ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Mar 2010, 09:54 ص]ـ
أخي عصام , ليس ذلك من النبوة , فوحي التشريع والتكليف هو المختص بالنبوة , ولكن اللله عز وجل أجرى على أيدي الناس من الكرامات , وأعطاهم من النعم أشياء ,وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أنقطع الوحي إلا ما تعلق به من الرؤيا الصالحة.
وفي المداخلة اللاحقة -إن شاء الله - سأتعرض لموضوع ما ذكر في هؤلاء وفي الرد على موضوع نبوة مريم وأم موسى عليهم السلام جميعا , إذ أنه من أثبت نبوة الخضر بتلك الطريقة لا بد أن تكون أم موسى نبية عنده وكذا أم عيسى عليه السلام, لذا وجب أن نناقش ما يميز بين ذلك كله.
أخي مجدي حياك الله ..
أنت تقول: هذا من النبوءة .. وهذا ليس من النبوءة .. بلا دليل ..
أو أن دليلك غير واضح لي وللأخ إبراهيم وقد ذكرنا لك ذلك أكثر من مرة.
أرجو أن لا تنفي إلا بدليل واضح.
ولا يكفي ما ألمحت إليه من أننا نؤمن بالنبوءة على قسمين: مجمل ومفصل، فهذه قاعدة مسلمة .. ولكنها خارج محل النزاع.
وأرجو أن يكون مفهومنا للنبوءة شاملاً ومحدداً .. غير مجتزأ ..
ولنعرف الداخل فيه والخارج منه.
أنا عندي دليل واضح أن كلام الرضيع من النبوءة .. إضافة إلى ما سبق ..
وسأورده في مشاركة مستقلة تحت هذا الموضوع .. إن شاء الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:11 م]ـ
تحرير المصطلحات ضروري جدا لفهم المسألة ومعرفة نقاط الاختلاف والاتفاق:
النبوة، النبي، المحدث، الملهم، الكرامة، المعجزة، الولاية، الولي
الخلط بين هذه الأمور هو سبب الخلاف
وفق الله الجميع للصواب
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:17 م]ـ
حياك الله أبا سعد:
هذا الدليل الذي ذكرته في مشاركتي السابقة ينقسم إلى نقاط:
1= أن النبوءة ليست شيئاً واحداً غير قابل للتجزئة.
2= أن النبوءة أجزاء أو درجات.
3= أن النبوءة متفاضلة بين النبيئين أنفسهم، لا في ذات النبوءة، ولكن في خصائصها.
4= أدنى أجزاء النبوءة أو درجاتها " الرؤيا الصالحة "، يراها المؤمن أن ترى له، ويكفي قوله الكريم: " ... جزءاً من النبوءة".
5= نسبة الرؤيا من النبوءة ذكرها النبيء صلى الله عليه وسلم، وهي: "جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوءة". كما هو الوارد في أكثر الروايات عند أكثر الصحابة الكرام رضي الله عنهم، بل جزم بذلك أبو هريرة، في رده على ابن عباس الذي ذكر في حضرته أنها: "ستين".
6= ذكر النبيء صلى الله عليه وسلم، أن " الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزءٌ من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة".
7= نسبة العمل من النبوءة أكبر من نسبة الرؤيا (25 من 46)، لأن العمل هو نصف ما تطلبه النبوءة، وهو الجزء الذي يقتضيه الإيمان.
8= نقل ابن حجر أن الحليمي ذهب إلى أن أجزاء النبوءة هي أنواعها، قال: وذكرها .. ؛ بمعنى أن الرؤيا مثلاً هي نوع من أنواع النبوءة .. والنفث في الروع نوع، والصلصلة نوع، والتمثل في شكل بشري نوع، والظهور على الهيئة الملكية نوع ... وهكذا .. وهي كلها مجتمعة في الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولعل التحديث نوع "قد كان فيمن قبلكم محدثون" .. وهو مقصور في هذه الأمة على عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه، وفي النبيء من باب الأولى.
9= بين (الرؤيا الصالحة: جزء من ستة وأربعين من النبوءة) والنبوءة الكاملة التي تجلت في أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم = أجزاء كثيرة ودرجات بعيدة، لنقل: (أربعة وأربعون جزءاً).
10= لا شك أن كلام الرضيع في يقظته أكثر من جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوءة.
11= ولا شك أن أمر الخضر عليه السلام أوضح وأصرح من كلام الرضيع .. وأقرب إلى النبوءة الكاملة ذات الأجزاء الكثيرة، إن لم تكن إياها ..
12= لم نسمع بعد النبيء محمد صلى الله عليه وسلم عن نبوءات صحيحة كاملة، ذات دلائل، كأن يكون طفل تكلم في المهد، كما كان يقع قبل ختم النبوءات به صلى الله عليه وسلم.
13= قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل بن رافع عن رجل عن عبد الله بن عمرو قال: من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه. لأن الوحي الكامل انقطع بعده صلى الله عليه وسلم وما بقي إلا المبشرات، وما بقي إلا التشبه والتأسّي.
ولا زلت أكرر أن البحث مفتوح للجميع .. ليتفضلوا بما عندهم .. من علم .. فادخار العلم مصيبة المصائب!.
والله أعلم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[04 Mar 2010, 01:23 م]ـ
بعيداً عن جدال الأخ مصطفى ــ حيث أصبح ما يقوله لا يمت للنص والسياق بصلة ــ أقول:
هناك خلط بين الوحي والنبوّة، وكذلك هناك خلط بين التنبيء بالغيب والنبوّة. فالإلهام نوع من الوحي، وكذلك الرؤيا الصادقة، وكذلك حديث الملك للإنسان، كما في الحديث الشريف، وصور أخرى من الوحي لا نعلمها، كما في قصة أم موسى. والوحي قد لا يكون فيه تنبيء بغيب وقد يكون.
أما النبوة بالمعنى الاصطلاحي فهي اصطفاء رباني وتكليف للقيام بوظيفة. ويكون النبي مؤيداً بالوحي ومنبأً بالغيوب.
من هنا وجدنا الخلاف المحتدم هنا؛ فمن قال بالنبوة لاحظ التكليف في قصة الخضر والتنبيء بالغيوب. أما الآخرون فلم يجدوا في التنبيء بالغيب دليلاً لأنهم لم يجدوا النص الذي يصرّح بالاصطفاء.
¥