قال الطبري:» وقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لا أدري ما الحنان حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أدري ما حنانا «().
قال الطبري:» حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ?يوم تمور السماء مورا?، قال: هذا يوم القيامة، وأما المور فلا علم لنا به «().
فوائد يحسن مراعاتها عند القراءة في كتب التفسير
1 ـ العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على منهجهم من خلال التطبيقات العملية التي يقومون بها في تفاسيرهم.
2 ـ العناية بتطبيق أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
3 ـ العناية بالمؤثرات التي تؤثر على المفسر في تفسيره، ومن ذلك: مذهبه العقدي والفقهي والنحوي.
4 ـ العناية بمنهج المفسر في التعامل مع روايات السلف من جهة تحقيق الأخبار ونقد المتون.
5 ـ معرفة المنهج العام للمفسر، والربط بين معلومات الكتاب، وهذا مما يعين في فهم ما يستغلق من كلام المفسر.
6 ـ الرجوع إلى موارد المفسر الأصلية إن أمكن، فقد يتبين من خلال ذلك خطأ في فهم المفسر لمن نقل عنه، كما أن بعض المفسرين يختصر بعض الأخبار والآثار مما قد ينبهم على من يقرأ كلامه،ة فإذا عاد إلى أصوله التي نقل منها توضح هذا الانبهام.
7 ـ التركيز على كلام المفسر في تفسير الآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به ذلك المفسر؛ كالعقيدة والفقه والوعظ والأخبار والنحو والبلاغة.
8 ـ الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها من التفاسير.
وبعد هذا، فالموضوع بحاجة إلى عناية أكثر، وما كتبته هنا يحتاج إلى إعادة ترتيب، وزيادة أفكار، وإنما استعجلت كتابته إكرامًا لابن الشجري الذي تشكو مقالته من الاغتراب، ولعله يعذرنا بعذره لنفسه في انقطاعه عن الملتقى بما شغله، وكم يتمنى المرء منا لو استطاع أن يكتب ما في ذهنه من معلومات، وإني لأغبط أولئك الكتبة الذين يسيل قلمهم ولا يجدون مشقة، فإني أجد مشقة في إعداد مقالة، وتحريرها التحرير الذي أرتضيه، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وقبول العلم، فهذا ما عنَّ في الخاطر الحاضر، ولا أشكُّ أن في النفس شيئًا بقي لعل الله أن ييسر لي إعادة النظر فيه، وتريب أفكاره والزيادة عليه بالأمثلة الموضحة من كتب أهل العلم، بل من تجاربهم إن وُجِدَ.
............
(1) فائدة: وجدت لهذا أصلا في طريقة أهل العلم، وذلك في مسلكين:
الأول: أنَّ بعضهم ـ حينما يؤلف ـ يعتمدُ كتابًا يجعله نصب عينيه ينتقي منه ويختصر، ثم يضيف عليه، وقد يعتمد اكثر من كتاب.
الثاني: أن بعضهم تراه يستشهد في مناقشاته العلمية بمجموعة معينة من التفاسير تدل على أنه استظهرها وجعلها أصلاً له يرجع إليها مرارًا، ومن أمثلة ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث تراه كثيرًا ما يذكر البغوي وابن عطية وابن الجوزي.
(2) لمناسبة الحديث عن المختصرات: أودُّ من الإخوة الكرام في الدول الإسلامية أن يذكروا لنا إن كان قد عَمِل أحد من علمائنا في دولهم تفاسير مختصرة؛ لنستفيد منها في مثل هذا المقام، وإن كان سيتبع ذلك تقويم ممن يذكرها فذلك حسن جدًّا.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[17 Apr 2005, 03:29 م]ـ
شكرالله للشيخ الكريم جهده الظاهر وتكرمه الباهر.
فلعمر الحق، ماحق هذه الكلمات المتعوب على جمعها وصفها أن تعبر سريعا،خاصة وأنها خرائد أبكار وبنات أفكار، دون استفادة أكبرعدد ممكن من متنها وحواشيها، ولو كان لي من الأمر شئ لأفردتها، وفي طرة الملتقى ثبتها، حتى يعلم الكاتب أن سهر عينيه في كتابة مقال أو إفادة بحث في هذا الملتقى محفي، وليس مصيره مصير القارض العنزي، ويعلم أنه يكتب ويكتب وسيكتب، وأن هناك من يقرأ وينقد وسيكتب، وبعين محب مجل سيشكر.
فماجاد به الشيخ الكريم ـ جاد الله عليه ـ ليس مجرد تجربة فردية بقدر ماهو محاولة لرسم منهج للقارئ في كل فن، وفي كتب التفسير على وجه الخصوص.
لكن الأمر يحتاج إلى تعاون من الأخوة الكرام جميعا، وخاصة فيما يتعلق بغياب التفاعل الجدي مع مايكتب في هذه الصفحات، ولو كان هناك وفرة في القراء لهان الأمر ولكن.
وما أعنيه هو الحاجة إلى النقد البناء، والمشاركة في الأراء، خاصة من قبل المشرفين والأعضاء الكرام، فللحق أنه ملتقى مميز بجوهره ومبناه ومضمونه ومعناه، فلنحث السير قليلا في طرح مثل هذه الأبحاث، ولنهتبل من وقتنا للتفاعل معها، وشكرها شكر العارفين المحبين، أونقدها نقد المخلصين الناصحين.
وعلى كل حال فإن أعظم مايمكن أن تحصل عليه في هذه المنتديات، هو ماتجود به قرائح الرجال وبنات أفكارهم، فمازال في بني عمك رماح.
فالشكر للشيخ الكريم د/مساعد الطيار، ولوكان العتاب سيعود دائما بمثل هذا الرد، لكان حريا بكاتب كل مقال أن يذيله بشئ من العتاب، وقد جعلت من شكركم أن صغت مقالا عن كتاب الفصول والغايات لأبي العلاء المعري، وإن لم آت فيه بالجديد، أو أربي فيه على ماكتب عنه من طارف وتليد، إلا أني رجوت أن أدخل في زمرة الشاكرين.
والشكر موصول للمشرف العام أخي الشيخ النقاب عبد الرحمن الشهري، على سعة صدره في تقبل مثل هذه الاقتراحات ألتي قد تكون غير خافية عليه، وكذلك بقية المشايخ الكرام، فعذرهم بضيق الوقت مقبول، فأنفاس العمر معدودة، ومهل الزمان مبتوته، فإلى الله المشتكى، من تضييع بعضنا لساعات عمره في غير طائل، وليهنك العلم في صدر من كان من أهل القرآن.
وفق الله الجميع لكل خير.
¥