تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال علي بنُ المديني ـ رحمة الله عليه ـ: "البابُ إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه".

2 ـ النظر في الأسانيد من حيث النقص والزيادة، والعلو والنزول.

3 ـ أن ينص أحد من الأئمة النقاد على علة في الحديث.

4 ـ كمال المعرفة والفهم، التي يعرف بواسطتها أحاديث الرواة، مما ينبه على علل خفية، لا يحتمله الرواة في حديثهم، وهذا ليس إلا للحذاق من الحفاظ، لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم، إذ يكثر في قولهم: "هذا الحديث يشبه حديث فلان" .. "وهذا الحديث لا يشبه حديث فلان".

وقال ابن رجب في (شرح علل الترمذي): "معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إمّا في الإسناد، وإمّا في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث".

مظان أحاديث العلل:

من مظان العلل الأحاديث المشهورة، كثيرة التداول، ولذا فلا عجب أن وجدنا العلل في الأحاديث الصحاح بالنظر لكثرة تداولها واختلاف رواتها.

قال الحاكم في (المعرفة): " وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات، أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولاً". اهـ.

وقد صنفت فيه مصنفات خاصة من أشهرها:

1 ـ العلل الكبير للترمذي.

2 ـ علل الحديث لابن أبي حاتم.

3 ـ المسند الكبير المعلل للبزار. طبع منه تسعة مجلدات بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي ـ رحمه الله ـ وطبع من باقيه العاشر والحادي عشر بتحقيق عادل بن سعد.

4 ـ العلل الواردة في الأحاديث النبوية لأبي الحسن الدارقطني. طبع منه أحد عشر مجلدًا بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي ـ رحمه الله ـ والباقي ما زال مخطوطًا.

5 ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي.

ومن مظانها كذلك جامع الترمذي، والسنن الكبرى للنسائي، والضعاء للعقيلي والكامل لابن عدي، وتهذيب الآثار للطبري، والحلية لأبي نعيم، والسنن الكبرى للبيهقي.

ومما يجدر التنبيه إليه أن هناك العدد الكثير من الأحاديث التي لم تكشف عللها بعد، فلا عجب أن وجدنا أحاديث معلولة لم نسبق لتعليلها.

أما من ناحية التقعيد فهناك مصنفات ودراسات كثيرة، منها:

1 ـ شرح علل الترمذي لابن رجب .. وهو عمدة في هذا الباب .. مع مقدمته القيمة للدكتور همام سعيد.

2 ـ الحديث المعلول قواعد وضوابط للدكتور حمزة المليباري.

3 ـ الحديث المعل للدكتور خليل ملا خاطر.

وبعض الدراسات والمداخل القيمة بين يدي بعض الرسائل العلمية التي لها تعلق بعلم العلل، مثل علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام لإبراهيم بن الصديق، ومرويات الزهري المعلة للدكتور عبدالله دمفو، ويعقوب بن شيبة السدوسي آثاره ومنهجه في الجرح والتعديل لعلي لصياح، الأحاديث التي أعلها الإمام يحيى بن معين من خلال سؤالات الدوري والدارمي وابن محرز وابن الجنيد والدقاق لهشام الحلاف، وغير ذلك.

لمحة عن أحاديث التفسير:

نشأت أحاديث التفسير مع نشأة علم الرواية، إذ كان من أبرز مهام النبي (صلى الله عليه وسلم) بيان القرآن الكريم، قال تعالى:?وأنزلنا إليك الذكرلتُبين للناس ما نُزِّل إليهم?. [النحل: 44]. وقال: ?وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمةً لقومٍ يؤمنون? [النحل: 64]. فكانت حياته (صلى الله عليه وسلم)، وهديه وسيرته شارحةً للقرآن الكريم، تفسرمجمله، وتخصص عامه، وتقييد مطلقه. وكان الصحابة يتلقون منه القرآن الكريم تلاوة لألفاظه وبيانًا لمعانيه، فجمعوا بين العلم والعمل.

فعن أبي عبدالرحمن السلمي، قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر آيات، ولا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العمل والعلم، فإنا علمنا العمل والعلم.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم (29929)، وأحمد برقم (23529).

وهذا يدخل فيه تعليم الإسلام والقرآن والسنن والأحكام .. وهذا هو المعنى العام للتفسير النبوي، ويلتحق به تفسير غيره من كبار الصحابة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير