ـ[ابن الشجري]ــــــــ[08 Mar 2009, 04:35 ص]ـ
حماك الله ضحوك السن بسام العشيات، وكفانا وإياك شر هذه الأسواق فماهي إلا شر البقاع، ورزقنا وإياك من الدنيا ما نصون به ماء الوجه ويزيد عن قضاء الحاجة، ووهبنا بركة في العمر وصلاحا في العمل ورضا بالقضاء والقدر، وكفانا وإياك شر أنفسنا وشر جميع عباده فما أضعف من وكله الله لنفسه أو لأحد من خلقه، واستعملنا وإياك في مرضاته فيا شقاوة من شغلته دنياه عن آخرته، وقدر لنا جميعا من عافيته ما تهنأ به الحياة ويطيب العيش وتسكن النفس.
تعلم رعاك الله أني ماكنت يوما بحمد الله عبد القفا واللهازم، لكن أقدار الله تجري على عادة وغير عادة في حكمة بالغة، لقد كان من خبر السوق والأسواق ما تحزن معه كان، فلقد كانت أندية القوم ومستراحها، تحج لها الشعراء والأعيان، وتحل فيها الحروب وتضرم نيرانها، لا يأنف كبير عن قصدها، ولا يعدم صغير من نفعها، كتبت عن مآثرها الكتب، وشادت بها العرب والعجم، أما سيقت إليها الحوليات والمذهبات، وتلك المسمطات والمعلقات، نفاخر بها حتى يوم الناس هذا، من عكاظ إلى ذي مجاز ومن مجنة إلى حباشة، وأنت تعلم حرس الله مهجتك ما حباشة، فمن بركته معجم البلدان، فما أطول الأحزان.
ثم مازال أمر الخليقة ينقص حتى آل الأمر إلى ماترى، فأصبح العاقل يأنف من غشيانها، ويزداد سفه الجاهل بإتيانها، فغدت سبة جهل بعد أن كانت قبة علم، ومحل بهرجة وتكاثر بعد أن كانت مورد أدب وتفاخر، وربك يخلق مايشاء ويختار.
وإن كنا لم نأتها إلا كما أتاها من هو خير منا، لقضاء حاجة لابد منها، أو عقد صفقة ليس لنا فيها أكثر من توثيقها، فلم يغب عني مرادك بعتابك حماك الله، لكن أخشى غيابه عمن وراءك، فيظن بنا الظنون، ويبهتنا بما دونه ريب المنون، فأعددنا للأمر عدته، وأحببنا وأده في مهده، قبل أن يقول متقول، أو يجول بفكره متجول، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حين نادى إنها لصفية، وربك أعلم بالنية.
شكر الله لك وللأخوة الكرام حسن التفقد وجميل التعهد، وإن كان لم يخل من دليل محبة، وتلطف معاتبة، وجميل مؤانسة، وإهداء نصيحة، اختصرته في سطر واحد لك الله، وأنا أجمعه جمع شماطيط وأشقى به شقاوة مباري عباديد، ومع هذا فإني لعمر الله لنفسي أشد معاتبة، ونفسي من نفسي تعبت منازعة، فما عاتب الحر الكريم كنفسه، فأعوذ بالله أن نستبدل الأدنى بالذي هو خير، ولن أساوم بحظي منكم مع الغير، فإني به لأشح من صبي وأحن من شارف، فمن لك بمن له عذر سمين، هبرة صافية تنشد العافية، فما كل ما تهواه تستطيعه، وما كل ما تستطيعه تهواه، والعاقل يرى في الحياة عبرة، ويرى من نفسه عبر، ولكن ما أكثر العبر وأقل الاعتبار.
فلك في قلبي ومن قلبي من الشكر أضعافا مضاعفة، وللأخوة جميعا من الدكتور محمد إلى العبادي إلى من راسلني سائلا عني، والله يتولانا جميعا بمنه ولطفه وكرمه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2009, 07:21 ص]ـ
شكر الله لك وللأخوة الكرام حسن التفقد وجميل التعهد، وإن كان لم يخل من دليل محبة، وتلطف معاتبة، وجميل مؤانسة، وإهداء نصيحة، اختصرته في سطر واحد لك الله، وأنا أجمعه جمع شماطيط وأشقى به شقاوة مباري عباديد، ومع هذا فإني لعمر الله لنفسي أشد معاتبة، ونفسي من نفسي تعبت منازعة، فما عاتب الحر الكريم كنفسه، فأعوذ بالله أن نستبدل الأدنى بالذي هو خير، ولن أساوم بحظي منكم مع الغير، فإني به لأشح من صبي وأحن من شارف، فمن لك بمن له عذر سمين، هبرة صافية تنشد العافية، فما كل ما تهواه تستطيعه، وما كل ما تستطيعه تهواه، والعاقل يرى في الحياة عبرة، ويرى من نفسه عبر، ولكن ما أكثر العبر وأقل الاعتبار.
فلك في قلبي ومن قلبي من الشكر أضعافا مضاعفة، وللأخوة جميعا من الدكتور محمد إلى العبادي إلى من راسلني سائلا عني، والله يتولانا جميعا بمنه ولطفه وكرمه.
حياكم الله يا أبا عبدالرحمن ونفع بكم، وأسعدتني عودتكم.