ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[27 Feb 2010, 12:26 م]ـ
والرواية تذكر خيرية العلم
1) البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو قال: أخبرني سعيد بن جبير قال:
قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر؟ فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ ..
في الفتح:
2) وعند عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير فقال:
"ما أجد أحدا أعلم بالله وأمره مني ".
وهو عند مسلم من وجه آخر عن أبي إسحاق بلفظ: "ما أعلم في الأرض رجلا خيرا أو أعلم مني ".
قال بن المنير: ظن ابن بطال أن ترك موسى الجواب عن هذه المسألة كان أولي قال عندي أنه ليس كذلك بل رد العلم إلى الله تعالى متعين أجاب أو لم يجب فلو قال موسى عليه السلام: "أنا والله أعلم " لم تحصل المعاتبة. وإنما عوتب على اقتصاره على ذلك؛ أي لأن الجزم يوهم أنه كذلك في نفس الأمر، وإنما مراده الأخبار بما في علمه كما قدمناه. والعتب من الله تعالى محمول على ما يليق به، لا على معناه العرفي في الادميين كنظائره.
قال ابن حجر: قوله: "هو أعلم منك " ظاهر في أن الخضر نبي، بل بني مرسل إذا لو لم يكن كذلك للزم تفضيل العالي على الأعلى وهو باطل من القول.
ولهذا أورد الزمخشري سؤالا وهو دلت حاجة موسى إلى التعليم من غيره أنه موسى بن ميشا كما قيل إذ النبي يجب أن يكون أعلم أهل زمانه.
وأجاب عنه بأنه لا نقص بالنبي في أخذ العلم من نبي مثله.
قلت: (والقائل ابن حجر): "وفي الجواب نظر لأنه يستلزم نفي ما أوجب (من أنه أعلم أهل زمانه).
والحق أن المراد بهذا الإطلاق تقييد الاعلمية بأمر مخصوص؛ لقوله بعد ذلك إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه.
والمراد بكون النبي أعلم أهل زمانه أي ممن أرسل إليه ولم يكن موسى مرسلا إلى الخضر.
وإذاً فلا نقص به إذا كان الخضر أعلم منه أن قلنا أنه نبي مرسل أو أعلم منه في أمر مخصوص أن قلنا أنه نبي أو ولي.
وينحل بهذا التقرير اشكالات كثيرة.
ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر: قوله (وما فعلته عن أمري):
وينبغي اعتقاد كونه نبيا لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم أن الوالي أفضل من النبي حاشا وكلا.
( .... )
وقال: واستدل به على أن الخضر بني؛ لعدة معان قد نبهت عليها فيما تقدم كقوله: (وما فعلته عن أمرى)، وكاتباع موسى رسول الله له ليتعلم منه وكأطلاق أنه أعلم منه وكإقدامه على قتل النفس لما شرحه بعد وغير ذلك.
==================
وأما مستمسكات الباطنية التي اعترضت على انها لا تلزم .. فقد استندت في كثير من أباطيلها إلى ذلك الخفاء المدلهم في قصة الخضر عليه السلام من أنه ليس بنبيء، ولم تحدد صفته الشرعية؛ أي نوع من العباد هو ..
وإليك بعض هذه الأقوال التي لا تليق بدين محمد صلى الله عليه وسلم:
قال النووي في شرح مسلم:
"جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة.
وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر.
وقال الشيخ أبو عمر بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك.
قال: وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. قال الحبري المفسر وأبو عمرو: هو نبي. واختلفوا في كونه مرسلاً.
وقال القشيري وكثيرون: هو ولي.
وحكى الماوردي في تفسيره ثلاثة أقوال: أحدها نبي، والثاني ولي، والثالث أنه من الملائكة وهذا غريب باطل.
قال المازري: اختلف العلماء في الخضر هل هو نبي أو ولي؟.
قال: واحتج من قال بنبوته بقوله: (وما فعلته عن أمري) فدل على أنه نبي أوحي إليه وبأنه أعلم من موسى ويبعد أن يكون ولي أعلم من نبي.
وأجاب الاَخرون بأنه يجوز أن يكون قد أوحى الله إلى نبي في ذلك العصر أن يأمر الخضر بذلك.
وقال الثعلبي المفسر: الخضر نبي معمر على جميع الأقوال محجوب عن الأبصار يعني عن أبصار أكثر الناس
قال: وقيل إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن.
وذكر الثعلبي ثلاثة أقوال في أن الخضر كان من زمن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم أم بعده بقليل أم بكثير .... ".
لو قلنا بنوءته لذهب كل ذلك الباطل الذي تخلل الحق قروناً أدراج الرياح!.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:15 م]ـ
أخي عصام. كلها استنتاجات تحتمل الدفع. وما سقته في آخر مداخلة هو كلام ابن حجر الذي يرى أن الخضر نبي.لكن لا يلزم شيء مما استدل به ابن حجر لا من حيث الدلالة على انه نبي ولا سد الذريعة على أهل الباطن.
الخضر ميت لا أشك في ذلك ومن قال بحياته فإنما قال ذلك لأنه فاته الحديث الصحيح عن النبي بوفاة كل بشر كان حيا قبل ماية عام.
ونبوة النساء هي عند ابن حزم والقرطبي وابوالحسن الأشعري. وقد أجابوا عن كونهم اناث.
أما القول بأنه قد يكون محدث فإنه لا يمكنني ولا يمكنك الجزم بأنه أعلى من ذلك.
وما قلته عن الأنبياء زمن طالوت وذوالقرنين يحق لأي شخص أن يقول لك وما أدراك لعله كذلك كان ينفذ أمر نبي؟
أما الإستدلال بقول أهل الكتاب فلا يلزمنا ولو لزمنا لجعلنا داود ليس نبيا وأثبتنا النبوة لغيره.ولكن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما لا علم لنا به.
قصة الراهب فيها أنه قال للصبي من أبوك فأجابه. وكذا الطفل الذي يرضع من أمه فإنه قد أخبر بحال الرجل والجارية.
أما عزير فلا أعلم من قال من أهل شرعتنا بنبوته. وكتب أهل الكتاب لا يعول عليها إثباتا ولا نفيا.
¥