ولكي يتضح لي وللجميع أرجو أن تجعله على شكل نقاط.
فتقول مثلا الجواب عن الدليل الأول كذا.
والجواب عن الدليل الثاني كذا.وهكذا.
حتى نستفيد من نقاش أهل العلم في الموضوع.
أما كلمات الأحاديث التي نقلت؛ فلا ترد قوله: " وما فعلته عن أمري" ولا ترد بقية الأدلة.
وغاية ما في تلك الأحاديث أن هناك "مكلمون" -بالفتح - و"محدثون" كذلك، في الأمم السابقة، وأنه إن يكن من هذا الصنف أحد من هذه الأمة فعمر، ولا علاقة لهذا بنبوة الخضر.
والله تعالى أعلم.
حسنا أخي الكريم. لك ما أردت.
"
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها:
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة؛ وهو دليل استقرائي."
الرحمة والعلم في القرآن لم يكن مقتصرا على الأنبياء بل ورد في غيرهم أيضا.
فالدليل في ذلك:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف/65]
هذأ وجه الدلالة
يقابله في نفس السورة:
في نفس القصة:
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف/82]
وقبلها:
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [الكهف/10]
وبعدها قصة ذو القرنين (لا ندري نبي هو أم لا)
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]
أما العلم:
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام/91]
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة/247]
قال:"2 - قوله: "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي."
ليس شرطا أن يكون وحيا مباشرا, وانما هو علم أطلعه الله عليه وكلفه به , ولم يكلف به غيره مما نعلم.
وسقت الحديث لأدلل أن ذلك ليس دليلا كافيا
وهذا قول ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح الكلمة:"فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 485)
قَوْله: (مُحَدَّثُونَ)
بِفَتْحِ الدَّال جَمْع مُحَدَّث، وَاخْتُلِفَ فِي تَأْوِيله فَقِيلَ: مُلْهَم، قَالَهُ الْأَكْثَر قَالُوا: الْمُحَدَّث بِالْفَتْحِ هُوَ الرَّجُل الصَّادِق الظَّنّ، وَهُوَ مَنْ أُلْقِيَ فِي رُوعه شَيْء مِنْ قِبَل الْمَلَأ الْأَعْلَى فَيَكُون كَالَّذِي حَدَّثَهُ غَيْره بِهِ، وَبِهَذَا جَزَمَ أَبُو أَحْمَد الْعَسْكَرِيّ. وَقِيلَ مَنْ يَجْرِي الصَّوَاب عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر قَصْد، وَقِيلَ مُكَلَّم أَيْ تُكَلِّمهُ الْمَلَائِكَة بِغَيْرِ نُبُوَّة، وَهَذَا وَرَدَ مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا وَلَفْظه " قِيلَ يَا رَسُول اللَّه وَكَيْف يُحَدَّث؟ قَالَ تَتَكَلَّم الْمَلَائِكَة عَلَى لِسَانه " رَوَيْنَاهُ فِي " فَوَائِد الْجَوْهَرِيّ " وَحَكَاهُ الْقَابِسِيّ وَآخَرُونَ، وَيُؤَيِّدهُ مَا ثَبَتَ فِي الرِّوَايَة الْمُعَلَّقَة. وَيَحْتَمِل رَدّه إِلَى الْمَعْنَى الْأَوَّل أَيْ تُكَلِّمهُ فِي نَفْسه وَإِنْ لَمْ يَرَ مُكَلِّمًا فِي الْحَقِيقَة فَيَرْجِع إِلَى الْإِلْهَام، وَفَسَّرَهُ اِبْن التِّين بِالتَّفَرُّسِ، وَوَقَعَ فِي مُسْنَد " الْحُمَيْدِيّ " عَقِب حَدِيث عَائِشَة " الْمُحَدَّث الْمُلْهَم بِالصَّوَابِ الَّذِي يُلْقَى عَلَى فِيهِ " وَعِنْد مُسْلِم مِنْ رِوَايَة اِبْن وَهْب " مُلْهَمُونَ، وَهِيَ الْإِصَابَة بِغَيْرِ نُبُوَّة " وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَنْ بَعْض أَصْحَاب اِبْن عُيَيْنَةَ " مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ " وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " قَالَ إِبْرَاهِيم - يَعْنِي اِبْن سَعْد رِوَايَة - قَوْله مُحَدَّث أَيْ يُلْقَى فِي رُوعه " اِنْتَهَى، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث " إِنَّ اللَّه جَعَلَ الْحَقّ عَلَى لِسَان عُمَر وَقَلْبه " أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر، وَأَحْمَد مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث بِلَال، وَأَخْرَجَهُ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث مُعَاوِيَة وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ عِنْد أَحْمَد وَأَبِي دَاوُدَ " يَقُول بِهِ " بَدَل قَوْله " وَقَلْبه " وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم، وَكَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث عُمَر نَفْسه."
فالذين جعلوا الوحي دليل النبوة جعلوا مريم وأم موسى أنبياء كابن حزم رحمه الله.
وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:"وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا"صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني رحمهم الله جميعا
الثالثة:
"3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي."
الوحي المجرد لا يثبت النبوة. ونحن نعلم من الوحي عن طريق القران والسنة.
وموسى علي السلام يوحى اليه ولم يعلمها.
الرابعة:"4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم."
لم يأتي الخضر بشيء يخالف الشريعة بل ما أمره الله والذي كلف به.
¥