تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا ما عنيته يا أخي بقولي المذكور أعلاه .. أسأل الله تعالى لي ولك ولجميع المؤمنين العفو والعافية. والحمد لله رب العالمين.

أخوكم

محمد إسماعيل عتوك

ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:58 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

جزى الله خيرا الأخ محمد كالوا على هذه اللطائف، ولي وجهة نظر في مسالة هم يوسف عليه السلام، إذ أننا نسعى لفهم الآية على أن مجرد الهم لم يحصل من يوسف عليه السلام لاعتبار أنه نبي، فما المانع أن نقول بحصول الهم من يوسف أصلا؟ اي أنه هم بنفسه لكن رؤية برهان ربه حالت بينه وبين وقوع ما هم به، إذ المحاسب عليه هو الفعل وليس الهم، لأن الهم حديث النفس كما بين الإخوة آنفا؟ وهل يحاسب المرء على هم النفس أصلا؟ ومن جهة أخرى: القول بوقوع الهم من غير فعل من يوسف عليه السلام أقرب في نظري إلى الهدف من ذكر هذا الموقف في حياة هذا النبي الكريم، وذلك أن نقول: إنه قد حصل معه ما يحصل مع سائر البشر عند اتقاد الشهوة بداخله، ومع هذا لم يقدم على الفعل لأنه استشعر الخوف من الله، وهذه هي العبرة، أن المؤمن هو من إذا عرض له مثل هذا الموقف تراه يفزع إلى الله ولا يتابع ما همت به نفسه، ويشهد بذلك كلام سيد المرسلينصل1 في حديث من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (رجل دعته امراة ذات مال وجمال فقال إني أخاف الله) فهل يقال أن مجرد الهم لم يقع من هذا الرجل؟! كذلك إذا نفينا مجرد الهم عن يوسف عليه السلام فأين مشهد البطولة التي يريد النص القرآني أن يصوره لنا في سيرة يوسف عليه السلام؟ رجل ليس عنده مجرد الهم بالنساء، من الطبيعي أن لا يقترب منها، ولن يكون عندها في عدم وقوع الفاحشة منه أي عبرة إذ لا يوجد الدافع البشري أصلا، ولكن ما أراه هو أن الهم وقع من يوسف ولم يقع الفعل، والمانع هو برهان الله الذي رآه - ايا كان المراد بمعنى (برهان ربه) - ومن المؤكد أنني اعني بالهم الاستعداد البشري الغريزي الحاصل للرجل في مثل هذه المواقف، ولا أعني بالهم نيته المبيتتة للعصيان كما هو حال امرأة العزيز.

هذا ما استخلصته بعد دراسة طويلة لكتب التفسير، فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وكتاب الله منه براء.

وجزى الله كل من شارك هنا خير الجزاء على ما بذوله من أوقاتهم وفكرهم في سبيل ان يدرك التالي لهذا الكتاب العزيز بعض ما يحويه من أسرار وعجائب لا تقود إلا للهداية والخير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير