ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Mar 2004, 11:01 م]ـ
وإياكم يا شيخ عبد الرحمن
وهنا أيضا كلام للشيخ ملا علي القاري المتوفى سنة 1014 هـ في المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية قال ص 48:
وقلب النونين (يقصد النون والتنوين) ميما عند ملاقاتهما الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء
حال كونها مقرونة بغنة كما هو شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلاء أرباب القراءة في نحو قوله:
وهم بربهم
وأنبئهم
وأن بورك
وعليم بذات الصدور
ووجه القلب عسر الإتيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، ولم يدغم لاختلاف نوع المخرج وقلة التناسب، فتعين الإخفاء.
ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة.
اهـ
والشاهد نجده في العبارة الأولى والأخيرة، وهما واضحتان في المراد، كما أنك لا ترى أدنى إشارة لترك الفرجة التي ينادي بها أصحاب ذلك القول.
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي صاحب غيث النفع المتوفى سنة 1053 هـ في كتابه الرائع تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ص 101
وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو
انبعث، أن بورك، صم بكم
فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء
قال في النشر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين أن بورك وبين يعتصم بالله.
اهـ
ونحو قال الشيخ سيدي إبراهيم المارغيني مفتي المالكية في النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع والذي انهاه سنة 1320 هـ - وأظنه حفيد يالوشة السالف الذكرـ
ص 87:
فتقلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميما خالصة كما أشار إليه بقوله وقلبوهما لحرف الباء ميما
(أي ابن البري صاحب النظم)
أي قلب القراء نافع وغيره النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء وحينئذ تخفي عند الباء بغنة من غير إدغام كما تخفى الميم الأصلينة عند الباء في نحو ومن يعتصم بالله فلا فرق في اللفظ بين أن بورك مثلا وبين ومن يعتصم بالله،وأما الإخفاء فمعناه لغة الستر واصطلاحا النطق بحرف ساكن عار أي خال عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة.
وبقي نص أخير أظنه سبب ظهور القول بالفرجة سأناقشه في القريب إن شاء الله تعالى.
ـ[المهيب]ــــــــ[24 Mar 2004, 12:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أود التنبيه إلى أنه ورد نص أيضا عن الإمام طاهر بن غلبون (ت 399) وهو قوله: (وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما) التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد
وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق.
وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبدالرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي: بالإطباق، فسألته: وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".
كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه؟ فأجاب رحمه الله: لا
ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبدالعزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبدالعزيز يقريء بالإطباق أول أمره – حسب ماتلقى من شيخه الضباع-، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات، والشيخ/ عامر السيد عثمان، والشيخ السمنودي، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله
وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالاطباق لم يجاوزوه إلى غيره
وبعض تلامذتهم الذين قرؤا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء
فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلقي، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[25 Mar 2004, 12:22 م]ـ
¥