي محمد براء في ذلك، ولا أظن أنه ينقص من قدر الموضوع علمياً أن يطرح طرحاً هادئاً مؤدباً، فإن ذلك يشرح الصدر لقبوله، ويرد المعاند للحق، ويربي القراء المبتدئين على حسن الأدب، وانتقاء العبارة الأولى.

وينبغي أن نكون قدوة أيها الأحباب في اختيار العبارات، والتأمل في أفضلها، وهذا معنى: (يقولوا التي هي أحسن) وليس مثلي من يعلم أمثالكم أيها الفضلاء.

أسأل الله أن يجمَّلنا بالتقوى، وأن يهدينا للتي هي أقوم في ما نقول ونكتب ونعمل.

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[22 Feb 2010, 10:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

التنبيه إلى خطأ وقع فيه العلامة ابن عثيمين في قوله تعالى: " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ "

قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية، عند قول السفاريني:

ففعلنا نحو الركوع محدث=وكل قرآن قديم فابحثوا

" (وكل قرآن قديم): والصحيح أن القرآن حادث؛ يتكلم الله به حين إنزاله، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....

وهذا في القرآن صريح، قال تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2).

وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله: (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله، وهذا تحريف؛ لأن (محدث) اسم مفعول، ونائب الفاعل فيه يعود على الذكر لا على الإنزال، فقوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو: أي الذكر، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف ". ا. هـ كلامه بلفظه.

قال مقيده عفا الله عنه: تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن، هو تفسير أئمة أهل السنة، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير.

1) قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في رده على استدلال الجهمية بهذه الآية على أن القرآن مخلوق: " " فوجدنا دلالة من قول الله مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلىعبا النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فعلمه الله فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم " (1).

2) وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في رده عليهم: " وأما تحريفهم: (مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما علَّمهُ الله ما لم يكن يعلم " (2).

3) وقال حرب الكرماني: سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ): " قديم من رب العزة محدث إلى الأرض " (3).

4) وقال الإمام اللغوي الأديب أبو محمد بن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى: "المحدث ليس هو في موضوع بمعنى: مخلوق، فإن أنكروا ذلك فليقولوا في قول الله: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] أنه يخلق، وكذلك: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113] أي: يحدث لهم القرآن ذكراً، والمعنى: يجدد عندهم ما لم يكن، وكذلك قوله: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} [الشعراء: 5] أي: ذكر حدث عندهم لم يكن قبل ذلك " (4).

5) وقال إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس، ويذكرهم به ويعظهم إلا استمعوه، وهم يلعبون لاهية قلوبهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير