تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا هو الشائع، وهذا هو ما قال به علماء التوراة .. ألزمتهم بذلك عبارة فى " سفر الخروج " تفسر اسم " موسى " على اللفظ العبرانى، التى ينطقونها " موشيه " كدأب العبرية فى " تشيين " السين وإمالة الألف، فقالوا: إن " موسى " عبرانية، على زنة الفاعل من الجذر العبرى " مَشَا "، ويكافئه الجذر العربى " مسا / يمسو "، بمعنى سَلَّه أو أخرجه بلطف، فهو " موشيه " أى " الماسى "، ويفسرونها بأنها تعنى " نشيل الماء "، أى الذى التقطه آل فرعون من اليم، اضطرهم لذلك قول كاتب سفر الخروج: " ودعت اسمه موسى (موشيه فى الأصل العبرانى) وقالت: إنى انتشلته من الماء ".

لكن .. لا يصح هذا التخريج عبرياً أبداً!

لأن " موشيه " على زنة الفاعل تعنى أن موسى كان " الماسى " لا " الممْسُوُّ "، أى كان هو الناشل لا المُنتَشَل، ولا يجوز فى العبرية استعمال زنة الفاعل على قصد المفعول، لكن علماء التوراة ـ لا علماء العبرية ـ افترضوا جواز ذلك ليستقيم لهم المعنى.

وفاتهم أن من أعلام التوراة: " نِمْشِى "، من نفس الجذر " مشا "، ومعناه " الممْسُوُّ " على وزن المفعول، ولو أريدت تسمية موسى على هذا المعنى لكان الاسم " نمشى " ولما كان " موشيه ". أو لكان " ماشوى " على وزن المفعول المباشر من " مشا " العبرى.

وفاتهم أيضاً أن اسم " موسى " ليس عبرانياً، لأن اليهود لم يسموه، وإنما الاسم مصرى، لأن ابنة فرعون (فى التوراة) هى التى أسمته!

لا يصح البتة افتراض عبرانية اسم " موسى "، وعلى لسان مَن؟ .. على لسان " ابنة فرعون " فى قصر فرعون، تلتقطه من اليم، فتفهم أنه من " أولاد العبرانيين " كما يقول الكاتب، فتتعمد تسميته تسمية عبرانية، وهى لا تفهم حرفاً من تلك اللغة، لغة عبيد فرعون كما تقرأ فى التوراة. إنما المنطقى المتوقع من " ابنة فرعون " أن تسمى الذى انتشلته من الماء بلغتها هى، أى بالمصرية القديمة.

استقر علماء اللغة المصرية القديمة، فى نطق الأسماء الأعلام المختومة بالشق " مُس "، كما تجد فى " تُحُوت + مُس " (تحتمس) .. انتهوا إلى أن أصلها " ضحُوتى + مُوسِى "، تنطق ألف " موسِى " فيها على الإمالة، تماماً كما تسمعها فى بعض قراءات القرآن، والمعنى هو " وِلْد تحوت " أو " وليد تحوت " .. ولا تقل " ابن تحوت " مغتراً بتقارب المعنى؛ لأن " ابن " فى المصرية القديمة هى " سا " لا " موسى ".

" موسى " لفظة فى المصرية القديمة منحوتة من جذر فى تلك اللغة، هو (م / س / ى)، فعل بمعنى ولد / يلد / ولادة. ولفظة " موسى " اسم مشتق منه على زنة المفعول، فمعناها " ولد " أو " وليد "!

كيف فسر القرآن معنى اسم " موسى " (ولد أو وليد) فى آياته الحكيمة؟

قال العليم الخبير، فى كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يفسر بها اسم موسى بلغة آل فرعون، لا بلغة أمه وأبيه: " وقالت امرأة فرعون قرة عين ولك، لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً " .. فسمى بها موسى المحذوف لدلالة السياق عليه.

وقال أيضاً على لسان فرعون، الذى أنكر على موسى أن يكون شفيعاً لديه فى بنى إسرائيل وقد استله فرعون من بينهم فاحتضنه ورباه: " قال ألم نربك فينا وليداً، ولبثت فينا من عمرك سنين؟! ".

فهناك " الولد " وهنا " الوليد "، يفسر بهما القرآن اسم موسى عليه السلام فى لغة آل فرعون لا فى لغة قومه العبرانيين!

ـ[محب]ــــــــ[31 Mar 2004, 08:52 م]ـ

أم موسى

" أم موسى " .. اسمها فى التوراة العبرانية " يُوكِبِد "، بكسر الكاف والباء، وتنطق عبرانياً " يُوخِفِذ " بالباء المثلثة، حسب قاعدة نطق الكاف والباء والدال إذا تحرك أو اعتل ما قبلها.

عند علماء التوراة .. أنه اسم مزجى مركب من شقين (يُو + كِبِد) ..

الأول " يُو ": مختصر " يهوا "، اسم الله فى العبرية منذ موسى عليه السلام ..

والثانى " كِبِد ": اسم من مادة الجذر العبرانى " كبد " بمعنى ثَقُلَ، وأيضاً بمعنى تمجد وشَرُف وعَظُم.

وقد اختار علماء التوراة أن يكون معنى " كبد " التى فى " يوكبد " هو المجد والشرف. كما اختاروا أيضاً أن تكون بنية هذا الاسم المزجى على المبتدأ والخبر، فقالوا: إن معناه هو " الله مجدٌ "، مراداً منه " الله مَجْدُها ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير