ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 Mar 2004, 09:24 م]ـ
هنا نقاش بين بعض الإخوة فلعله يفيد في الموضوع
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&threadid=907
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[16 Mar 2004, 09:38 ص]ـ
وعلى غرار النقل السابق وقفت على ما قد يفيد في توضيح المسألة، فمن أشكل عليه تسميته إخفاء ثم حاول أن يطبق التسمية عليه فقد سمى بعض العلماء ما هو على غراره بالإدغام، علما أن الاصطلاح إنما يراد منه تسهيل عملية التلقي الذي هو الأصل، فسمه ما شئت طالما أن صفة التلقي واحدة. وهنا ظهر إشكال فبعض الباحثين، لما قرؤوا هذه الاصطلاحات بدؤوا يفسرونها بما يظهر لهم لا بما تلقوه، فتفاقم الأمر.
علما أنك كإدغام كامل لن تستطيع أن تلفظ غنة مع الباء، لكن حقيقة الأمر هنا بقاء غنة الميم ثم يتبعها الباء كما هو حال الإدغام الناقص في بسطت مثلا أو أحطت.
===========
ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير
قال الإمام الشاطبي
وتسكن عنه الميم من قبل بائها ... على إثر تحريك فتخفى تنزلا
قال الإمام أبو شامة في إبراز المعاني
وقوله على إثر تحريك
أي تكون الميم بعد محرك نحو:
آدم بالحق، أعلم بالشاكرين، علم بالقلم، حكم بين العباد
والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا.
اهـ
فأنت ترى أن العبرة ليست بالمصطلح بل بما تلقاه المئات عن المئات جيلا عن جيل.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 Mar 2004, 07:05 م]ـ
قول الإمام أبي ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي
قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه:
ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى الستثناء الباء عند مثلها وعند الميم
قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين
اهـ
- ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي -
وقد صرح بذلك في أول باب ذكر المتقاربين بقوله:
فكان يدغم هذه الستة عشر فيما جانسها أو قاربها إلا الميم إذا تقدمت الباء فإنه يحذف حركتها فقط ويخفيها
قلت وقد قدمت لك كلام أبي شامة رحمهم الله تعالى
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 Mar 2004, 07:20 م]ـ
ومما يفيد في هذا الباب نقولاتهم في الإقلاب (الأصح لغة القلب)
قال العلامة محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس المتوفى سنة 1314 في كتابه شرح الجزرية الذي فرغ منه عام 1301 هـ
أما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو (انبعث) (أن بورك) (صم بكم)
فينقلبان ميما خالصة مع الغنة
وهذا معنى قوله (والقلب عند الباء بغنة) لكن في الحقيقة هو إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء
قال في النشر فلا فرق حينئذ بين (أن بورك) و (من يعتصم)
اهـ
وهكذا لم يجد أحد من البحاثين فيما اطلعت عليه من يصرح فترك الفرجة بين الشفتين قبل الشيخ السيد عامر عثمان رحمه الله تعالى
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 Mar 2004, 07:24 م]ـ
وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم إقلاب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة:
وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Mar 2004, 04:03 ص]ـ
وتأمل كلام ابن الجزري في التمهيد، ولا توجد أدنى إشارة لترك الفرجة بين الشفتين
قال:
الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو:
أن بورك،
أنبئهم،
جددٌ بيض
والغنة ظاهرة في هذا القسم.
وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغمة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Mar 2004, 04:07 ص]ـ
وعبارة الداني أصرح شيء في هذا الباب ولا مجال لتأويلها بأي حال،
وهو يحكي المذهبين الإظهار، ولا قائل به اليوم لانقطاع سنده، والإخفاء وقد وصفه ووصف أطباق الشفتين فيه كما ترى
وهذه صورة الصفحة من كتاب التمهيد لابن الجزري بتحقيق علي البواب
ونص الداني تجده منقول في الهامش رقم 5 من كتابه التحديد وقد طبع مؤخرا طبعة جيدة.
http://al-zahra.net/qurannet/new_qurannet/taweed/books/altemheed/144.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Mar 2004, 06:13 م]ـ
فضيلة الشيخ راجي رحمة ربه وفقه الله
أسأل الله أن يوفقك وأن يزيدك عملاً وبصيرة على هذه الفوائد النفيسة، والنقول الموثقة السديدة، وإنا لأمثالها لمشتاقون!
¥