أما عقيدة اليهود- عليهم لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين- فهي الطعن في الأنبياء، فقد جعلوا داود - عليه السلام - زانيًا، فقد جاء في"العهد القديم"- صموئيل الثاني- الإصحاح"الحادي عشر" (ص498):"وأما داود فأقام في أورشليم، وكان وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بَثْشَبَعَ بنت أَلبِعَام امرأة أُوريا الحثي، فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مُطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى". أ. هـ.
قلت: هذا كتابهم المقدس: يجعل داود - عليه السلام - ينظر إلى امرأة عارية وهي تستحم- ويعشقها ثم يزني بها حتى تحمل منه.
يقول:"فأرسل داود إلى يواب يقول: أرسل إليَّ أوريا الحثي، فأرسل يواب أوريا إلى داود فأتى أوريا إليه فيسأل داود عن سلامة يواب وسلامة الشعب ونجاح الحرب، وقال داود لأوريا: انزل إلى بيتك واغسل رجليك. فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك، ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته، فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته، فقال داود لأوريا: أما جئت من السفر، فلماذا لم تنزل إلى بيتك، فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يواب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب واضطجع مع امرأتي! وحياتك وحياة نفسي لا أفعل هذا الأمر، فقال داود لأوريا: أقم هنا اليوم أيضًا وغدًا، فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده ... وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يواب وأرسله بيد أوريا، وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وأرجعوا من وراءه فيضرب ويموت، وكان في محاصرة يواب المدينة: أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البائس فيه، فخرج رجال المدينة وحاربوا يواب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضًا".
إلى أن يقول كتابهم المقدس- لعنهم الله- في صموئيل الثاني آخر الإصحاح (11):"فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا، وأما الأمر الذي فعله داود فَقَبح في عيني الرب". أ. هـ.
قلت: وقد دست هذه الإسرائيليات في الكتب ك"قصص الأنبياء"للثعلبي المتوفى سنة 427ه، حيث جاءت هذه القصة في كتابه (من ص304، 312).
قلت: والقصة طويلة مذكورة في تسع صفحات لتحريف الآيات التي أنزلها الله في سورة"ص": (21، 22، 23، 24، 25) تحت اسم الأحاديث والآثار.
الصحيح الذي جاء في تفسير الآيات
قال الإمام ابن حزم - رحمه الله -في"الملل والنحل" (4 - 14) باب الكلام في"داود - عليه السلام -":"وذكروا أيضًا في قول الله - تعالى - حاكيًا عن داود - عليه السلام -: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب × إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان ... إلى قوله: فغفرنا له ذلك".
قال:"وهذا قول صادق صحيح لا يدل على شيء ممَّا قاله المستهزئون الكاذبون المتعلقون بخرافات ولدها اليهود، وإنما كان ذلك الخصم قومًا من بني آدم بلا شك ... كما بيَّنا آنفًا". ثم يقسم الإمام ابن حزم - رحمه الله -قائلاً:"تاللَّه إن كل امرئ منا ليصون نفسه وجاره المستور عن أن يتعشق امرأة جاره ثم يعرض زوجها للقتل عمدًا ليتزوجها، وعن أن يترك صلاته لطائر يراه، هذه أفعال السفهاء المتهوكين الفساق المتمردين، لا أفعال أهل البر والتقوى، فكيف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أوحى إليه كتابه، وأجرى على لسانه كلامه، لقد نزهه الله - عز وجل - عن أن يمر مثل هذا الفحش بباله، فكيف أن يضاف إلى أفعاله". أ. هـ.
استغفار داود
ثم يقول ابن حزم رحمه الله:"وأما استغفاره، وخروره ساجدًا ومغفرة الله له: فالأنبياء عليهم السلام أولى الناس بهذه الأفعال الكريمة، والاستغفار: فعل خير لا ينكر من ملك، ولا من نبي، ولا من مذنب، ولا من غير مذنب، فالنبي يستغفر الله لمذنبي أهل الأرض والملائكة، كما قال الله - تعالى -: ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم {غافر: 7} ". أ. هـ.
فتنة داود
ثم يقول ابن حزم - رحمه الله -:"وأما عن قوله - تعالى - عن داود - عليه السلام -: وظن داود أنما فتناه، وقوله - تعالى -: فغفرنا له ذلك: فقد ظن داود - عليه السلام -: أن يكون ما آتاه الله - عز وجل - من سعة الملك العظيم فتنة فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله أن يثبت قلبه على دينه، فاستغفر الله - تعالى - من هذا الظن فغفر الله - تعالى - له هذا الظن إذ لم يكن ما آتاه اللَّه - تعالى - من ذلك فتنة". أ. هـ.
قلت: وسياق هذه الآيات يدل على تنزيه داود - عليه السلام - عن هذه القصة الواهية، حيث ذكره الله - سبحانه - في مقام العبودية، فقال سبحانه: واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب {ص: 17}، هذا المقام الذي حفظه الله تعالى من الشيطان بقوله: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا {الإسراء: 65}.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد. .
انتهى المقال: ومصدره: http://www.islamselect.com/index.php?ref=5430&pg=mat&CR=20&ln=1&PHPSESSID=55936c474109f6980795c50d9c9fc419
تنبيه مهم:
اختياري للمقال لا يعني بالضرورة موافقتي لكاتبه في كل شيء، إلا أن ذلك يعني أن الموضوع جدير بالقراءة.
¥