تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - نقل القرطبي في تفسيره"الجامع لأحكام القرآن" (15 - 176) عن ابن العربي المالكي أنه قال عن هذا الخبر:"باطل قطعًا".

2 - قال الخازن في تفسيره"لباب التأويل في معاني التنزيل" (6 - 49):"فصل في تنزيه داود - عليه السلام - عما لا يليق به وما ينسب إليه": اعلم أن من خصَّه الله - تعالى - بنبوته وأكرمه برسالته وشرفه على كثير من خلقه وائتمنه على وحيه لا يليق أن ينسب إليه ما لو نسب إلى آحاد الناس لاستنكف أن يحدَّث به عنه. فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الأمناء. أ. هـ.

قلت: ذكره الخازن بعد أن أورد القصة، لعله أراد أن يبين بطلانها.

3 - قال الفخر الرازي في"التفسير الكبير" (26 - 194): إذا قلنا الخصمان كانا ملكين، ولما كانا من الملائكة وما كان بينهما مخاصمة وما بغى أحدهما على الآخر، كان قولهما: خصمان بغى بعضنا على بعض كذبًا، فهذه الرواية لا تتم إلا بشيئين: أحدهما إسناد الكذب إلى الملائكة، والثاني أن يتوسل بإسناد الكذب إلى الملائكة إلى إسناد أفحش القبائح إلى رجل كبير من أكابر الأنبياء.

4 - قال ابن الحسن الطبرسي في تفسيره"جمع البيان في تفسير القرآن" (8 - 736) بعد أن ذكر القصة:"فإن ذلك مما يقدح في العدالة، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أمناؤه على وحيه بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه والقبول منه، جل أنبياء الله عن ذلك؟! ".

5 - ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره"جامع البيان عن تأويل القرآن" (10 - 627) (ح29859) القصة مكتفيًا بذكر أسانيدها على طريقة أهل الحديث الذين قرروا أن من أسند فقد أحال إليك ذكر الوسيلة إلى معرفة درجة الحديث.

قلت: وهذه القاعدة توهم الكثيرين الذين لا يعرفون من أمر الأسانيد شيئًا أن القصة صحيحة لوجودها في تفسير الطبري وسكوته عن ذكر درجة الحديث.

قلت: وإلى الشيخ تخريج وتحقيق الحديث الذي روي حول هذه القصة:

الحديث"باطل".

أخرجه الحكيم الترمذي في"نوادر الأصول"، وابن جرير، وابن أبي حاتم كما في"الدر المنثور" (7 - 156).

قال ابن كثير في تفسيره (4 - 31):"رواه ابن أبي حاتم، ولا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس".

قال القرطبي في تفسيره: رواه الحكيم الترمذي في"نوادر الأصول"عن يزيد الرقاشي عن أنس.

قلت: والحديث عندهم جميعًا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا والرقاشي أورده ابن حجر في"التقريب" (4 - 538): وهو يزيد بن أبان، قال النسائي في كتابه"الضعفاء والمتروكين"رقم (642): الرقاشي: متروك.

قلت: وقد اشتهر عن النسائي أنه قال:"لا يترك الرجل عندي حتى يجتمع الجميع على تركه"، وأورده الدارقطني في كتابه"الضعفاء والمتروكين"برقم (593)، وأورده الذهبي في"الميزان" (4 - 418):

قال أحمد: كان يزيد منكر الحديث. وأورده ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" (9 - 251). قال أحمد بن حنبل:"منكر الحديث"، وأورده البخاري في"التاريخ الكبير" (8 - 320)، وقال: كان شعبة يتكلم فيه.

قلت: ووصل الحد في جرحه وتحريم الرواية عنه حتى أورد الذهبي في"الميزان" (4 - 418)، وابن حجر في"تهذيب التهذيب" (11 - 309): أن يزيد بن هارون قال: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إليَّ من أن أُحدث عن يزيد الرقاشي".

قلت: هكذا حفظ اللَّه - تعالى - بالإسناد لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - دينها من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

قال ابن حزم:"نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل". أ. هـ.

وبتلك الخاصية حفظ اللَّه العقيدة السلفية من مثل هذه القصص الواهية التي تطعن في الأنبياء الذين ينبغي الاعتقاد بأن اللَّه - عز وجل - قد حلاهم بالأخلاق العظيمة.

قلت: هذه عقيدة أهل السنة والجماعة في الأنبياء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير