هو الفراغ الواقع فوق الحنجرة والوترين الصوتيين , وقد قسمه بعض العلماء إلى: البلعوم الحنجري والبلعوم الفموي , والبلعوم الأنفي , وذكر عند التنفس من الأنف مع قفل الفم يمر الهواء من البلعوم الأنفي إلى البلعوم الفموي ثم إلى البلعوم الحنجري ثم إلى القصبة الهوائية ثم إلى الرئتين , أما عند الكلام فإن الحنك الرخو إما أن يقفل الممر الأنفي تماما أمام الهواء الصاعد من الحنجرة فلا يساهم هذا الجزء من البلعوم في إنتاج الصوت , وإما أن يتركه مفتوحا وفي هذه الحالة يتخذ البلعوم الأنفي أحد أوضاع ثلاثة: أ- أن يسمح للهواء بالخروج منه وحده بحيث يكون الأنف دون الفم هو المخرج الوحيد للصوت كما يحدث عند النطق بالميم والنون. ب – أن يكون مفتوحا أمام الهواء ولكن دون أن يساهم في إنتاج الصوت مساهمة تذكر. ج – أن يظل مفتوحا ويشترك مع فراع الفم في إنتاج الصوت ويحدث هذا عند النطق بصوت تشويه صفة الأنفية مثل الفتحة الطويلة في (نام) وهناك بجوار البلعوم ما يسمى بالفراغات الأنفية وهي تعتبر غرف رنين يتأثر مدى رنينها بحجمها وهناك أيضا الجيوب الأنفية التي تؤثر في إنتاج الأصوات التي تعرض لها صفة الأنفية كالفتحة المجاورة لأي منهما.
التعريف بالجوف عند اللغويين والقراء
********************************
قال علماء اللغة: يأتي الجوف في اللغة ويراد به الخلاء
وفي اصطلاح القراء: هو خلاء الحلق والفم , أو الفراغ الذي في وسط الحلق والفم , والجوف مخرج لحروف المد الثلاثة , ولكل من أحرف الجوف شرط لابد منه , فمن شرط صوت الألف الجوفية أنها ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا أبدا ,ومن شرط صوت الواو الجوفية أن تكون ساكنة ومضموم ما قبلها , ومن شرط صوت الياء الجوفية أنها ساكنة ومكسور ما قبلها. وجمعت في كلمات (نوحيها) أو (أوتينا) أو (أوذينا).
التعريف بأصوات وأسماء الحروف الجوفية
********************************
قال بن الجزري في النشر: فقد اختلفوا في عددها فالمختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن أحمد ومكي بن أبي طالب وأبي القاسم الهذلي وأبي الحسن شريح وغيرهم سبعة عشر مخرجا، وهذا الذي يظهر من حيث الاختبار وهو الذي أثبته أبوعلي بن سينا في مؤلف أفرده في المخارج وصفاتها أ هـ.
والسبب في تسمية هذه الحروف بالجوفية لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف كما قرر ذلك بن الجزري في التمهيد , وهذه الحروف الثلاثة تخرج من جوف الحلق والفم وليس لها حيز تعتمد عليه أو تنتهي إليه وإنما تنتهي بانتهاء هواء الصوت ولذلك سماها بعض العلماء بالمخرج المقدر, إلا أن هواء الألف متصعد أكثر , وهواء الياء متسفل , وهواء الواو متوسط , فسبحان من أظهر بعض عجائب صنعه في خلقه.
قال ابن الجزري:
(فألف الجوف وأختاها وهي**** حروف مدّ للهواء تنتهي)
وتسمى هذه الحروف الجوفية بالهوائية , لأنها في الحقيقة عبارة عن هواء ينتشر في الحلق والفم , وتسمى بحروف المد واللين لأنها تخرج في لين ويسر وعدم كلفة عند التلفظ بها , وتسمى مع الهاء بالحروف الخفية: قال مكي في الرعاية:سميت بالخفية لأنها تخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها إنما لفظها في هذا خفي بين حرفين أو بعد حرف أو حروف هواء .... والألف أخفى هذه الحروف , لأنها لا علاج على اللسان فيها عند النطق بها أهـ.
التعريف بصفات أصوات الحروف الجوفية
******************************
أولا: التعريف بصفات صوت الألف الجوفية المدية:
******************************
قال ابن الجزري في التمهيد: عن الألف أنها تخرج من مخرج الهمزة والهاء من أول الحلق .. اهـ قال العلماء: منشأ صوت الألف المدية الجوفية يبدأ في الظهور من مخرج الهمزة الحلقية ثم بعدها يتحول الصوت عبر الجوف , والألف لا تقع إلا ساكنة أبدا , ومفتوحا ما قبلها أبدا , ولا يبدأ بها أبدا , ولا تكون إلا بعد حرف متحرك أبدا , وهي حرف مجهور , رخو , لا يوصف بترقيق ولا تفخيم بل هو تابع لما قبله في ذلك , منفتح , مصمت , خفي , جوفي , مدي , هوائي , ضعيف جدا.
************************************
ثانيا: التعريف بصفات صوت الواو الجوفية المدية:
************************************
¥