تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأغرب النووي فحكى عن مالك أنها سنة ويجب بتركها دم ولا يعرف ذلك عندهم وقال بن التين يريد أنها ليست من أركان الحج وإلا فهي واجبة عنده و القول الثاني من الفريق الذي يصحح إحرامه أنها واجبة و من تركها يلزمه دم و به يقول أبو حنيفة و مالك و بن هريرة من الشافعية و به يقول بن شاس المالكي إلا أنه زاد و يقوم مقامها الفعل كالتوجه على الطريق و المشهور في مذهب الحنفية انه يقوم مقامها أي فعل و القول بوجوبها قول قوي لما رواه الترمذي من حديث خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبريل فقال يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية وقال حديث حسن صحيح , و لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني جبريل صلى الله عليه وسلم برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعار الحج قال الهيثمي و رجاله ثقات , و الفريق الثاني من أهل العلم لا يصححون إحرامه و يقولون التلبية ركن الإحرام كما أن تكبيرة الإحرام ركن في الصلاة و حكاه بن عبد البر الثوري و أبو حنيفة و بن حبيب المالكي و الزبيري الشافعي و حكاه بن المنذر عن بن عمر و طاوس و عكرمة. و المرأة السنة لها ان تسمع نفسها بالتلبية إجماعاً عن بن عبد البر , و تلبية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تروى من أصح إسناد عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنه أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك لبيك , لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل. و أوجب أهل الظاهر لفظ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و استحبه الجمهور و هو الظاهر فقد روى الإمام مسلم من حديث جابر الطويل أنه قال و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بين أظهرنا و عليه ينزل القرآن و هو يعرف تأويله و ما عمل به من شئ عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك غن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و أهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شيئاً منه و لزم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تلبيته , و الإحرام من الميقات من واجبات الحج السته خلافاً لمن يجعله ركناً لصحة الإحرام و الإحرام يكون عند التوقيت أو قبله فميقات أهل المدينة ذا الحليفة و ميقات الشام الجحفة و ميقات أهل نجد قرن و ميقات أهل اليمن يلملم إجماعاً لما رواه البخاري و مسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه قال وقت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأهل المدينة ذا الحليفة و لأهل الشام الجحفة و لأهل نجد قرن المنازل و لهل اليمن يلملم هن لهن و لمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج و العمرة فمن كان دونهن فَمَهِلُهُ من أهله و كذاك حتى أهل مكية يُهِلون منها و اتفقوا على أن إحرام العرقي من ذات عرق إحرام من الميقات لما رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سئل عن المهل فقال أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم مهل أهل المدينة من ذي الحليفة و الطريق الآخر الجحفة و مهل العراق من ذات عرق و مهل أهل نجد من قرن و مهل أهل اليمن من يلملم , قال المباركفوري و حديث جابر مشكوك في رفعه و الظاهر أن توقيت ذات عرق كان بإجتهاد عمر لما رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمر أنه قال لما فتح هذان المصران أتو عمر بن الخطاب فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حد لأهل نجد قرن و هو جور عنا و إنا إن أردنا قرن شق علينا قال فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق و استحب الشافعي و بن المنذر و بن عبد البر الإحرام من العقيق و هي قبيل ذات عرق لما رواه الترمذي و حسنه من حديث بن عباس رضي الله عنه أنه قال وقت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأهل المشرق العقيق و لذلك قال بن عبد البر و الإحرام من العقيق أولى و أحوط , و اختلفوا هل الإحرام من هذه المواقيت أفضل أم من قبلها فقال فقال أبو حنيفة و الثوري و الشافعي من قبلها أفضل و قال مالك و أحمد و إسحاق من المواقيت أفضل لأنها سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هذا هو الأولى , أما من تخطى هذه المواقيت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير