فأخرجه أحمد (6: 156/ برقم 25266): ثنا قراد أبو نوح، أنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبى كثير، قال أبو سلمة: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، يقول: "اللهم أنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، قالوا: يا رسول الله وما همزه ونفخه ونفثه؟ قال: "أما همزه فهذه الموتة التي تأخذ بنى آدم، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
? وأما حديث الحسن البصري:
فأخرجه عبدالرزاق في المصنف (2: 82/ برقم 2572)، (2: 84/ برقم 2580): عن هشام بن حسان.
وله عنده وجه آخر في (2: 82/ برقم 2573): عن معمر، عن من سمع الحسن.
وأخرجه مسدد (مسنده) كما في المطالب العالية (4/ 30/ برقم 457): حدثنا يحيى عن عوف.
وأخرجه أبو داود في المراسيل (ص88/ برقم32): حدثنا أبو كامل: أن خالد بن الحارث حدثهم، حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (ص456/ برقم 434): حدثنا علي بن الجعد، حدثنا علي بن علي الرفاعي.
خمستهم عن الحسن (كذا مرسلاً).
ولفظ هشام عند عبدالرزاق: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه".
قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا!! قال: "أما همزه فالجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
واختصره في الموضع الثاني بلفظ " أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه"، قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا، لمن هذا!! قال: "أما همزه فهو الجنون، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
ولفظ معمر عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، قال: "الله أكبر كبيرًا" مرتين، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا "، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من نفثه، ونفخه، وهمزه".
وجاء في لفظ مسدد عنه قال: بلغني أن رسول الله كان يقول: "إذا افتتح الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قيل: ما همزه؟ قال: "همزه المؤتة التي تأخذ بني آدم ونفثه الشعر ونفخه الكبر".
ولفظ الرفاعي عنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل قال: " لا إله إلا الله " ثلاثًا، "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة، ونفخه، ونفثه".
قال: فسئل عنها؟ قال: "همزه موتة الجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
ولفظ أبي بكرعنه قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد، قال ـ قبل أن يكبرـ: "لا إله إلا الله لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: ثم يقول: "الله اكبر"، ورفع عمران بيديه يحكي.
غريب الحديث:
قوله: (همزه، ونفثه، ونفخه) .. جاء تفسيرها في الحديث.
قال أبو عبيد في غريبه (3: 77 ـ 78): " فالموتة: الجنون، وإنما سماه همزًا؛ لأنه جعله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته.
وأما الشعر: فإنه إنما سماه نفثا؛ لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه، مثل الرقية ونحوها، وليس معناه إلا الشعر الذي كان المشركون يقولونه في النبي (عليه السلام) وأصحابه؛ لأنه قد رويت عنه رخصة في الشعر من غير الشعر الذي قيل فيه وفي أصحابه.
وأما الكبر: فإنما سمي نفخًا؛ لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه فيعظمها عنده ويحقر الناس في عينه، حتى يدخله لذلك الكبر والتجبر والزهو ".
قال الشوكاني في نيل الأوطار (2: 214): " وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين إلى ذلك.
وقيل: المراد شياطين الإنس وهم الشعراء الذين يختلقون كلاما لا حقيقة له.
والنفث في اللغة: قذف الريق وهو أقل من التفل.
والنفخ في اللغة (أيضًا): نفخ الريح في الشيء، وإنما فسر بالكبر لأن المتكبر يتعاظم لاسيما إذا مدح.
والهمز في اللغة (أيضًا): العصر يقال همزت الشيء في كفي أي عصرته، وهمز الإنسان اغتابه" اهـ.
وكتبه/ يحيى البكري الشهري .. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الأحد الحادي والعشرين من صفر لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2004, 01:26 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المباحث العلمية النفيسة، وزادك علماً وهدى وبصيرة.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2004, 04:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأفاضل الكرام
الدكتور يحيى
تابعت السلسلة من أولها و كانت بحق رائعة العنوان و البنيان
بحوث قيمة و علوم محكمة
شكر الله لك وزادك الله فهماً و علما، و لا حرمنا الله في هذا الملتقى من إطلالاتك الرائدة
محبك
عبد الله
¥