ومن هذا القبيل ما يقع منهم من الترخيم، وأين هذه الفواتح الواقعة في أوائل السور من هذا؟ وإذا تقرر لك أنه لا يمكن استفادة ما ادّعوه من لغة العرب، وعلومها لم يبق حينئذ إلا أحد أمرين:
الأوّل: التفسير بمحض الرأي الذي ورد النهي عنه، والوعيد عليه، وأهل العلم أحق الناس بتجنبه، والصدّ عنه، والتنكُّب عن طريقه، وهم أتقى لله سبحانه من أن يجعلوا كتاب الله سبحانه ملعبةً لهم يتلاعبون به، ويضعون حماقات أنظارهم، وخُزَعْبَلات أفكارهم عليه.
الثاني: التفسير بتوقيف عن صاحب الشرع، وهذا هو المهيع الواضح، والسبيل القويم، بل الجادة التي ما سواها مردوم، والطريقة العامرة التي ما عداها معدوم، فمن وجد شيئاً من هذا، فغير ملوم أن يقول بملء فيه، ويتكلم بما وصل إليه علمه، ومن لم يبلغه شيء من ذلك فليقل لا أدري، أو الله أعلم بمراده، فقد ثبت النهي عن طلب فهم المتشابه، ومحاولة الوقوف على علمه مع كونه ألفاظاً عربية، وتراكيب مفهومة، وقد جعل الله تتبع ذلك صنيع الذين في قلوبهم زيغ، فكيف بما نحن بصدده؟ فإنه ينبغي أن يقال فيه إنه متشابه المتشابه على فرض أن للفهم إليه سبيلاً، ولكلام العرب فيه مدخلاً، فكيف وهو خارج عن ذلك على كل تقدير ... والذي أراه لنفسي ولكل من أحبّ السلامة واقتدى بسلف الأمة ألا يتكلم بشيء من ذلك، مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله عزّ وجل لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا، وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه ". فتح القدير: (53 ـ 54).
47. ولا تدخل عندهم في المتشابه على القول الآخر في وهو أنه مما يمكن معرفة معناه.
48. حيث نقل هذا القول عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهما كما سبق في الحواشي.
49. حيث نقل هذا القول عن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم كما سبق في الحواشي.
50. التحرير والتنوير: (1/ 207).
51. أسرار التنزيل بحاشية زادة: (1/ 70)
52. تفسير السمرقندي: (1/ 46).
53. انظر الأثرين عن ابن مسعود رضي الله عنه في: الدر المنثور للسيوطي: (1/ 53).
54. سبق عزوه في الحاشية (37).
55. سبق عزوه في الحاشية (38).
56. زاد المعاد: (4/ 123).
57. التحرير والتنوير: (29/ 38).
58. انظر: فصول في أصول التفسير للطيار: (34).
59. انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 172)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26 ـ 27).
60. المحرر الوجيز: (49، 50).
61. انظرها إن شئت في: جامع البيان للطبري: (1/ 118 ـ 121)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26 ـ 27)، والبرهان للزركشي: (1/ 173)، والتحرير والتنوير لابن عاشور: (1/ 206 ـ 216).
62. ذكر هذه الأنواع ابن عاشور في التحرير والتنوير: (1/ 207).
63. انظر: جامع البيان: (1/ 209).
64. السابق نفس الصفحة.
65. انظر: جامع البيان: (1/ 208)، وتفسير ابن أبي حاتم: (1/ 32) رقم (43)، ومعاني القرآن للنحاس: (1/ 73)، والأسماء والصفات للبيهقي: (1/ 231) رقم (167)، والدر المنثور للسيوطي: (1/ 53)، (3/ 67).
66. جامع البيان: (1/ 208)، ورواه البيهقي في الأسماء والصفات: (1/ 231) رقم (168)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (1/ 32) رقم (45).
67. رواه ابن جرير في جامع البيان: (1/ 208)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (1/ 32) رقم (48)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور: (1/ 53) إلى ابن مردويه.
68. قانون التأويل: (530 ـ 531).
69. تفسير النيسابوري: (1/ 131).
70. جامع البيان: (1/ 208).
71. ذهب إلى هذا: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال الزمخشري: " وعليه إطباق الأكثر "، ونسب لسيبويه، انظر: الكشاف: (1/ 129)، وانظر: جامع البيان لابن جرير: (1/ 205 ـ 206)، والتحرير والتنوير: (1/ 211)، واختاره الفخر الرازي في تفسيره: (2/ 9)، وقال الآلوسي: " وقد كثر الكلام في شأن أوائل السور والذي أطبق عليه الأكثر وهو مذهب سيبويه وغيره من المتقدمين أنها أسماء لها وسميت بها إشعاراً بأنها كلمات معروفة التركيب فلو لم تكن وحياً من الله تعالى لم تتساقط مقدرتهم دون معارضتها". ثم ذكر الاعتراضات على هذا القول. انظر روح المعاني: (1/ 99).
72. نُقل عن الكلبي والسدي وقتادة. انظر: التحرير والتنوير: (1/ 211).
¥