تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ فالمدار من الوجهين على القاسم بن محمد الثقفي وهو تابعي اشتهر برواية حديث أسماء (رضي الله عنها) مع الحجاج. ويروي عن معاوية (رضي الله عنه). انظر التاريخ الكبير (7: 157)، طبقات ابن سعد (8: 254)، تاريخ دمشق (40: 39).ولا يحتمل من مثله التفرد بهذه الألفاظ.

5 ـ وأما حديث ابن عائذ: فأخرجه البخاري في التاريخ (1: 29) عن عبد الله بن صالح.

وأخرجه ابن جرير في التفسير (5/ 8: 4 ـ 5): حدثنا المثنى، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة، عن ابن عائذ، عن أبي ذر (فذكره) مختصرًا.

وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3: 154/ برقم 1979): حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب، عن ابن عائذ، عن أبي ذر (فذكراه) بطوله.

وأخرجه ابن عساكر في التاريخ (7: 444 ـ 445): من طريق عبدالله بن صالح، به.

ـ وعبدالله بن صالح، هو كاتب الليث صدوق كثير الغلط. ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. كذا قال فيه الحافظ في التقريب (3388).

وقال الذهبي في الكاشف برقم (2780): وكان صاحب حديث فيه لين. قال أبو زرعة: حسن الحديث لم يكن ممن يكذب، وقال الفضل الشعراني: ما رأيته إلا يحدث أو يسبح، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط وكذبه جزرة.

- ومحمد بن أيوب أبو عبدالملك الأزدي لم يذكروا في الرواة عنه سوى معاوية بن صالح، وعبيدالله بن زحر. انظر لترجمته الجرح والتعديل (7: 196)، الثقات لابن حبان (7: 389).

ـ وابن عائذ، هو عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي الحمصي أرسل عن معاذ، وله عن أبي أمامة وكثير بن مرة، وعنه محفوظ ونصر ابنا علقمة وثور وصفوان بن عمرو، وثقه النسائي، كان صاحب كتب 4. الكاشف برقم (3232).

قال العلائي في جامع التحصيل برقم (434): روى عن عمر وأبي ذر رضي الله عنهما والظاهر أنه مرسل. اهـ.

قلت ذكر ابن عساكر (34: 454) بسنده عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: عبدالرحمن بن عائذ الثمالي رأى عبدالله بن قرط، أدرك من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم): عبدالله بن قرط، وعبدالله بن بشر، ومعاوية، وعتبة بن عبد، والمقدام، وأبا أمامة، وأنس بن مالك، وابن عمر. اهـ.

فتكون روايته عمن عداهم مرسلة.

وقد أطلنا بذكر هذا الحديث لئلا يغتر البعض بإيراد ابن حبان له في (الصحيح) .. خاصة أني رأيته يوزع في بعض المنشورات، ويذكِّر به بعض الوعاظ، ولكون بعض فقراته سترد جزمًا فيما يأتي من آيات له تعلق بها، فكان لزامًا على الفصل فيه هنا عند أول وروده.

وله شاهد من حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (5: 256/ برقم 22342): ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، حدثني على بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة (فذكره) بطوله.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4: 1371/ برقم 7786): حدثنا محمد بن عوف الحمصي ثنا ابو المغيرة به. (فذكرالشاهد) فحسب.

وأخرجه الطبراني في الكبير (8: 217/ برقم 7871): حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة به (فذكره) بطوله.

والحديث لا يصح من هذه الطريق:

ـ فمعان بن رفاعة .. ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. الكامل (6: 328).

ـ وشيخه علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي يروي عن القاسم ومكحول. قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، وقال النسائي والأزدي والدارقطني: متروك. الضعفاء لابن الجوزي برقم (2410).

وقال ابن حبان في المجروحين (2: 63): إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم. اهـ.

قلت: أحاديثه مناكير بواطيل لا يتابع على كثير منها.

ـ أما القاسم فهو أبو عبد الرحمن ويقال: ابن عبد الرحمن الشامي مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي .. فقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن كنا بالقسطنطينية، وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين في كل يوم، وكان يتصدق برغيف ويصوم ويفطر على رغيف.

وقال إبراهيم أبو الحصين: كان القاسم من فقهاء دمشق.

وقال سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية وكان قد أدرك أربعين من المهاجرين.

وقال كثير بن الحارث عن القاسم: رجل قد أدرك أربعين بدريًا.

نقل هذا جميعه البخاري في (التاريخ الكبير (7: 159) ولم يتهمه في شيء. فيبعد أن يكون سببًا في هذه الطامات التي يرويها عنه الألهاني هذا. كما أشار لهذا ابن حبان.

والحديث أورده ابن كثير في التفسير (2: 167)، من حديث عبيد بن الخشخاش، وعوف بن مالك عن أبي ذر.

ومن حديث أبي أمامة ذكر فيه قصة أبي ذر.

وقال: "فهذه طرق لهذا الحديث ومجموعها يفيد قوته وصحته والله أعلم". اهـ.

وأورده أ. د. حكمت بشير في الصحيح المسبور (1: 68) من رواية الإمام أحمد: عن يزيد عن المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره).

قال: "وقد صحح الألباني هذا الحديث بعد أن ذكر جزءً منه" ... وختم بكلام ابن كثير الأنف.

والحديث طويل متشعب تناوله الألباني في عدة مواضع وصحح بعض ألفاظه لا جميعها .. وقد نقلنا بعض كلامه فيما سبق.

ولا نسلم لابن كثير ولا للأستاذ الدكتور حكمت التقوية بمجموع طرق عامتها واهٍ، لا يحتمل معها الحسن بله الصحة .. زد على ذلك أن في بعض ألفاظه تكلف ونكارة، وفي كلام الله وصحيح السنة غنية عن تقوية الأحاديث الواهية. والله أعلم.

وكتبه / يحيى البكري الشهري (4/ 2/1425هـ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير