تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يدركونه حتى توسط بهم في أعمق مكان في البحر وبعث الله ميكائيل على فرس آخر من خلفهم يسوقهم ويقول لهم الحقوا بصاحبكم حتى إذا فصل جبريل من البحر ليس أمامه أحد من آل فرعون وقف ميكائيل من الجانب الآخر ليس خلفه أحد

تاريخ مدينة دمشق ج 61 ص 79

وعن إسحاق أنا سعيد عن قتادة عن الحسن قال إن موسى لما رأى ذلك من قومه وما يتضرعون ويستغفرون من ذنوبهم ويقولون يا موسى سل لنا ربك يضرب لنا) طريقا في البحر يبسا (فقد وعدنا لذلك بمصر فاتبعناك وصدقناك وهذا فرعون وجنوده قد دنا منك قال فانطلق موسى نحو البحر فقال إن الله أمرني أن أسلك فيك طريقا وضرب بعصاه البحر قبل أن يوحى إليه فأنطق الله البحر فقال له يا موسى أنا أعظم منك سلطانا وأشد منك قوة وأنا أول منك خلقا وعلي كان عرش ربنا وأنا لا يدرك قعري ولا أترك أحدا يمر بي إلا بإذن ربي وأنا عبد مأمور لم يوح الله إلي فيك شيئا ودنا فرعون وجنوده فجاء موسى إلى قومه راجعا فأيس القوم فأتاه حزبيل بن يوحابيل المؤمن فقال له يا موسى يا نبي الله أليس وعدك الله البحر قال نعم قال فلن يخلفك فناج ربك قال فبينما هو كذلك إذ جاءه خازن البحر فسلم عليه فقال له يا موسى أتعرفني قال لا قال أنا خازن البحار قال فما أوحى الله إليك في أمر فرعون شيئا قال يا موسى والله إني لخامس خمسة من خزان الله والله ما أدري ما الله صانع بعد فرعون ولقد خفي علي أمره وإن الله وعدك وهو منجز ذلك فتضرع إلى ربك قال فلما سمع ذلك موسى تضرع إلى الله فقال يا رب قد ترى ما يقول بنو إسرائيل وما قد كربهم وما قد نزل بهم من سوء الظن فأسألك يا إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف فرج عنا هذا الكرب ونجنا من فرعون وأبدل لنا مكان الخوف أمنا كي نسبحك كثيرا ونعبدك حق عبادتك واختلط خيل فرعون بخيل موسى وخرج فرعون معلما على فرس له حصان وكانت لحيته تغطي قربوس سرجه ولمته من خلفه تغطي مؤخر سرجه وعليه درع من ذهب قد علاه بالأرجوان قال فلما رأى ذلك الله عز وجل مما دخل في قلب موسى وقلوب بني إسرائيل أوحى الله إلى موسى إني قد أذنت للبحر أن يطيعك فاضرب) بعصاك البحر (قال فضرب موسى البحر) فانفلق (اثنا عشر طريقا ودعا موسى أصحابه وقال لهم هلموا فثم ثم قال اللهم اجعل هذا البحر غضبا ورجزا ونقمه على فرعون وقومه ونجنا جميعا فإنا جندك ونحن أهل الذنوب والخطايا قال فصار البحر كما قال الله اثني عشر طريقا يابسا وهو كما قال) واترك البحر رهوا (يعني سهلا دمثا لا تخاف دركا من فرعون وجنوده ولا تخشى البحر يغرقك ومن معك

تاريخ مدينة دمشق ج 61 ص 78

وعن عمرو بن ميمون قال كانوا ستمائة ألف فلما أرادوا السير ضرب عليهم التيه فلم يدروا أين يذهبون فدعا موسى مشيخة بني إسرائيل وسألهم عن ذلك فقالوا إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ على إخوته عهدا أن لا يخرجوا من مصر حتى يخرجوه معهم فلذلك انسد علينا الطريق فسألهم عن موضع قبره فلم يعلموا فقام موسى ينادي أنشد الله كل من يعلم أن موضع قبر يوسف عليه السلام ألا أخبرني به ومن لم يعلم به فصمت أذناه عن سماع قولي وكان يمر بين الرجلين ينادي ولا يسمعان صوته حتى سمعته عجوز لهم فقالت أرأيتك إن دللتك على قبره أتعطيني كل ما سألتك فأبى عليها وقال حتى أسأل ربي فأمره الله تعالى بإيتائها سؤالها فقالت إني عجوز كبيرة لا أستطيع المشي فاحملني وأخرجني من مصر هذا في الدنيا وأما في الآخرة فأسألك أن لا تنزل غرفة من الجنة إلا نزلتها معك قال نعم قالت إنه في جوف الماء في النيل فادع الله تعالى حتى يحسر عنه الماء فدعا الله تعالى فحسر عنه الماء ودعا أن يؤخر طلوع الفجر إلى أن يفرغ من أمر يوسف عليه السلام فحفر موسى عليه السلام ذلك الموضع واستخرجه في صندوق من مرمر وحمله حتى دفنه بالشام ففتح لهم الطريق فساروا وموسى عليه السلام على ساقتهم وهرون على مقدمتهم وندر بهم فرعون فجمع قومه وأمرهم أن لا يخرجوا في طلب بني إسرائيل حتى يصيح الديك فوالله ما صاح ديك تلك الليلة فخرج فرعون في طلب بني إسرائيل وعلى مقدمة عسكره هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف وكان فيهم سبعون ألفا من دهم الخيل سوى سائر الشيات وقال محمد بن كعب رضي الله عنه كان في عسكر فرعون مائة ألف حصان أدهم سوى سائر الشيات وكان فرعون في الدهم وقيل كان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير