تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:15 ص]ـ

مع محاولتي فإني لم أستطع - فيما يبدو - أن أوضح لك دليل الاستقراء هذا، مع أني بينت لك:

أ - أنه يجب قصره على الرحمة والعلم المؤتى، وأنت مصمم على تعميمهما،

ب - أن الشيخ بين ما في الاستدلال بالأعم على الأخص.

ج - أن المنصوص في علم الأصول أن صورة النزاع تترك من الاستقراء.

مع كل ذلك فإنك تستدل بالأعم على الأخص، وتعمم العلم المؤتى والرحمة

، وتدخل صورة محل النزاع في الاستدلال الاستقرائي ..

ولكن لا بأس.

فلننتقل إلى الدليل الثاني - لعلنا نستفيد منه ما لم نفهم من الدليل الأول -:

قوله "وما فعلته عن أمري" على ماذا تدل عندك إذا لم تدل على أنه فعل ما فعل بأمر الله؟.

وإذا كنت ترى أنه فعله عن أمر الله؛ فبأي طريق يعرف أمر الله غير طريق الوحي؟

وإذا كان لا يعرف إلا من طريق الوحي أليس الوحي نبوة في أسمى معانيها؟

أخي ابراهيم أنت طلبت مني سابقا أن أبحث عن الرحمة المؤتى من الله, فهل فعلت ذلك؟

أجدني مضطرا أن أعيد وأكرر لم يكن ذلك خاصا بالنبوة واليك هذه الآية هل تجيبني عليها:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [الحديد/28]

على أي حال الثاني تقول هل يمكن معرفة ذلك من غير وحي؟

نعم يمكن أن يعرفه بوحي نبي آخر.ويمكن أن يكون كما قال ذوالقرنين "قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" [الكهف/98] ,وذكرت لكمن الأخبار نظير ذلك.كقصة الراهب وقصة الرضيع.

وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به. وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر. فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه.

وكذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن فعل الخضر أنه لم يكن منافيا للشرع.كما ذكر عن ابن عباس في قصة الغلام.

أعطيك أمرا آخر يساعدنا في فهم القصة. وهي أن موسى أصبح والخضر في معرفةذلك سواء بعدما أخبره الخضر لذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:

"قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)

ومعنى هذا ودننا لو لم يستعجل موسى عليه السلام فنعلم من خبرهم أمرا بالإضافة لما ذكر.

وقوله وما فعلته عن أمري تعني بدون علم علمني إياه ربي ,وكلفني به.

"عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ تُجَرَّرُ وَيُلْعَبُ بِهَا فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا تَزْنِي وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَيَقُولُونَ تَسْرِقُ وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 285)

فهذا الرضيع أجرى الله على لسانه حال الراكب وحال التي اتهمت. فلا سبيل له بمعرف أصل هذه الأمور وهوطفل فهو ليس نبي ولكن الله أجرى بلسانه الحق.

وكذا حديث المحدثون:"أنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 288)

والله تعالى أعلم.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Mar 2010, 02:34 م]ـ

الأخ الكريم: مجدي.

من أبسط أسس الحوار في علم المنطق: الاعتراض على الدليل كما هو مع مراعاة محل الاستدلال منه؛ ثم ترتيب الاعتراضات حتى ينتقل من الدليل الأقوى إلا الدليل القوي ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير