تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أعني يجب أن تعرض ما تعتقد أنه إطلاق للرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على غير النبوة.

ثم تقوم بإحصائية لما استدل به الشيخ من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فإن كان إطلاق الرحمة والعلم المؤتى على النبوة هو الأغلب كان ذلك استقراء جزئيا أو ناقصا، وكان له محله في الاستدلال، وإن لم تجد آية خرمت استقراء الشيخ كان استقراؤه تاما وله محله في الاستدلال، ويراعى كل بحسبه.

أما استدلالك بالآية التي ذكرت؛ فمع أنه خارج عن المطلوب بالقيد المذكور؛ لأن "يؤتكم" ليست مثل "آتاكم" لعدم دلالة المضارع على الماضي، والشرط المذكور في صدرها يخرجها عن محل النزاع.

ومع كل ذلك - وكفى به - فإن معنى الرحمة هنا والنور إنما هو العلم الذي يفرق به بين الحق والباطل، وهو ما كان عن طريق الوحي والنبوة.

أما قولك: نعم يمكن أن يكون من طريق نبي آخر، فهو مخالف للإجمال المذكور، لأن "وما فعلته عن أمري" ظاهرة في أنه إنما فعله بأمر الله المباشر لا من طريق نبي آخر، ولا تصرف عن هذا الظاهر إلا بدليل؛ لأن هذا التفسير يؤدي إلى التسلسل في المناظرات وهو ممنوع؛ بدليل أنه قد يأتي آخر فيقول بل فعله بأمر عالم آخر أمره به نبي آخر ... أما قولك: وذكرت لكم من الأخبار نظير ذلك.كقصة الراهب وقصة الرضيع.

فهل قال واحد من الإثنين: "وما فعلته عن أمري" لا بد - أخي الكريم - من الارتباط بالدليل محل النقاش.

أما قولك: وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به.

فهذا لا خلاف فيه بل هو نص الآية؛ ولكن هل يعلم العلم من الله تعالى الذي تقتل به الأنفس إلا من طريق الوحي.

وأما قولك: وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر. فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه.

لم أفهم هذا؛ فكل منهما يوحى إليه، وكذلك موسى وعيسى يوحى إليهما وشرع كل منهما مختلف عن الآخر وهكذا في سائر الأنبياء ..

أما قصة الغلام الأخيرة فهي كذلك لا تصلح دليلا في محل نزاعنا؛ لأن الغلام لم يقل: "وما قلت كذا عن أمري" ولأن ما قام به الخضر بعيد كل البعد عن كلمات قالها هذا الغلام.

فالمقارنة بينهما كمن يقارن جبلا بحصاة.

وأما مسألة التحديث والإلهام المذكورة؛ فهل يمكن في رأيك القيام بأعمال مثل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام بمجرد الإلهام والتحديث، إذن لا عتب على الصوفية حين يبيحون المحرمات بدعوى الإلهام من الأولياء.

والله تعالى أعلم.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Mar 2010, 03:29 م]ـ

أخ مجدي

إذا قال أهل الكتاب: إن الخضر نبيء، وإن العزير نبيء، وإن يوشع نبيء ... ؛ فهل تصدق بذلك الخبر؟ أو تنكره؟.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 05:10 م]ـ

الأخ الكريم: مجدي.

من أبسط أسس الحوار في علم المنطق: الاعتراض على الدليل كما هو مع مراعاة محل الاستدلال منه؛ ثم ترتيب الاعتراضات حتى ينتقل من الدليل الأقوى إلا الدليل القوي ...

أعني يجب أن تعرض ما تعتقد أنه إطلاق للرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على غير النبوة.

ثم تقوم بإحصائية لما استدل به الشيخ من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فإن كان إطلاق الرحمة والعلم المؤتى على النبوة هو الأغلب كان ذلك استقراء جزئيا أو ناقصا، وكان له محله في الاستدلال، وإن لم تجد آية خرمت استقراء الشيخ كان استقراؤه تاما وله محله في الاستدلال، ويراعى كل بحسبه.

أما استدلالك بالآية التي ذكرت؛ فمع أنه خارج عن المطلوب بالقيد المذكور؛ لأن "يؤتكم" ليست مثل "آتاكم" لعدم دلالة المضارع على الماضي، والشرط المذكور في صدرها يخرجها عن محل النزاع.

ومع كل ذلك - وكفى به - فإن معنى الرحمة هنا والنور إنما هو العلم الذي يفرق به بين الحق والباطل، وهو ما كان عن طريق الوحي والنبوة.

أما قولك: نعم يمكن أن يكون من طريق نبي آخر، فهو مخالف للإجمال المذكور، لأن "وما فعلته عن أمري" ظاهرة في أنه إنما فعله بأمر الله المباشر لا من طريق نبي آخر، ولا تصرف عن هذا الظاهر إلا بدليل؛ لأن هذا التفسير يؤدي إلى التسلسل في المناظرات وهو ممنوع؛ بدليل أنه قد يأتي آخر فيقول بل فعله بأمر عالم آخر أمره به نبي آخر ... أما قولك: وذكرت لكم من الأخبار نظير ذلك.كقصة الراهب وقصة الرضيع.

فهل قال واحد من الإثنين: "وما فعلته عن أمري" لا بد - أخي الكريم - من الارتباط بالدليل محل النقاش.

أما قولك: وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به.

فهذا لا خلاف فيه بل هو نص الآية؛ ولكن هل يعلم العلم من الله تعالى الذي تقتل به الأنفس إلا من طريق الوحي.

وأما قولك: وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر. فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه.

لم أفهم هذا؛ فكل منهما يوحى إليه، وكذلك موسى وعيسى يوحى إليهما وشرع كل منهما مختلف عن الآخر وهكذا في سائر الأنبياء ..

أما قصة الغلام الأخيرة فهي كذلك لا تصلح دليلا في محل نزاعنا؛ لأن الغلام لم يقل: "وما قلت كذا عن أمري" ولأن ما قام به الخضر بعيد كل البعد عن كلمات قالها هذا الغلام.

فالمقارنة بينهما كمن يقارن جبلا بحصاة.

وأما مسألة التحديث والإلهام المذكورة؛ فهل يمكن في رأيك القيام بأعمال مثل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام بمجرد الإلهام والتحديث، إذن لا عتب على الصوفية حين يبيحون المحرمات بدعوى الإلهام من الأولياء.

والله تعالى أعلم.

ما يخص المداخلة , لا أملك الا ما قلته لك. حتى ما يتعلق بالصوفية فقد سبقت الإجابة عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير