ومدار هذا الحديث على جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي.
* وجعفر بن سليمان، هو الضبعيُّ أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم.
قال أبو طالب عن أحمد: لا بأس به، قيل له: إن سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه، فقال: إنما كان يتشيع، وكان يحدث بأحاديث في فضل علي، وأهل البصرة يُغلون في علي، قلت: عامة حديثه رقاق؟ قال: نعم، كان قد جمعها، وقد روى عنه عبد الرحمن وغيره، إلا أني لم أسمع من يحيى عنه شيئًا فلا أدري سمع منه أم لا.
قلت: قال عباس عنه: ثقة كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه.
وقال في موضع آخر: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وكان يستضعفه.
وقال ابن أبي خيثمة وغيره: عن بن معين ثقة.
وقال أحمد بن سنان: رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينبسط لحديث جعفر بن سليمان، قال أحمد بن سنان: استثقل حديثه.
وقال ابن المديني: هو ثقة عندنا، وقال أيضًا: أكثر عن ثابت، وبقية أحاديثه مناكير.
وقال ابن سعد: كان ثقة وبه ضعف، وكان يتشيع.
وقال البخاري: يقال كان أميًا .. وذكره في (الضعفاء)، وقال: يخالف في بعض حديثه.
وقال ابن حبان: كان جعفر من الثقات في الروايات، غير أنه ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها الاحتجاج بخبره جائز.
وقال الأزدي: كان فيه تحامل على بعض السلف، وكان لا يكذب في الحديث، ويؤخذ عنه الزهد والرقائق، وأما الحديث فعامة حديثه عن ثابت وغيره، فيها نظر ومنكر.
وقال ابن شاهين في (المختلف فيهم): إنما تكلِّم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه إلا بن عمار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف.
وقال البزار: لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث ولا في خطأ فيه، إنما ذُكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم.
قال بن سعد مات سنة (78هـ) في رجب. انظر التهذيب (2: 81 ـ 82).
* وعلي بن علي الرفاعي .. ترجمه ابن حبان في المجروحين (2/ 112)، فقال: علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي، كنيته أبو إسماعيل، من أهل البصرة.
يروي عن: الحسن، وأبي المتوكل. روى عنه: وكيع، وأبو نعيم، كان ممن يخطئ كثيرًا على قلة روايته، وينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
ثم قال: روى عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: (فذكره). فدل على أنه استنكره من روايته.
قال عبد الله بن أحمد: حديث أبي سعيد حديث علي بن علي لم يجد أبي إسناده.
قال عبد الله: لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل". التنقيح لا بن الجوزي برقم (484).
وقال أبو داود: " وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا، الوهم من جعفر".
وقال أبو عيسى الترمذي: " وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث".
فهذا إذًا معلول .. وسيأتي الصواب في رواية الرفاعي في مراسيل الحسن بعد يسير .. فيثبت الوهم في هذا على جعفر. والله أعلم.
? وأما حديث نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه:
فيرويه عمرو بن مرة، واختلف عليه فيه: فرواه شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وخالفهم في ذلك مسعر وغيره.
وقد ذكر بعض الأئمة هذا الاختلاف:
قال البخاري في الكبير (6: 488): (قال آدم: حدثنا شعبة، سمع عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) كبر للصلاة.
وقال يحيى بن موسى: حدثنا ابن إدريس، سمع حصينًا، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
وقال عمرو بن محمد: حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا، عن حصين مثله.
وقال أبو الوليد: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو، سمع عمار بن عاصم العنزي، سمع نافعًا، عن أبيه (رضي الله عنه): رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي الضُّحى، وهذا لا يصح): ".
¥