(ج) ـ ومن رواية يزيد يعني ابن زياد عنه، فجعله من رواية ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب برقم (10223) ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 436/ برقم 1236): نحوه. اهـ.
ونزيد فنقول: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقمي (25383)، (29582)، وأحمد في مسنده برقم (22139)، وعبد بن حميد في مسنده ـ كما في المنتخب ـ برقم (11)، والطبراني في الكبير (20: 141): من حديثه (كذلك).
وأخرجه أحمد في مسنده برقم (22164)، والترمذي في الجامع برقم (3452)، والطبراني في الكبير (20: 141): من حديث سفيان به.
وله وجهان آخران .. من رواية جرير بن عبدالحميد، وعبيدالله بن عمر.
(د) ـ فرواية جرير: أخرجها أبوداود الطيالسي في مسنده برقم (570)، وأبو داود السجستاني في السنن برقم (4780)، ومن طريقه الخطابي في غريبه (1: 142): من حديث جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل بلفظ: استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتى خُيِّل إليَّ أنَّ أنفه يتمزَّع من شدَّة غضبه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجده من الغضب، فقال ما هي يا رسول الله؟ قال: يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم".
قال: فجعل معاذ يأمره فأبى ومحكَ، وجعل يزدادُ غضبًا.
وهذا اللفظ مجوَّد .. وهو للسجستاني، أما الطيالسي فاختصره.
(هـ) ـ ورواية عبيدالله بن عمر: أخرجها أحمد في المسند برقم (22142)، والطبراني في الكبير (20: 140/ برقم 286): من رواية عمرو بن خالد الحراني، ثنا عبيد الله بن عمر، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعنده رجلان فغضب أحدهما، حتى جعل يتمزغ من الغضب، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): إني لأعلم كلمة لو قالها لأذهبت الذي به من الغضب، فدنوت منه، فقلت: يا نبي الله! ما هي يا نبي الله؟ وأحببت أن أعلم أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم"، فدنوت من الرجل، فقلتها له، فلم يقلها، فلم يزدد إلا غضبًا.
وقال الترمذي: "وهذا حديث مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى، لم يسمع من معاذ بن جبل، مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب، وقتل عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلامٌ ابن ست سنين.
وهكذا روى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى". اهـ.
قال الدارقطني في (الأفراد) ـ كما في أطرافه لابن القيسراني برقم (604) ـ: " تفرد به زياد بن أبي الجعد، عن عبدالملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، وكذلك رواه الفضل بن موسى السيناني، عن يزيد.
وخالفهما عمرو بن عبدالغفار الفُقيمي فرواه، عن يزيد، عن عبدالرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي، عن ابن أبي ليلى، عن أبي.
وهو غريبٌ من حديث عبدالرحمن بن عابس.
تفرد به عمرو بن عبدالغفار، عن عن يزيد بن زياد". اهـ.
وقال في العلل (6: 57): " يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه، فرواه الثوري، وإسرائيل، وزائدة، وجرير: عن عبد الملك عن بن أبي ليلى عن معاذ. خالفه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عبد الملك، عن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب. والصحيح قول من قال عن معاذ ".
وأورده ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص184) من طريق يزيد به.
وقال: "هذا حديث حسن. أخرجه النسائي في الكبرى: عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد ـ وهو ابن أبي الجعد ـ فوقع لنا عاليًا.
وأخرجه من رواية سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة.
وكذا أخرجه أحمد من روايتهما.
والترمذي: من رواية الثوري.
وأبو داود: من رواية جرير.
كلهم عن عبد الملك بن عمير، لكن قالوا: في روايتهم عن معاذ بن جبل بدل أبي بن كعب .. قال الترمذي: هذا منقطع؛ لأن عبد الرحمن لم يدرك معاذًا، وهو كما قال؛ لأن مولد عبد الرحمن بالمدينة قبل وفاة معاذ بدمشق بسنة واحدة.
وقال الدارقطني في (الأفراد): تفرد به يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عبد الملك بن عمير.
وقال في (العلل): رواه الحفاظ عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن معاذ وهو الصواب.
قلت: ويزيد بن زياد ثقة، فلعل الاضطراب فيه من عبد الملك بن عمير.
وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث سليمان بن صرد، وسياقه أتم ". اهـ.
¥